السعودية وإسرائيل.. تطبيع يصطدم برفض نتنياهو "حل الدولتين"
10:38 - 22 مايو 2024قدم مستشار الأمن القومي الأميركي جيك سوليفان خلال جولته الأخيرة في المنطقة نسخة منقحة من مقترح يَقضي بالتطبيع بين الرياض وتل أبيب وتوفير غطاء أمني أميركي، ودعم إنشاء تحالف لدول المنطقة في مواجهة إيران، وإنهاء الحرب في غزة وإبرام صفقة مع حماس لتبادل المحتجزين.
وفي الوقت الذي كشفت فيه مصادرُ إسرائيلية أن سوليفان خرج من محادثاته مع رئيس الوزراء الإسرائيلي خائبا من عدم امتلاك نتنياهو رؤية واضحة لوقف الحرب وإتمام صفقة التبادل، أكدت مصادرُ سعودية أن السلام مع السعودية لن يتمَّ من دون اعتراف إسرائيل بالدولة الفلسطينية.
من جهته، قال وزير الخارجية الأميركي أنتوني بلينكن إن الكرة الآن في ملعب إسرائيل بشأن التطبيع مع السعودية. وأضاف بيلنكن أنه يعتقد أن بإمكان إسرائيل التقدم في مسار التطبيع مع دول المنطقة، لكن يجب أن يكون لديها أولا خطة لإقامة دولة فلسطينية.
هنا يشير رئيس منتدى الخبرة السعودي أحمد الشهري خلال حواره لغرفة الأخبار على "سكاي نيوز عربية"، إلى أن الولايات المتحدة تسعى جاهدة لتحقيق اتفاق تاريخي قد يُنسب إلى الإدارة الديمقراطية ويراعي تطلعات الانتخابات المقبلة.
كما أبرز الشهري أهمية القضية الفلسطينية بالنسبة للمملكة العربية السعودية:
- السعودية ملتزمة بتاريخها الثابت في دعم القضية الفلسطينية، ولن تتخلى عن هذا الموقف مقابل صفقة تسلح أو وعود غير مضمونة، كما حدث في اتفاقيات أوسلو ومدريد.
- غياب حكومة إسرائيلية ملتزمة بتحقيق السلام في المنطقة يعبر عن العائق الأساسي، حيث كان من الممكن تحقيق هذا الهدف منذ عام 2002.
- لا ينبغي للولايات المتحدة أن تستخدم مسألة التحالف ضد إيران في سياستها الخارجية، خاصة بعد أن أقامت المملكة العربية السعودية علاقة مباشرة مع إيران في بكين.
- عدم التزام إسرائيل بأي تعهدات أو وعود منذ اتفاقيات أوسلو ومدريد.
- النهج المتعرج الذي يتبعه نتنياهو لن يفضي إلى حل للقضية.
- تسعى المملكة إلى فصل الملفات الإقليمية وتجنب ربط أي تعاون استراتيجي مع الولايات المتحدة الأميركية بشروط أو اعتبارات أخرى.
- تؤكد المملكة العربية السعودية أن إقامة أي علاقة مباشرة مع إسرائيل يجب أن تتم في إطار حل الدولتين، وبضمانات أميركية ودولية، لضمان التزام إسرائيل بتعهداتها وعدم تراجعها عنها.
- من حق الشعب الفلسطيني أن ينعم بحياة آمنة ومستقرة كغيره من الشعوب.
- حان الوقت لجعل الشرق الأوسط منطقة تسودها السلام والأمن.
من جهته، يشير المحلل السياسي شلومو غانور إلى أن إسرائيل تجد نفسها في مفترق طرق تاريخي، حيث تلوح فرصة لتطبيع العلاقات مع المملكة العربية السعودية من خلال الصفقة التي يقودها جيك سوليفان، ويضيف في هذا الصدد:
- لا تزال هناك فرصة متاحة أمام نتنياهو وحكومته لتحقيق النجاح وتطبيع العلاقات مع المملكة العربية السعودية.
- لم تتناول المحادثات قضية إقامة دولة فلسطينية، نظرًا لأن تحقيق هذا الهدف يتطلب تنفيذ مراحل تدريجية.
- لا تزال الآراء داخل إسرائيل، سواء في صفوف المعارضة أو في الائتلاف الحكومي، غير مؤيدة لإنشاء دولة فلسطينية.
- ترفض إسرائيل مصطلح "الدولة الفلسطينية"، معتبرة أن استخدام هذا المصطلح يقوض جهود جميع الأطراف لتحقيق اتفاق تاريخي يهدف إلى تغيير الوضع الراهن في الشرق الأوسط وضمان الاستقرار.
- يتعين على نتنياهو اغتنام هذه الفرصة الذهبية واتخاذ القرار الاستراتيجي الذي يخدم مصلحة الحكومة الإسرائيلية على المدى البعيد، والامتناع عن تقديم المصالح المؤقتة.
- تتزايد رفض الشارع الإسرائيلي لسياسة حكومة نتنياهو.
- عدم التوصل إلى اتفاق ثنائي أو ثلاثي مع الولايات المتحدة والمملكة العربية السعودية من شأنه أن يفقد إسرائيل فرصة مهمة لتحقيق التطبيع، وسببا لتراجع العلاقات التقليدية الراسخة التي تربطنا بالولايات المتحدة.
- إسرائيل ليس لها أي دور في التأثير على مسار الانتخابات في الولايات المتحدة.
- الجهود الأمريكية والمساعي المشتركة بين السعودية وإسرائيل لا ترتبط بموعد انعقاد الانتخابات ولا تعتمد على من سيشغل منصب الرئاسة في البيت الأبيض.
من جهته، صرح مساعد وزير الخارجية الأميركي السابق لشؤون الشرق الأدنى، ديفيد شينكر، لغرفة الأخبار أن إدارة بايدن تسعى إلى التوصل إلى حل مناسب لتأمين إطلاق سراح الرهائن وتحقيق وقف إطلاق النار. بالإضافة إلى ذلك، هناك جهود جارية لتطبيع العلاقات بين المملكة العربية السعودية وإسرائيل مع العمل على إنشاء شكل من أشكال الدولة الفلسطينية.
- بعد هجوم السابع من أكتوبر 65 بالمئة من الإسرائيليين يعارضون حل الدولتين، ويعتقد الكثير من الأميركيين أيضا أن إقامة دولة فلسطينية كحل لهذا النزاع قد تُعتبر بمثابة مكافأة مجانية لحماس.
- تهدف الولايات المتحدة إلى تحقيق إنجاز مهم من خلال ضمان وقف إطلاق النار، ومنح رئيس الوزراء نتنياهو فرصة للنصر وحماية حكومته من الانهيار المحتمل.
- على الرغم من تعرض نتنياهو إلى ضغوطات داخلية وخارجية، إلا أن موقفه بقي ثابتاً دون تغيير.
- بإمكان الحكومة الإسرائيلية بذل جهود أكبر للاستفادة من فرصة متاحة له للتطبيع.
- لم يكن أداء الرئيس بايدن مقنعاً في تعاطيه مع رئيس الوزراء نتنياهو وحكومته.
- تسعى إدارة بايدن إلى احتواء حكومة نتنياهو بهدف وقف النزاع المسلح في قطاع غزة.
- إبرام اتفاق لتطبيع العلاقات بين إسرائيل والمملكة العربية السعودية يمثل الخيار الأوحد المتاح للإدارة الأميركية، نظراً لاقتراب موعد الانتخابات الرئاسية.