إسرائيل تكثف القصف.. والبؤس يتعمق في رفح
20:09 - 13 مايو 2024يكافح عمال الإغاثة من أجل توزيع المواد الغذائية والإمدادات الأخرى المتضائلة على مئات الآلاف من الفلسطينيين النازحين بسبب ما تقول إسرائيل إنها عملية محدودة في رفح، حيث لا يزال المعبران الرئيسيان بالقرب من المدينة الواقعة بجنوب غزة مغلقين.
وقالت وكالة اللاجئين الفلسطينيين التابعة للأمم المتحدة إن 360 ألف فلسطيني فروا من رفح خلال الأسبوع الماضي، من بين 1.3 مليون كانوا لجأوا إليها قبل بدء العملية، ومعظمهم فروا بالفعل من القتال في أماكن أخرى على مدار الحرب المستمرة منذ 7 أشهر بين إسرائيل وحماس.
صورت إسرائيل رفح على أنها آخر معقل للحركة متجاهلة تحذيرات الولايات المتحدة وحلفاء آخرين من أن أي عملية كبيرة هناك ستكون كارثية على المدنيين.
وفي الوقت نفسه، أعادت حماس تنظيم صفوفها في بعض الأجزاء الأكثر دمارا في غزة والتي زعمت إسرائيل في السابق أنها طهرتها بقصف عنيف وعمليات برية.
وتقول عبير عطيفة، المتحدثة باسم برنامج الأغذية العالمي التابع للأمم المتحدة، الإثنين، إن 38 شاحنة طحين وصلت عبر معبر إيريز الغربي، وهو نقطة الوصول الثانية إلى شمال غزة، وكانت إسرائيل قد أعلنت عن فتح المعبر الأحد.
لكن لم يدخل أي طعام إلى المعبرين الرئيسيين في جنوب غزة خلال الأسبوع الماضي.
وأغلق معبر رفح الحدودي مع مصر منذ سيطرة القوات الإسرائيلية عليه قبل أسبوع.
وجعل القتال في مدينة رفح من المستحيل على منظمات الإغاثة الوصول إلى معبر كرم أبو سالم القريب مع إسرائيل، على الرغم من أن إسرائيل تقول إنها تسمح لشاحنات الإمدادات بالدخول من جانبها.
خلال الأسبوع الماضي، كثف الجيش الإسرائيلي عمليات القصف والعمليات الأخرى في رفح، بينما أمر السكان بإخلاء أجزاء من المدينة.
وتصر إسرائيل على أنها عملية محدودة تركز على استئصال الأنفاق وغيرها من البنى التحتية المسلحة على طول الحدود مع مصر.
تقاتل القوات الإسرائيلية أيضا مسلحين فلسطينيين في الزيتون ومخيم جباليا للاجئين في شمال غزة، وهي المناطق التي شن فيها الجيش عمليات كبيرة في وقت سابق من الحرب.
مستويات كارثية من الجوع
وذكرت عطيفة أن برنامج الأغذية العالمي يقوم بتوزيع المواد الغذائية من مخزونه المتبقي في مناطق خان يونس ودير البلح شمالا والتي فر إليها العديد من الفارين من رفح.
داخل رفح، لم تتمكن سوى منظمتين شريكتين مع برنامج الأغذية العالمي من توزيع المواد الغذائية، ولم تكن هناك أي مخابز تعمل في المدينة.
وأضافت: "توقفت غالبية عمليات التوزيع بسبب أوامر الإخلاء والنزوح ونفاد المواد الغذائية. الوضع أصبح غير مستدام على نحو متزايد".
يعتمد جميع سكان غزة تقريبا على توزيع المواد الغذائية وغيرها من الإمدادات التي تقوم بها المنظمات الإنسانية من أجل البقاء.
وسط القيود الإسرائيلية والعقبات التي تحول دون توزيع المساعدات بسبب العنف، يواجه حوالي 1.1 مليون فلسطيني في غزة مستويات كارثية من الجوع، على شفا المجاعة، وتحدث "مجاعة كاملة" في الشمال، وفقا للأمم المتحدة.
قال مدير مستشفى الكويت، أحد آخر المراكز الطبية العاملة في رفح، إنه تم إبلاغ الطاقم الطبي والمقيمين الذين يعيشون بالقرب من المنشأة بإخلاء المستشفى.
وحذر صهيب الهمص من أن أي إخلاء للمستشفى نفسه سيكون له "عواقب كارثية".
وأمرت إسرائيل أيضا بعمليات إجلاء جديدة في شمال غزة، حتى بعد فرار مئات الآلاف من الأشخاص في الأسابيع الأولى من الحرب.
ويقول محمود شلبي، مدير برنامج المساعدة الطبية للفلسطينيين، وهي مؤسسة خيرية مقرها المملكة المتحدة، إنه تلقى مؤخرا أوامر بالانتقال من بيت لاهيا في أقصى الشمال إلى مدينة غزة.
وأضاف: "لقد غادرت منزلي عدة مرات الآن، مع والداي، وكلاهما أكبر من 70 عاما، وأطفالي الثلاثة وزوجتي. رحلة الرعب والنزوح لا يمكن وصفها بالكلمات".