بعد أحداث معبر رفح.. هل باتت معاهدة السلام في مهب الريح؟
20:09 - 08 مايو 2024تقف العلاقات المصرية الإسرائيلية اليوم أمام مفترق طرق يسود فيه التوتر بعد التوغل الإسرائيلي الأول داخل محور فيلادلفيا منذ عام 2005، رغم التحذيرات المصرية التي تصاعدت عقب الحرب الأخيرة في غزة من جر المنطقة إلى حالة من عدم الاستقرار.
ويمتد محور صلاح الدين المعروف باسم "محور فيلادلفيا"، داخل قطاع غزة من البحر المتوسط شمالا حتى معبر كرم أبو سالم جنوبا بطول الحدود المصرية، التي تبلغ نحو 14 كيلومترا.
وفي محاولة من رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو للتقليل من حدة الاقتحام رغم كل التحذيرات المصرية، قال المتحدث باسمه أوفير جندلمان إن "العملية العسكرية التي تشنها القوات الإسرائيلية عند معبر رفح لا تؤثر على معاهدة السلام مع مصر".
وأوضح جندلمان في إيجاز خاص بالحرب عبر منصة "إكس"، أن إسرائيل تعي الحساسية المتعلقة بإجراء عمليات عسكرية ضد حماس قرب الحدود المصرية.
كما أضاف المتحدث: "نؤكد أن هذه العملية لا تخالف بنود معاهدة السلام بين البلدين على الإطلاق، بل تأتي في إطار الجهود لضرب الإرهاب وتعزيز الأمن والاستقرار في هذه المنطقة على جانبي الحدود".
ما هو محور فيلادلفيا؟
- يطلق اسم محور فيلادلفيا أو محور صلاح الدين، على شريط يمتد على الحدود بين مصر وقطاع غزة.
- يقع ضمن المنطقة "د" العازلة بموجب معاهدة السلام التي وقعتها مصر وإسرائيل عام 1979.
- تفرض معاهدة السلام بين مصر وإسرائيل قيودا عددية ونوعية على نشر القوات على جانبي الحدود، بما في ذلك الجانب المصري للمحور.
- كانت إسرائيل تسيطر على محور فيلادلفيا ضمن سيطرتها على المنطقة "د" التي ينتمي إليها، حتى انسحبت من غزة وسلمته للسلطة الفلسطينية عام 2005.
- في العام ذاته، وقع اتفاق جديد لتنظيم تواجد القوات في منطقة المحور، وسمح بتنسيق أمني مصري إسرائيلي.
- تنشر مصر وإسرائيل عددا محدودا من القوات على جانبها من المحور، لمنع عمليات التسلل والتهريب.
اتفاق فيلادلفيا
- في سبتمبر 2005، تم توقيع "اتفاق فيلادلفيا" بين إسرائيل ومصر، وبموجبه انسحبت إسرائيل من محور "فيلادلفيا" وسلمته مع معبر رفح إلى السلطة الفلسطينية.
- في نهاية عام 2013، أحكمت مصر قبضتها على المنطقة الحدودية، وبنت جدارا فولاذيا قالت إن الهدف منه منع تسلل "المسلحين" و"المتطرفين" إلى أراضيها.
- في وقت لاحق حفرت قناة عرضية من ساحل البحر شمالا حتى معبر رفح جنوبا، لإقامة منطقة حدودية عازلة تمتد لنحو 5 كيلومترات بهدف القضاء على أنفاق محور "فيلادلفيا".
والثلاثاء، أطلقت إسرائيل عملية عسكرية في رفح مؤخرا، وسيطرت على الجانب الفلسطيني من معبر رفح الذي يفصل قطاع غزة عن مصر.
وأعلنت أن القوات الإسرائيلية تواصل عملياتها العسكرية المركزة ومحدودة النطاق عند معبر رفح، و"ستستمر في ذلك حتى القضاء على حماس واستعادة الرهائن".
أول رد مصري على "الخرق" الإسرائيلي
قالت وزارة الخارجية المصرية في بيان إن مصر حذرت من أن العملية الإسرائيلية في مدينة رفح جنوب قطاع غزة تهدد مصير الجهود المضنية المبذولة للتوصل إلى هدنة مستدامة داخل غزة.
وأضاف البيان أن مصر تعتبر هذا "التصعيد الخطير" يهدد حياة أكثر من مليون فلسطيني.
وجاء البيان المصرية بعد وقت قليل من سيطرة الجيش الإسرائيلي على معبر رفح الحدودي الحيوي بين القطاع الفلسطيني ومصر.
الوعد الإسرائيلي
كشفت صحيفة "هآرتس" أن إسرائيل وعدت الولايات المتحدة ومصر بـ"العمل فقط" في الجزء الشرقي لمدينة رفح في غزة، وعدم الإضرار بالبنية التحتية.
ووفق التقرير ذاته، فإن الخطة الإسرائيلية في رفح تقضي بالتركيز على سحب السيطرة على معبر رفح من حركة حماس، بهدف "منع تهريب الأسلحة والسلع المحظورة الأخرى"، حسب وجهة النظر الإسرائيلية.
وأضافت "هآرتس" أن إسرائيل تسعى إلى نقل السيطرة على معبر رفح إلى شركة أمنية أميركية خاصة، بعد أن ينهي الجيش الإسرائيلي "عمليته العسكرية المحدودة" هناك.
مطلع العام الجاري، كشفت مصادر سياسية وإعلامية إسرائيلية، أن إسرائيل أبلغت مصر أنها تنوي دخول منطقة رفح ومحور فيلادلفيا جنوبي غزة، لكنها "لن تبقى في المنطقة بشكل دائم".
وبحسب المصادر "أثار الأمر غضب الجانب المصري الذي واجه الطلب بمعارضة شديدة، لتبدأ محادثات بين الطرفين حاول خلالها الجانب الإسرائيلي تهدئة مصر، وتعهد ألا يقوم على الإطلاق بتهجير الفلسطينيين تجاه الأراضي المصرية".