أوكرانيا والتجارة على جدول أعمال زيارة الرئيس الصيني لفرنسا
12:40 - 06 مايو 2024يواصل الرئيس الصيني شي جين بينغ زيارته لباريس اليوم الإثنين في رحلة هي الأولى للمنطقة منذ خمس سنوات ومن المقرر أن يبحث ملفي التجارة والحرب الروسية مع أوكرانيا ضمن قضايا أخرى مع نظيره الفرنسي إيمانويل ماكرون ورئيسة المفوضية الأوروبية أورسولا فون دير لاين.
وأشاد الرئيس الصيني في بيان صدر لدى وصوله بالعلاقات بين البلدين رغم توتر تجاري يتعلق بتحقيق للاتحاد الأوروبي في صادرات السيارات الكهربائية الصينية، وتحقيق تجريه بكين في واردات خمور البراندي وأغلبها فرنسية الصنع.
وقال شي إن العلاقات بين الصين وفرنسا "نموذج يحتذى به للمجتمع الدولي في التعايش السلمي والتعاون المثمر بين الدول ذات الأنظمة الاجتماعية المختلفة".
وسعت وسائل إعلام رسمية صينية في تغطيتها اليوم الإثنين، إلى استخدام نبرة مهادنة.
وكتبت صحيفة الشعب اليومية، الصحيفة الرئيسية للحزب الشيوعي، أن "التعاون الاقتصادي والتجاري بين الصين والاتحاد الأوروبي هائل، ولا مفر من حدوث عراقيل".
وأضافت أن "الصين ترغب في تعزيز التواصل والتنسيق مع الاتحاد الأوروبي وتكثيف التعاون وحل الخلافات من خلال الحوار".
وكتبت صحيفة غلوبال تايمز أن "رغبة الصين في توسيع التعاون مع أوروبا ودعم الاستقلال الاستراتيجي لأوروبا تظل ثابتة".
ولا تتبنى دول الاتحاد الأوروبي السبعة والعشرين، ولا سيما فرنسا وألمانيا، موقفا موحدا تجاه الصين. وتقول مصادر إن في الوقت الذي تدعو فيه باريس إلى اتخاذ موقف حازم في التحقيق المتعلق بالسيارات الكهربائية، تريد برلين المضي فيه بمزيد من الحذر.
وأوضحت مصادر أن المستشار الألماني أولاف شولتس لن ينضم إلى ماكرون وجين بينغ في باريس بسبب التزامات مقررة سلفا.
وذكرت صحيفة تشاينا ديلي في افتتاحيتها أن أوكرانيا كانت على رأس جدول أعمال الزعماء الأوروبيين الذين يزورون الصين.
وقال مسؤولون إن فرنسا تأمل أيضا في الدفع نحو فتح السوق الصينية أمام صادراتها الزراعية وحل القضايا المتعلقة بمخاوف صناعة مستحضرات التجميل الفرنسية فيما يتعلق بحقوق الملكية الفكرية. وقد تعلن الصين عن طلب شراء نحو 50 طائرة إيرباص خلال زيارة شي.
"المعاملة بالمثل"
من جهته، يعتزم ماكرون الذي تشاور بشأن هذه الزيارة مع المستشار الألماني أولاف شولتس، دعوة نظيره الصيني الى "المعاملة بالمثل" في التجارة واستخدام النفوذ الصيني على روسيا لإيجاد حلّ للحرب في أوكرانيا، في ظل التقارب بين بكين وموسكو.
ووصل شي جين بينغ الأحد الى العاصمة الفرنسية حيث كان في استقباله رئيس الوزراء غابريال أتال، في محطة أولى ضمن زيارة أوروبية ستشمل صربيا والمجر، وهي الأولى للرئيس الصيني الى القارة العجوز من العام 2019.
وسيحلّ شي جينبينغ صباح الإثنين ضيفا على ماكرون في لقاء ستنضم إليه رئيس المفوضية الأوروبية أورسولا فون دير لايين. وأكدت المسؤولة القارية الأحد "علينا أن نتحرك للتأكد من أن المنافسة عادلة وغير مشوهة"، مذكّرة بأنها أوضحت في لقاء سابق مع شي أن "الاختلالات الحالية في الوصول إلى الأسواق... يجب أن تُعالج".
وفي مقابلة مع صحيفة "لا تريبون" نشرت الأحد، أقر ماكرون بعدم وجود "إجماع" لدى الأوروبيين بشأن الاستراتيجية الواجب اتباعها مع بكين، لأن "بعض الأطراف لا يزالون يرون الصين كسوق للبيع"، في حين أنها "تقوم بالتصدير بشكل هائل نحو أوروبا".
وحضّ على "حماية أفضل لأمننا القومي"، والتمتع "بواقعية أكبر بكثير في دفاعنا عن مصالحنا"، و"نيل المعاملة بالمثل" في التبادلات مع الصين.
وفي حين لم يتم الكشف بعد عن توقيع أي عقد كبير، ستتواصل النقاشات بشأن الاستثمارات حتى النهاية. ومن المقرر أن يعقد منتدى اقتصادي صيني-فرنسي الإثنين في مسرح مارينيي.
وتتزامن زيارة شي جين بينغ مع ذكرى مرور 60 عاما على إقامة العلاقات الدبلوماسية الفرنسية الصينية.