بين الحية وأبو عبيدة.. تناقض في خطابي حماس السياسي والعسكري
12:18 - 25 أبريل 2024بين الإصرار على المقاومة من جهة والاستعداد للموافقة على هدنة طويلة وإلقاء السلاح من جهة أخرى، بدت التصريحات الأخيرة للمسؤول السياسي في حماس خليل الحية، والناطق باسم الجناح العسكري للحركة أبو عبيدة، متباينة ومتناقضة.
ففي تسجيل مصور بمناسبة مرور 200 يوم على الحرب على قطاع غزة، أكد الناطق باسم كتائب القسام الجناح العسكري لحركة حماس أبو عبيدة على الاستمرار في القتال، الذي قال إنه سيأخذ أشكالا جديدة ومتنوعة.
كما شدد على أن "ردة الفعل الهستيرية تجاه الفعل المقاوم من مختلف الجبهات تدل على أهمية العمل المقاوم".
في المقابل، كشف القيادي في حماس خليل الحية أن الحركة مستعدة للموافقة على هدنة لمدة 5 سنوات أو أكثر مع إسرائيل، وأنها ستلقي أسلحتها وتتحول إلى العمل السياسي في حال تمت إقامة دولة فلسطينية مستقلة على حدود 1967.
وقال الحية في حديث لوكالة أنباء "أسوشيتد برس"، إن "حماس تريد الانضمام إلى منظمة التحرير الفلسطينية، التي ترأسها حركة فتح، لتشكيل حكومة موحدة لغزة والضفة الغربية".
وتعكس خطابا أبو عبيدة والحية تناقضات واضحة في توجهات حماس، بعد أكثر من 6 أشهر من الحرب المدمرة التي تشنها إسرائيل على قطاع غزة.
ويرى مراقبون إلى أن التصريحات المتناقضة بين الناطق باسم الجناح العسكري لحماس والقيادي في جناحها السياسي "ربما قد تكون مؤشرا على الانقسامات الداخلية في الحركة".
ويبدي الجناح العسكري تمسكا واضحا بالمقاومة واستمرار القتال، فيما يلمح الجناح السياسي إلى البحث عن حلول سياسية للصراع، بما في ذلك الاستعداد للتفاوض والهدنة لفترة طويلة.
وقد تعكس هذه التناقضات أيضا الضغوط التي تواجهها حماس، في الوقت الذي لم تسفر فيه محادثات وقف إطلاق النار عن أي نتيجة.
ولم يصدر حتى اللحظة أي رد فعل على تصريحات الحية، من إسرائيل أو السلطة الفلسطينية الحكومة المعترف بها دوليا.
وبعد سيطرة حماس على غزة، تركت للسلطة الفلسطينية إدارة جيوب تتمتع بحكم شبه ذاتي في الضفة الغربية التي تحتلها إسرائيل.
وتأمل السلطة الفلسطينية إقامة دولة مستقلة في الضفة الغربية والقدس الشرقية وقطاع غزة، وهي المناطق التي احتلتها إسرائيل خلال حرب عام 1967.
في حين يدعم المجتمع الدولي بأغلبية ساحقة حل الدولتين، فإن حكومة رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو المتشددة ترفضه باستماتة.