ترقب اجتياح رفح.. مخاوف "على جانبي الحدود"
00:41 - 22 أبريل 2024بين ماض ترك جرحا غائرا، وواقع بلا أمل، ومستقبل ضبابي، يعيش عدد النازحين في مدينة رفح جنوبي قطاع غزة، تزامنا مع ترقب اجتياح إسرائيلي بري متوقع للمدينة، حيث يتكدس أكثر من مليون ونصف المليون شخص في رقعة صغيرة.
ويقطن مليون من هؤلاء النازحين في خيام أو بالقرب من ملاجئ، أقامتها منظمات غير حكومية.
وفي اليومين الماضيين، نشرت إسرائيل تعزيزات عسكرية شملت المدفعية وناقلات جند مدرعة حول قطاع غزة، وتم استدعاء لواءين من قوات الاحتياط، في مؤشر محتمل على الاستعداد لهجوم بري محتمل على رفح، لكنه قد لا يكون على غرار بقية المناطق في غزة، نظرا لإصرار المجتمع الدولي على حماية المدنيين.
هواجس
من مخيم بمدينة رفح يتحدث لؤي ناهض عن مشاعره لموقع "سكاي نيوز عربية"، ويشبّه الأوضاع هناك بـ"الجحيم".
ويقول بصوت ممزوج بالقلق والترقب: "يخالطني كل مشاعر الخوف. وتراودني أنا وأسرتي جميع الهواجس النفسية عند سماع تهديد إسرائيل باجتياح مخيماتنا في رفح".
ويضيف ناهض: "نعيش حرفيا في قلب الجحيم. قطاع غزة كان دائما سجنا كبيرا لكن رفح الآن زنزانة عزل انفرادية، يتم قصفنا ونحن داخل المخيمات. الموت يأتينا من الجو كل يوم. والآن ننتظر الموت القادم برا".
وكانت مدينة رفح تضم 250 ألف نسمة قبل اندلاع الحرب في 7 أكتوبر، وقفز العدد إلى نحو مليون ونصف المليون، بعد إجبار الاحتلال لكثير من سكان مدن شمال ووسط غزة للتوجه نحو رفح.
هارب من الجحيم
"انقلبت حياتي رأسا على عقب. كنت أعايش الموت كل لحظة. قررت الخروج وتركت وطني وأهلي، لكن قلبي يعتصرني وأنا أشاهد كل يوم المأساة الإنسانية التي يعيشها الأهل والأصدقاء"، كلمات عبر خلالها زاهر هشام لموقع "سكاي نيوز عربية"، عن مشاعره بعد هروبه من غزة.
يتحدث إلينا هشام، وهو ابن عم لؤي ناهض، من القاهرة، ويقول: "هربت من قلب الجحيم، في عموم قطاع غزة. لا أمان في أي مكان. ورافقني هذا الشعور بعد الخروج من القطاع. أشعر بالخوف على أهلي وأصدقائي. حياتهم جميعا في خطر، وغالبيتهم حاليا في مدينة رفح".
وبعد اندلاع الحرب في غزة، أبلغت إسرائيل الفلسطينيين المقيمين في شمال غزة بوجوب الانتقال إلى "مناطق آمنة" في الجنوب، على غرار رفح، لكن القصف لم يتوقف في مختلف أنحاء القطاع.
ترقب الاجتياح
مرارا وتكرارا، يهدد رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو بعملية عسكرية في مدينة رفح، مؤكدا أنه لا يمكن تحقيق أهداف الحرب في غزة والإبقاء على 4 كتائب لحماس في المدينة، وفق بيان لمكتبه في فبراير الماضي.
ويقول ناهض: "أنا وزوجتي وأبنائي ننتظر الموت في أي لحظة. نترقب الاجتياح البري. ونفكر ماذا سنفعل؟ نحن في أقصى الجنوب. فإلى أين نذهب لننجو؟".
أما ابن عمه فيؤكد أن "كل أمنياتي خروج أهلي من الجحيم التي يعيشونها في غزة، وأن ينجو كل فرد منهم من عتبات الموت القادم بتهديد إسرائيل باجتياح رفح".
"بلا انتماءات"
يحمل المحلل السياسي الإسرائيلي مردخاي كيدار، حركة حماس المسؤولية عما يعانيه سكان غزة.
وفي رأي كيدار، فإن "السبب الأوحد لاندلاع الحرب هو حركة حماس بعد مبادرتها بالهجوم على إسرائيل (في 7 أكتوبر)"، مضيفا: "رجال حماس يختبؤون وراء سكان رفح، وأغلب الناس في قطاع غزة قلبا وقالبا مع الحركة".
ويقول: "منذ سيطرة حركة حماس على قطاع غزة عام 2007، ولمدة 16 عاما، لم يخرج سكان القطاع على الحركة ولا مرة، ولم ينتفضوا ضدها أو يتمردوا أبدا، وبالتالي فهم يؤيدونها ويقبلون بها".
لكن عادل الغول المحلل السياسي الفلسطيني رئيس المجلس الأوروبي للعلاقات والاستشارات الدولية ومقره باريس، يرفض ما ذكره كيدار، ويقول لموقع "سكاي نيوز عربية" إن غالبية سكان غزة لا ينتمون لحماس.
ويشير الغول إلى أنه "يوجد في قطاع غزة 2.5 مليون فلسطيني بينهم من ينتمي لحماس وآخرون ينتمون لتنظيمات مختلفة، لكن الغالبية العظمى بلا انتماء سياسي وغير منضمين لأي تنظيم".
و"لم يكن هناك حكم بديل في غزة، والسلطة الفلسطينية تخلت عن سكان القطاع الذين وجدوا أنفسهم ضحية الانقسام الفلسطيني بين حركتي حماس وفتح من جانب، وإسرائيل من جانب آخر"، حسبما يؤكد رئيس المجلس الأوروبي للعلاقات والاستشارات الدولية.