روميو وجولييت ضد الطائفية في العراق
20:40 - 25 أبريل 2012بالحب والتضحية، يحارب روميو وجولييت العراقيان الطائفية التي تمزق العراق منذ أعوام، في إطار عمل مسرحي في بغداد يحيي أحد أشهر روايات وليام شكسبير.
وتماشيا مع هذا القالب، حلت المسدسات مكان السيوف، وارتدت بعض الشخصيات في المسرحية "الدشداشة" التقليدية والكوفية، فيما اختارت النسوة العباءة والحجاب.
ويلخص المشهد الأخير من المسرحية الرعب العام من التفجيرات الانتحارية في العراق، معيدا إحياء ذكرى الهجوم الذي وقع في 31 أكتوبر 2010 ، وقتل فيه 44 من المصلين وكاهنين في كنيسة سيدة النجاة في بغداد.
وفي هذا المشهد يهرب روميو إلى الكنيسة وتنضم إليه بعد ذلك جولييت.
وفي ابتعاد كبير عن نص مسرحية شكسبير الأصلية، يدخل باريس، أحد شخصيات الرواية الأصلية، وهو يرتدي حزاما ناسفا فيفجر نفسه ويقتل روميو وجولييت معا.
ويقول مخرج المسرحية مناضل داود، 52 عاما، إن "باريس عضو في تنظيم القاعدة وليس عراقيا"، في إشارة إلى المقاتلين الأجانب الذين دخلوا العراق بعد اجتياح الولايات المتحدة عام 2003.
وعلى الرغم من السيطرة على أعمال العنف في العراق، إلا أن الهجمات الدامية لا تزال منتشرة حتى اليوم، في وقت يواجه فيه الكثير من العراقيين مشاكل أخرى مثل النقص الحاد في الخدمات الأساسية كالكهرباء والمياه.
ويقول الممثل أحمد صلاح (23 عاما)، الذي يؤدي دور روميو، "إنها قصة عراقية.. وهي تنقل معاناة هذا الجيل والأجيال السابقة، روميو هنا يعاني كما يعاني العراقيون".
وترى الممثلة سروة رسول، التي تؤدي دور جولييت، أن هناك مذهبين في العراق، وكثيرا ما يحدث أن شخصين من هذين المذهبين يعشقان بعضهما البعض لكن لا يتمكنان من الاستمرار بالعلاقة، وإن ذلك لا ينطبق على السنة والشيعة فقط، وإنما على العرب والأكراد أيضا.
واستذكرت رسول معاناتها الشخصية، التي دفعتها للإبداع أكثر في اداء هذا الدور، قائلة "صديقتي انتحرت لأن حبيبها كان عربيا وهي كانت كردية ورفضته عائلتها".
كما أن لرسول العديد من الأصدقاء الذين أصيبوا في الانفجارات، وآخرون قتلوا خلال الأحداث الطائفية.
وافتتحت المسرحية على خشبة المسرح الوطني في 16أبريل الجاري، استعدادا للمشاركة في مهرجان شكسبير العالمي في إطار برنامج ثقافي خاص بأولمبياد لندن 2012.
وستعرض أيضا في ستراتفورد من 26 أبريل حتى 5 مايو، وفي لندن من 28 إلى 30 يونيو.