قوات "حفظ سلام" بغزة.. هل تعد طوق نجاة لبايدن ونتنياهو؟
01:30 - 30 مارس 2024تبحث إدارة الرئيس الأميركي، جو بايدن، مخططات لإدارة الأمن في غزة بعد انتهاء الحرب، تتضمن تشكيل قوات لحفظ السلام، تزامنا مع موافقة إسرائيلية للعودة على طاولة المفاوضات بالقاهرة والدوحة، فيما يراه مراقبون تجهيزات سريعة لسيناريوهات اليوم التالي للحرب في القطاع.
وهذا المخطط يراه خبراء في الشؤون الفلسطينية والإسرائيلية والأميركية، تحدثوا مع "سكاي نيوز عربية" أقرب للتنفيذ حال الموافقة العربية، خاصة أنه سيكون بمثابة "طوق نجاة للحكومة الإسرائيلية" للخروج من الاحتلال وتماشيا مع الطلب العربي برفض بقاء تل أبيب بالقطاع، غير أنه تطبيقه سيواجه صعوبات.
ترتيبات
ونقلت صحيفة بوليتيكو عن مسؤولين أميركيين أن إدارة الرئيس جو بايدن، تبحث مخططات لإدارة الأمن في غزة بعد انتهاء الحرب، تتضمن تشكيل قوات حفظ السلام.
هذا المقترح الأميركي يأتي تزامنا مع إعلان مكتب رئيس الوزراء الإسرائيلي، بنيامين نتنياهو، الجمعة، موافقة الأخير على سفر وفدين من الموساد والشاباك إلى العاصمتين القطرية والمصرية، الدوحة والقاهرة، لبحث استئناف مفاوضات التهدئة.
ويأتي كذلك بعد ساعات قليلة من عقد مجلس الوزراء الإسرائيلي المصغر برئاسة نتنياهو اجتماعا مصغرا لبحث تطورات حرب غزة وصفقة التبادل مع حماس.
سيناريوهات ما بعد انتهاء الحرب بشكل كامل تطرح يوميا في وسائل إعلام أميركية وإسرائيلية، فهل سيكون سيناريو القوات متعددة الجنسيات المطروح حديثا أقرب للتنفيذ في ظل تمسك إسرائيلي برفض إدارة حماس أو السلطة الفلسطينية للقطاع.
أقرب للتنفيذ
هذا السيناريو أقرب للتنفيذ وفق حديث الخبير الفلسطيني، عبدالمهدي مطاوع، المدير التنفيذي لمنتدى الشرق الأوسط للدراسات الاستراتيجية والأمن القومي إلى "سكاي نيوز عربية" على النحو التالي:
* المقترح الأميركي بشأن قوات حفظ السلام لن يشمل قوات أميركية، فلن يكون هناك جندي أميركي بغزة، ولكن ستمولها.
* قوات حفظ السلام قد تكون عربية دولية مشتركة، وقد تكون فلسطينية، والهدف منها أن تستلم الأمن في قطاع غزة، ثم تقوم بتسليمه بالتدريج للسلطة الفلسطينية التي تتمكن من إدارة قطاع غزة.
* هذه الخطة تستهدف بالأساس إحباط مخطط نتنياهو، لإعادة احتلال قطاع غزة والإشراف الأمني على القطاع، وفرض مناطق عازلة، وحواجز تعمق من وجود الاحتلال.
* نجاح الإدارة الأميركية في إفشال مخطط نتنياهو، سيؤدي في النهاية لوجود مسار سياسي مستقبلي، قد يمكن الحديث من خلاله وهذا ما تسعى له هذه الإدارة الأميركية ومشروعها في المنطقة.
* أعتقد أن "السداسي العربي" (لجنة عربية وزارية تتكون من 6 دول بينها مصر والأردن والسعودية) يتفق في الخطوط العامة في كيفية الانتقال من هذه الحرب إلى مسار سياسي وما يتطلبه ذلك من اتخاذ إجراءات مناسبة لما بعد الحرب.
* لا أعتقد أن هناك حلولا أفضل من وجود قوات حفظ سلام في مرحلة معينة مقبلة تكون بمثابة قوات انتقالية، لأسباب: أولا لعدم وجود فوضى في قطاع غزة بعد انتهاء الحرب، وثانيا: إحباط مخططات نتنياهو باحتلال القطاع وثالثا: تأهيل للحكومة الفلسطينية التكنوقراط لاستعادة العمل كجزء من مهامها في قطاع غزة.
طوق نجاة
خالد سعيد الباحث في الشؤون الإسرائيلية والتاريخ العبري، في حديث مع "سكاي نيوز عربية، يرى أيضا أن تلك الخطة الأميركية أقرب للقبول الإسرائيلي قائلا:
* القوة متعددة الجنسيات كانت أطروحة مهمة جدا من ضمن أطروحات إسرائيلية وأجندة تل أبيب لما بعد حرب غزة، باعتبار أنها لا يمكن أن تدير القطاع ولا تريد إدارة من حماس التي تريد القضاء عليها، ولا السلطة الفلسطينية.
* قد تنجح خطة وجود قوات حفظ سلام في غزة لو هناك موافقة عربية عليها، وحال الموافقة العربية ستكون تلك الخطة هي الرئيسية لسيناريوهات اليوم التالي للحرب.
* يدعم تطبيق الخطة أن هناك أحاديث أن الإدارة الأميركية خصصت ميزانية لتمويل تلك القوات.
*الخطط الإسرائيلية بشأن دعم وجود قوات حفظ السلام ليست أولوية كخطط عودة المحتجزين، وتبقى تلك المسألة تالية وتخضع لتقديرات السياسيين.
* أعتقد أن خطة وجود قوات حفظ سلام طوق نجاة لنتنياهو لإطالة أمد حكومته التي ترى دوائر سياسية عديدة بإسرائيل أنها ستنتهي بانتهاء الحرب.
طرح انتخابي "مقبول"
على مسافة ليست بعيدة، يقرأ نبيل ميخائيل، أستاذ العلوم السياسية في جامعة جورج واشنطن الأميركية، في حديث مع "سكاي نيوز عربية"، المقترح الأميركي، بأنه إحدى صور إدارة غزة، بعد الحرب، ويوضح التالي:
* يمكن لإدارة بايدن طرح رؤية حول مستقبل قطاع غزة فيما بعد انتهاء العمليات العسكرية وتكون إحدى تلك الأفكار هي وضع قوات حفظ سلام دولية تابعة لمجلس الأمن.
* طرح هذا المقترح يسبق أحداث أخرى ذات أولوية بكثير، لأن المعيار حاليا هو وقف القتال بغزة
* قد يستفيد بايدن انتخابيا مع قرب الانتخابات الرئاسية من هذا المقترح وطرحه مبكرا، لكن هذا سيتفاعل معه الناخب الأميركي في ضوء قدرة واشنطن على وقف العمليات العسكرية بغزة أولا.
* إسرائيل قد لا توافق حاليا لأنها تريد أولا التخلص من حركة حماس والتأكد من عدم وجود مقاومة سياسية أو مسلحة في القطاع.
* المقترح من الناحية النظرية مقبول لكن تطبيقه سيواجه صعوبات.