الحشاشين والإخوان.. كيف أصبح القتل عقيدة؟
23:58 - 18 مارس 2024بالتزامن مع عرض المسلسل الرمضاني المصري "الحشاشين"، بدت العديد من التشابهات واضحة بين المنهج الفكري لجماعة "الإخوان" وطائفة الحشاشين، أخطر الحركات السرية خلال القرن الحادي عشر.
وتمثل فكرة شرعنة القتل باسم الدين أخطر الأفكار التي تتفق عليها الجماعات المتطرفة بشكل عام، في مقدمتها جماعة الإخوان التي تضع أطرا شرعية للعنف تحت غطاء شعارات دينية زائفة، تتشابه حد التطابق مع منهج زعيم الحشاشين حسن الصباح.
ماذا يجمع الإخوان والحشاشين؟
طائفة الحشاشين، قائدها الحسن بن صباح، والمعروف عن تلك الطائفة أنها أرهبت أوروبا والشرق في القرون الوسطى، ودخلوا في عداء مع المسلمين والمسيحيين على حد سواء، وقتلوا رموزهم باغتيالات كانت الأدق والأكثر ذكاء في التاريخ.
"الحشاشين".. إرهاب من نوع آخر ولغط تاريخي
وتنظيم الإخوان الذي تأسس عام 1928، يعتبر أبرز التنظيمات المتشددة التي تتستر وراء الدين، في العصر الحديث، والأكثر تمددا وتوسعا حول العالم، ويعد أول من أسس لفكر إباحة استخدام القوة والسلاح والقتل إن لزم الأمر في سبيل الوصول إلى السلطة.
يقدم الكاتب والقانوني المصري المنشق عن الإخوان، ثروت الخرباوي أوجه التشابهة بين جماعة الإخوان وطائفة الحشاشين كالتالي:
- يتفق التنظيمان على مبدأ العمل السري، والتخفي داخل المجتمعات وتجنيد الأعاء سرا.
- وضع قيادات الإخوان وخاصة مؤسس التنظيم الأول سيد قطب إطارا فكريا لشرعنة العنف والتطرف يتفق إلى حد كبير مع منهج الصباح.
- تتفق الجماعتان على العمل المسلح ضد الحكام والمؤسسات، كما يعملان على تحقيق مفهوم الخلافة القائم على هدم الأوطان وتلاشي الحدود.
- السمع والطاعة حيث يدير قيادات الإخوان الجماعة بشكل مركزي ويلزمون العناصر بالقرارات الفوقية، وهناك جملة شهيرة يرددها داخل التنظيم تقول: "إن الإخواني بين يدي مرشه، كالميت بين يدي مغسله".
- يستخدم الإخوان كما الحشاشون مفهوم التقية للتخفي وتغطية أنشطتهم السرية.
- وأخطر ما يجمع الإخوان والحشاشين هو إقناع الناس بأن القتل وإراقة الدماء هو أحد مقاصد الدين وأنه أمر شرعي، ليس هذا فحسب لكنه محبب إلى الله.
العنف في نهج الإخوان
تبنت جماعة الإخوان الإرهابية العنف والقتل والاغتيالات منهجا رئيسيا منذ ظهورها في العام 1928 على يد مؤسسها حسن البنا.
يقول الباحث المصري المختص بالإسلام السياسي والإرهاب أحمد سلطان لـ"سكاي نيوز عربية":
- رغم أن جماعة الإخوان قد عرفت نفسها منذ نشأتها على أنها حركة اجتماعية ودعوية إلا أنها قد مارست العنف ودشنت الجهاز السري الخاص بها لتنفيذ عملياتها الإرهابية والاغتيالات السياسية.
- تأثر حسن البنا بالتنظيمات والقوى الفاشية والمسلحة التي كانت موجودة في ثلاثينيات وأربعينات القرن الماضي ونتيجة هذا التأثر أسس الجهاز السري الذي كانت وظيفته العمل المسلح.
- تم وضع الأطر الشرعية للعنف داخل الإخوان من خلال كتابات وتعاليم حسن البنا وسيد قطب.
- ظل العمل المسلح حاضرا في وعي وعمل جماعة الإخوان لسنوات، وقد رأت الجماعة أن العمل المسلح هو الأمثل لتحقيق أهدافها.
- نتيجة الانتكاسات التي تعرضت لها الجماعة والمواجهة الحاسمة معها على المستويين الأمني والفكري فقدت الجماعة جزءا كبيرا من قدراتها على استمرار ممارسة العمل المسلح.
- في فترات من تاريخها كانت هناك خلافات داخلية التنظيم حول آلية استخدام العنف.
- شهدت الجماعة في أعقاب عام 2013 تحولا درامتيكيا فيما يتعلق بتوظيف العنف وسمحت لمجموعات منها بشكل علني باستخدام العنف خاصة ضد قوات الشرطة والجيش ومؤسسات الدولة.
هجوم إخواني
ويثير المسلسل المصري حالة واسعة من الجدل منذ بداية عرضه في رمضان. وبشكل لافت، هاجمت قيادات الإخوان المسلسل واتهمته بتزييف الواقع.
وتكشف أحداث المسلسل، الذي يقوم ببطولته الفنان المصري كريم عبدالعزيز، نهج الجماعات الإرهابية والتكفيرية منذ أيام الحشاشين وتشابه الأفكار بين حسن الصباح مؤسس الحشاشين، وحسن البنا مؤسس جماعة الإخوان.
وتقود اللجان الإلكترونية التابعة للتنظيم حملة ضارية للهجوم على المسلسل، ما عده خبراء محاولة لتشويه العمل الدرامي الذي يكشف أفكارا تتسق مع فكر الإخوان.