رغم تقدمه في الاستطلاعات.. 4 عقبات بين ترامب والبيت الأبيض
18:22 - 06 مارس 2024بعد أن بات في حكم المؤكد أن الرئيس السابق دونالد ترامب سيكون مرشح الحزب الجمهوري في انتخابات الرئاسة الأميركية المقررة بعد أشهر، فإن هناك بعض العراقيل التي تقف أمامه عندما ينافس الرئيس الديمقراطي جو بايدن مجددا.
ويتقدم ترامبعلى بايدن في معظم استطلاعات الرأي، إذ أظهر إمكانية توسيع ائتلافه مع الناخبين السود واللاتينيين، كما أنه لا يواجه نفس النوع من التدقيق بشأن عمره الذي يواجهه الرئيس الحالي صاحب الـ81 عاما.
وبعد اكتساحه منافسات الجمهوريين في الثلاثاء الكبير، أظهر ترامب نوعا من التفاخر الذي يليق بمرشح لديه فرصة حقيقية لدخول البيت الأبيض في غضون 8 أشهر.
وقال ترامب على خشبة المسرح في مارالاغو محاطا بالأعلام الأميركية: "إنهم يسمونه الثلاثاء الكبير لسبب ما. ليلة مذهلة ويوم رائع".
ولم يشر الرئيس السابق إلى منافسته الجمهورية الوحيدة نيكي هيلي خلال خطابه، التي دفعتها حظوظها شبه المعدومة إلى الانسحاب من السباق وإنهاء حملتها، وفق وسائل إعلام أميركية.
وأضاف ترامب: "قلت مؤخرا إن النجاح سيجلب الوحدة للبلاد. 5 نوفمبر (يوم الانتخابات) سيكون أهم يوم في تاريخ بلادنا".
لكن رغم كل هذه الثقة، لا يزال ترامب يواجه عقبات كبيرة خلال الأشهر المقبلة، يمكن أن تحول مزاياه الحالية تدريجيا إلى تحديات حقيقية، أبرزها، وفق صحيفة "بوليتيكو" الأميركية:
1. المال
إذا كان لدى بايدن سبب حقيقي واحد للتفاؤل قبل الانتخابات العامة، فهو أنه يتمتع بـ"ميزة نقدية" على ترامب.
وحسب "بوليتيكو"، يسير الرئيس الأميركي في الاتجاه الصحيح عندما يتعلق الأمر بجمع التبرعات، بينما يخفق ترامب في هذا النهج.
فقد فقدت المجموعات السياسية المؤيدة لترامب مجتمعة أكثر مما جنته في عام 2023، وأنفقت عشرات الملايين من الدولارات على الفواتير القانونية بدلا من جمع الأموال اللازمة لتمويل حملة الرئيس السابق.
وكان لدى ترامب 30 مليون دولار في حساب حملته الانتخابية حتى 31 يناير الماضي، وفقا لأحدث تقرير للجنة الانتخابات الفيدرالية، لكن هذا أقل بكثير من مبلغ 92.6 مليون دولار الذي كان لديه في هذا الوقت من عام 2020، قبل أن يخسر انتخابات الرئاسة أمام بايدن في نهاية العام ذاته، علما أن الأخير كان يملك 56 مليون دولار في حساب حملته في الوقت ذاته.
2. القضاء
تمثل عدد من القضايا كابوسا لترامب وحملته قبل الانتخابات، إذ يحاكم الرئيس السابق في قضية "أموال الصمت" ضد الممثلة الإباحية ستورمي دانيلز وعارضة مجلة "بلايبوي" كارين ماكدوغال، فضلا عن قضايا جنائية أخرى أبرزها يتعلق بحفظ وثائق حساسة بشكل غير قانوني.
وخلال الأشهر المقبلة، سيطلب من ترامب الحضور إلى المحاكم كثيرا، وأحيانا 4 أيام في الأسبوع.
واعتمادا على كيفية تطور القضايا، قد ينتهي الأمر بترامب إلى قضاء وقت أطول في قاعات المحكمة بعد مؤتمر الحزب الجمهوري المرتقب في يوليو المقبل، لكن إذا استمر تأجيل الأحكام، وهو الأمر الذي استفاد منه مؤخرا، فقد لا يقضي ترامب كثيرا مشتتا بين حملته ومحاكماته.
3. الإجهاض
سيستمر ترامب في مواجهة الضغوط لتحديد موقفه من الإجهاض، الذي أصبح بمثابة مفاجأة بالنسبة للجمهوريين في الانتخابات الأخيرة.
وتجنب الرئيس السابق حتى الآن التعبير علنا عما إذا كان يدعم حظر الإجهاض على مستوى الولايات المتحدة أم لا، وهو الأمر الذي تعهد الديمقراطيون بشن حملة ضده في الانتخابات المقبلة.
وخلال مقابلة أجراها مؤخرا مع قناة "فوكس نيوز"، قال ترامب إنه لا يزال مترددا بشأن حظر الإجهاض على المستوى الوطني، وأضاف: "نريد أن نتعامل مع قضية كانت شديدة الاستقطاب ونعمل على تسويتها وحلها حتى يشعر الجميع بالسعادة".
وقال ترامب سابقا إنه يدعم استثناءات الإجهاض في حالة الاغتصاب، أو عندما تكون حياة الأم معرضة للخطر، أو إن كان الحمل من الأقارب.
4. الانقسامات
بعد الانتخابات التمهيدية، قد يواجه ترامب تحديات في استمالة الناخبين من سكان الضواحي الذين دعموا هيلي، وقد دعا الرئيس السابق نفسه إلى وحدة الحزب، رغم استمراره في مهاجمة منافسته الجمهورية المنسحبة بسبب بقائها في السباق.
وهناك مخاوف، مدعومة ببيانات الاستطلاع، من أن أنصار هيلي قد يختارون البقاء في منازلهم وقت الانتخابات، بدلا من دعم ترامب.
ومع ذلك، فقد وحد الحزب الجمهوري صفوفه إلى حد كبير خلف ترامب، ففي الأسبوع الماضي أيد أحد آخر معارضي ترامب في مجلس الشيوخ، السناتور جون ثون من داكوتا الجنوبية، الرئيس السابق، كما كان فريق زعيم مجلس الشيوخ ميتش ماكونيل على اتصال بحملة ترامب بشأن دعم سياسي محتمل.
وتؤكد حملة ترامب أن الرئيس السابق يتمتع بمزايا في القضايا الانتخابية الرئيسية، مثل الهجرة والاقتصاد، التي ستقنع في النهاية الناخبين الجمهوريين المترددين بدعم ترشيحه.
وفي المقابل، تشير الحملة أيضا إلى رد الفعل العنيف الذي واجهه بايدن من الناخبين التقدميين بشأن رده على الهجوم الإسرائيلي على غزة، وقلة الحماس الذي يواجهه من بعض الناخبين مثل الأميركيين من أصل إفريقي، كدليل على أن الحزب الديمقراطي أكثر انقساما من الجمهوريين.