"مقامرة" رفح الكبرى.. أميركا عاجزة عن ردع نتنياهو
14:27 - 14 فبراير 2024يتصاعد الخلاف الدبلوماسي بين إسرائيل والولايات المتحدة بشأن خطط الأولى للتقدم إلى مدينة رفح جنوب قطاع غزة، والتي أصبحت بعد أربعة أشهر من الحرب المدمرة "الملاذ الأخير" لحوالي مليوني فلسطيني نازح.
وقال رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو في نهاية الأسبوع الماضي إن الحملة الإسرائيلية في غزة جعلت النصر "في متناول اليد"، على الرغم من أن هدفه المعلن المتمثل في "القضاء" على حركة حماس المسلحة لا يزال يبدو بعيد المنال.
وأثارت التهديدات الإسرائيلية احتجاجات من البيت الأبيض، حيث حذر الرئيس جو بايدن من أنه لا ينبغي شن هجوم على رفح "دون خطة موثوقة وقابلة للتنفيذ لضمان سلامة ودعم أكثر من مليون شخص لجأوا هناك".
وقالت البروفيسورة أدريا لورانس من جامعة جونز هوبكنز لمجلة "نيوزويك": "لقد أثبت نتنياهو والحكومة الإسرائيلية مراراً وتكراراً أنهم سيتخذون أي إجراءات يعتقدون أنها ستخدم أمن إسرائيل على أفضل وجه، بغض النظر عما يدعو إليه حلفاؤهم أو شركاؤهم الإقليميون".
وأضافت: "الولايات المتحدة ببساطة لا تملك القدرة على ردع الحكومة الإسرائيلية التي يعتقد بعض منتقدي بايدن أنه يمتلكها".
مدينة الملاذ المنكوبة في غزة
قبل الحرب، كان عدد سكان رفح 300 ألف نسمة فقط، ومن شأن الهجوم على المدينة الحدودية الجنوبية أن يعرض للخطر 1.5 مليون مدني فلسطيني تدفقوا عليها هربا من القصف الإسرائيلي في أماكن أخرى من القطاع.
وقالت سارة باركنسون، وهي أيضاً أستاذة في جامعة جونز هوبكنز، لمجلة "نيوزويك" إن البنية التحتية للمدينة تنهار تحت وطأة الحرب.
وأضافت: "العديد من سكان غزة في رفح يتضورون جوعا بشكل أساسي. ويلجأ الناس إلى تناول العشب أو علف الحيوانات، يكاد يكون من المستحيل العثور على مياه الشرب النظيفة. تعيش عشرات الآلاف من العائلات في الخيام. وبحسب تقديرات الأمم المتحدة، يفتقر حوالي 80 ألف أسرة إلى المأوى المناسب، وبالتالي لا توجد حماية من القصف الإسرائيلي أو تبادل إطلاق النار".
وتابعت: "إن العمليات البرية للجيش الإسرائيلي والقصف المصاحب لها سيجعل البحث عن الغذاء والماء الشحيحين – أو محاولة الوصول إلى الرعاية الطبية في المستشفيات القليلة المتبقية التي تعمل جزئياً – أمراً خطيراً مميتاً، لا توجد وسيلة لضمان سلامة المدنيين في ظل هذه الظروف، لم يكن هناك مكان آمن في غزة منذ أشهر".
مشكلة بايدن نتنياهو
قال ديفيد تسور، العضو السابق في البرلمان الإسرائيلي، لمجلة "نيوزويك" إن أي عمل في رفح سيكون "معقدا".
وأضاف أن الخطر على رفح يرجع إلى أساليب التفاوض "الساخرة" التي تتبعها حماس، والتي اقترحت إطلاق سراح متسلسل للأسرى على مدى عدة أشهر مقابل انسحاب إسرائيلي كامل من غزة.
وانتهت محادثات بين الولايات المتحدة ومصر وإسرائيل وقطر بشأن هدنة في غزة دون تحقيق انفراجة يوم الثلاثاء مع تزايد الدعوات الدولية لإسرائيل للتراجع عن هجومها المزمع على رفح.
وحذرت الأمم المتحدة، الثلاثاء، من اجتياح عسكري إسرائيلي محتمل لرفح بجنوب قطاع غزة، قائلة إن الهجوم قد "يؤدي إلى مذبحة" في المدينة الواقعة بجنوب القطاع الفلسطيني المكتظة بما يزيد على مليون نازح.
وذكرت صحيفة واشنطن بوست الأميركية نقلاً عن مصادرَ مطلعة أن الرئيس جو بايدن وكبار مساعديه باتوا أقرب للقطيعة مع نتنياهو أكثر من أي وقت مضى منذ بدء الحرب في قطاع غزة، مشيرةً إلى أنهم لم يعودوا ينظرون إليه كشريك يمكن التأثير عليه.
وأوضحت واشنطن بوست، أن إحباط بايدن من نتنياهو، والذي يتراكم منذ أشهر، ظهر بوضوح، الخميس الماضي، عندما قال إن الحملةَ العسكرية الإسرائيلية في غزة "تجاوزت الحد"، مُعتبرة أن هذا التصريح كان "التوبيخَ الأشدَّ حتى الآن".