تصاعد "هجمات الأذرع" يقلق إيران.. وهذه الدلائل
18:55 - 01 فبراير 2024يعتقد المسؤولون الأميركيون أن هناك دلائل على أن القيادة الإيرانية متوترة بشأن بعض تصرفات وكلائها في العراق وسوريا واليمن، حيث تهدد الهجمات التي تشنها الميليشيات بتعطيل الاقتصاد العالمي وزيادة كبيرة بخطر المواجهة المباشرة مع الولايات المتحدة.
وقال مسؤولون لشبكة "سي إن إن" نقلاً عن معلومات استخباراتية أميركية إن هجوم الأردن، والذي نسبته الولايات المتحدة إلى حزب الله العراقي المدعوم من إيران، فاجأ طهران وأثار قلق القيادة السياسية هناك.
وتشير المخابرات الأميركية أيضا إلى أن إيران تشعر بالقلق من أن الهجمات التي يشنها المسلحون الحوثيون في اليمن على السفن التجارية في البحر الأحمر يمكن أن تزعزع المصالح الاقتصادية لكل من الصين والهند، الحليفين الرئيسيين لإيران.
وحذر المسؤولون من أنه ليس هناك شعور بأن حذر طهران المتزايد من المرجح أن يغير استراتيجيتها الأوسع المتمثلة في دعم الهجمات بالوكالة على أهداف أميركية وغربية، لكن المسؤولين يعتقدون أن إيران تتبع نهجا محسوبا في الصراع يهدف إلى تجنب إشعال حرب شاملة.
ورفض المسؤولون تقديم مزيد من التفاصيل حول المعلومات الاستخبارية، مشيرين إلى حساسيتها.
لكن الولايات المتحدة كانت تقليدياً قادرة على الحصول على معلومات استخباراتية عن إيران من خلال مجموعة متنوعة من الأساليب بما في ذلك تجنيد جواسيس بشريين والتنصت على الاتصالات الإيرانية.
وأعلن حزب الله العراقي، الثلاثاء، تعليق جميع الهجمات على القوات الأميركية، في محاولة لتهدئة التصعيد.
لكن بعض المسؤولين الأميركيين الحاليين والسابقين يشككون في أن إيران سوف تغير تكتيكاتها بشكل جوهري.
وقال مسؤول عسكري أميركي مقيم في الشرق الأوسط إن إيران "سعيدة للغاية بالطريقة التي تسير بها الأمور".
وكتب مدير وكالة المخابرات المركزية بيل بيرنز في مقال نشر في مجلة فورين أفيرز يوم الثلاثاء: "لقد اكتسب النظام الإيراني جرأة بسبب الأزمة في غزة ويبدو أنه مستعد للقتال حتى آخر وكيل له في المنطقة".
وفي الوقت نفسه، هناك أيضا دلائل تشير إلى أن القادة الإيرانيين يشعرون بالقلق من أن الهجمات العشوائية على الشحن البحري في البحر الأحمر من قبل الحوثيين قد تؤدي إلى رد فعل سلبي على طهران.
وقد تأثرت الهند بشكل خاص حيث هاجم الحوثيون عدة سفن إما بطواقم هندية أو متجهة نحو الهند، وردا على ذلك، نشرت الحكومة الهندية عدة سفن حربية في بحر العرب.
كما اضطرت شركتان صينيتان عملاقتان للشحن مملوكتان للدولة إلى تحويل عشرات السفن من البحر الأحمر إلى طريق أطول بكثير حول الطرف الجنوبي ل‘فريقيا، مما زاد من تكاليف الشحن.
وأثارت بكين مخاوف بشأن الوضع يوم الثلاثاء، داعية إلى إنهاء الهجمات على السفن المدنية.
ولعل مقتل الجنود الأميركيين في هجوم الأردن، جنباً إلى جنب مع الهجمات المستمرة على السفن، جعل الولايات المتحدة وإيران أقرب إلى حافة الهاوية أكثر.
وقال قائد الحرس الثوري الإيراني، حسين سلامي، الأربعاء، إن إيران "لا تسعى إلى الحرب، لكننا لسنا خائفين منها".
"درجات متفاوتة من الولاء"
وتؤكد هذه التصعيدات أيضا على الدرجات المتفاوتة من السيطرة التي تتمتع بها إيران فعليا على مجموعاتها الوكيلة.
وقال أحد الأشخاص المطلعين على المعلومات الاستخبارية: "تشير جميع المؤشرات إلى أن إيران ليس لديها مصلحة في الدخول في دائرة تصعيدية مع الولايات المتحدة وإسرائيل، في حين تدرك إيران أن دعم وكلائها يستحق العناء لإبقاء الغرب مشغولا، فإن الوكلاء لديهم أيضا مصالحهم الضيقة الخاصة بهم".
ومن بين هذه الجماعات، تتمتع إيران بأقل قدر من السيطرة العملياتية على الحوثيين في اليمن، حسبما قال العديد من المسؤولين لشبكة "سي إن إن".
ويقول المسؤولون إن إيران تتمتع بنفوذ أكبر بكثير على الميليشيات الوكيلة العاملة داخل العراق وسوريا، وغالباً ما ينظر المسؤولون الاستخباراتيون والعسكريون إلى نشاط تلك الجماعات على أنه مقياس أكثر دقة للسياسة الإيرانية.
وقد قدم الإيرانيون بعض الدعم الاستخباراتي والأسلحة للحوثيين في الأشهر الأخيرة، بما في ذلك أنظمة المراقبة التي تسمح للجماعة بالعمل في المجال البحري وتساعد في تسهيل هجماتهم في البحر الأحمر.
ومع ذلك، بشكل عام، قال المسؤولون إن إيران كانت متخوفة من استراتيجية الحوثيين المتمثلة في استهداف السفن التي تعبر البحر الأحمر بشكل عشوائي، وهو ما يقول الحوثيون إنه احتجاج على الدعم الأميركي والبريطاني لحرب إسرائيل في غزة.