رفح الفلسطينية.. ما موقعها في "المرحلة الثالثة" من حرب غزة؟
22:50 - 26 يناير 2024تتّجه نيران الحرب الإسرائيلية على قطاع غزة صوب مدينة رفح الفلسطينية جنوبا في مرحلتها الثالثة، وفق ما ذكرته صحيفة "يديعوت أحرنوت" العبرية، التي توقّعت أن تحمل هذه المرحلة ضربة مؤثّرة لحركة حماس.
وتوقَّع محللون سياسيون أن يشكّل هذا استفزازا جديدا لمصر التي تقترب الدبابات الإسرائيلية بذلك أكثر فأكثر من حدودها، خاصة وقد حذّرت سابقا من نوايا إسرائيلية لإجبار الفلسطينيين على عبور الحدود إلى مصر.
وجاء في تقرير "يديعوت أحرنوت" المنشور الخميس:
- مدينة رفح الفلسطينية هي المدينة المستهدَفة من المرحلة الثالثة للهجوم.
- هذا الهجوم سيسبّب ضررا كبيرا لا يمكن إصلاحه لحماس التي تعاني بالفعل خسائر فادحة، والأكيد أن 9 آلاف عنصر تابع لها قُتلوا، ويجب وضع أحذيتنا على رقبة "حماس".
- لن نستطيع وقف الحرب الآن، وإلا فلنستعد لـ7 أكتوبر جديد في أقرب وقت، وسيكون قادما من حزب الله في لبنان.
- وإذا كان أي شخصٍ يعتقد أن التراجع الآن سيؤدي إلى إطلاق سراح الرهائن، فهو مخطئ؛ لأن "حماس" تدرك تمام الإدراك النفوذ الذي يوفّره لها الرهائن؛ ولذا فإن المفاوضات المطوّلة هي ما تأمله الحركة.
- وبما أن رهائننا ما زالوا يقبعون في غزة، فإن ممارسة المزيد من الضغط العسكري هي الشيء الوحيد الذي يمكن أن يعجّل بإطلاق سراحهم، ويساعد في جلب الشعور بالأمن للإسرائيليين.
- في المقابل، نواجه أزمة في الداخل الإسرائيلي ممّن يعتقدون أننا على وشك الهزيمة، ويطالبون بوقف الحرب، والتفاوض، لكن هذا سيؤدّي لمزيد من الخوف.
- ومهما كان الأمر، فلا يمكننا أن نقبل أن تظل "حماس" القوة الحاكمة في غزة، وهنا يأتي دور استراتيجية ما بعد الحرب التي يلتزم نتنياهو الصمت بشأنها بشكلٍ غير معقول.
كانت هيئة الإذاعة الإسرائيلية "كان"، نقلت الثلاثاء عن رئيس الوزراء، بنيامين نتنياهو، قوله إن المرحلة الثالثة من الحرب التي بدأت بالفعل في شمال غزة تستغرق 6 أشهر.
وأضاف نتنياهو: "كما قلنا سابقا إن العمليات الجوية ستستمر 3 أسابيع، وذلك ما حصل. وكما قلنا إن المرحلة الثانية من العملية الضخمة تستمر 3 أشهر، وذلك ما حصل. وهكذا نقول إن المرحلة الثالثة من تثبيت السيطرة والتطهير تستمر 6 أشهر".
وكشفت "كان" أن هذه المرحلة متوقّع أن تتضمّن وقف العمليات البرية والانتقال للغارات وتأسيس منطقة أمنية في غزة.
مخاطرة كبيرة
يستبعد المحلل السياسي الفلسطيني، نذار جبر، أن تحقّق إسرائيل النجاح الذي تأمل في توسيع عملياتها إلى رفح، قائلا لموقع "سكاي نيوز عربية": "الانتقال للقتال إلى مدينة رفح الفلسطينية مخاطرة إسرائيلية كبيرة، وهم يدركون أنهم كلما اتّجهوا جنوبا زادت معاناتهم وزاد عدد قتلاهم".
وفيما يخص النازحين الفلسطينيين أيضا ستزيد الكارثة الإنسانية "فهناك أكثر من مليون نازح، بجانب سكان المنطقة أيضا، يقبعون في هذه المنطقة، وإذا هاجمتها إسرائيل فأين سيذهبون؟".
قرب حدود مصر
وبما أنّ مدينة رفح الفلسطينية على الحدود مباشرة مع مدينة رفح المصرية، يتوقّع جبر تحركا مصريا، قائلا: "أعتقد أن مصر ستكون لها وقفة تجاه هذه العملية، الدبابات الإسرائيلية ستكون أمام مرمى أعين المصريين، ولن تقبل مصر بوجود إسرائيلي قرب حدودها، بينما تضغط إسرائيل لتعديل الاتفاقية للسيطرة على محور فيلادلفيا الحدودي".
وعن هدف إسرائيل المعلَن، البحث عن الرهائن، لا يتفق المحلل الفلسطيني مع هذا الكلام، موضّحا أن "إسرائيل في البداية قالت إن الأسرى في خان يونس، ولما فشلت في السيطرة عليها ادّعت أنهم في رفح، لكن الهدف من العملية العسكرية هو تدمير القطاع نهائيا".
ويتوقّع جبر أن تطول الحرب؛ لأنه "حتى اللحظة لا توجد رؤية واضحة يتفق عليها الجميع، وإسرائيل لا تريد حماس ولا السلطة الفلسطينية في الواجهة داخل القطاع؛ وبذلك هي من تعطّل الحل، وتريد الخروج بأي انتصار بالقوة العسكرية".
يتّفق الخبير العسكري، جمال الرفاعي، في أن إسرائيل "هدفها تدمير القطاع والتأكّد من أنه غير صالح للعيش".
وأما عن توجّهها نحو رفح الفلسطينية، فيقول الرفاعي لـ"سكاي نيوز عربية"، إن هذا لن يؤدي إلا لكارثة إنسانية نتيجة تكدّس النازحين، خاصة إن لم يسمح الجيش الإسرائيلي بعودتهم لمنازلهم.
ويُرجع الرفاعي طول أمد الحرب، التي بدأت في 7 أكتوبر الماضي، إلى أنّ الجيش الإسرائيلي نفسه لا يعلم متى تنتهي؛ لغياب الرؤية السياسية حول هذا الأمر.
المنطقة العازلة
ضمن تحركات إسرائيل لما بعد الحرب، نقلت صحيفة "وول ستريت جورنال" الأميركية، عن مسؤول إسرائيلي، أن تل أبيب تقيم منطقة عازلة بطول غزة وبعمق كيلومتر واحد داخل القطاع.
وأشار تقرير للصحيفة، نقلا عن دراسة أجرتها الجامعة العبرية، إلى تدمير ما يقرب من 40% من 2824 مبنى في غزة تقع على بعد كيلومتر واحد من الحدود الإسرائيلية مع غزة، في إطار خطة بناء المنطقة العازلة.
والمنطقة العازلة بالنسبة إلى المسؤولين الإسرائيليين إجراء أمني لتجريد غزة من السلاح وطمأنة الإسرائيليين بأنهم يستطيعون العودة بأمان إلى البلدات والمستوطنات في غلاف غزة، التي تمّ إخلاؤها بعد هجوم 7 أكتوبر.
وميدانيا، أطلق الجيش الإسرائيلي اليوم الخميس، قذائف مدفعية ورصاصا صوب الذين يقومون بانتظار شاحنات المساعدات الإنسانية القادمة من رفح، على طريق صلاح الدين في حي الزيتون جنوب شرق مدينة غزة؛ ما أدى إلى قتل العشرات وإصابة آخرين، حسب وكالة الأنباء الفلسطينية "وفا".