أزمة وشيكة.. العالم بحاجة إلى نصف مليون طيار
23:46 - 16 يناير 2024تعاني العديد من شركات الطيران حول العالم من نقص الطيارين ما حدى بالاتحاد الدولي للنقل الجوي (إياتا)، إلى ضرورة توظيف ما بين 500 ألف إلى 600 ألف طيار في جميع أنحاء العالم.
ووفقا لشركات الطيران، فإن حركة المرور سوف تتضاعف في السنوات العشرين المقبلة إذ من المتوقع أن يتضاعف أسطول الطائرات العالمي، لكن في المقابل أطلق اتحاد النقل الجوي الدولي ناقوس الخطر لأن هذا الأمر سيزيد من التوتر بشأن التوظيف.
وبحسب أرقام "بوينغ"، التي نشرت مؤخرا، وهي قريبة جداً من أرقام "إيرباص"، فمن المفترض أن تحلق 48.575 طائرة في السماء خلال عشرين عاماً مقارنة بـ 24.500 طائرة اليوم.
ومع تضاعف عدد الطائرات المتداولة، تشير تقديرات اتحاد النقل الجوي الدولي إلى أنه سيتعين توظيف أكثر من نصف مليون طيار على مدار العشرين عامًا القادمة.
أسباب النقص
ولهذا يقول مدير تدريب الطيارين والطيران في المدرسة الوطنية للطيران المدني الفرنسي في حديث لموقع "سكاي نيوز عربية"، إن " الوضع ليس كارثيا. لكن التدريب سيصبح ضروريًا. لأنه إذا لم نفعل شيئًا، في غضون 5 أو 10 سنوات، فقد يكون ذلك عاملاً رئيسيًا يبطئ نمو النقل الجوي. وقد يدفع بعض شركات الطيران إلى الاستغناء عن شراء المزيد من الطائرات".
وعن أسباب هذا النقص، يوضح، "أولا، هناك واقع تقاعد كبير للطيارين. ثانيًا، من آثار تفشي فيروس كورونا المستجد (كوفيد-19) والحجر الصحي أن أوقفت شركات الطيران جميع عمليات التوظيف وكل التدريبات خلال هذه الفترة".
ويعتبر أن التحدي الأكبر حاليا، هو "القدرة الاستيعابية لمدارس الطيران الخاصة بتدريب وتكوين الطيارين في العالم والتي لا تستوعب هذا العدد المطلوب عالميا. لهذا يجب بناء المزيد من المدارس في العالم وتوسيع القدرة الاستيعابية للمدارس الحالية والتأكد من جودة التكوين المقدمة في بعض جهات العالم، لأن بعض الطيارين بعد تخرجهم لا يستطيعون الاندماج بشكل سلس داخل شركات الطيران".
طائرة بدون طيار
وبحسب ما كشفت عنه وكالة "فرانس إنفو"، فإن أكثر من عشر طائرات متوقفة عن العمل بسبب نقص الطيارين هو الوضع الذي تواجهه الخطوط الجوية الفرنسية حاليًا، مثل غيرها، بسبب نقص الطيارين المدربين.
وأمام هذا الوضع، تقوم شركة "إيرباص" بتطوير برنامج يسمى "DragonFly" الذي يسمح للطائرة أن تهبط وتقلع تلقائيًا.
وتعليقا على البرنامج، يوضح الاتحاد الوطني لطياري الخطوط الجوية، أنه عندما تحلق شركة "إيرباص" بطائرة أوتوماتيكيا، فإن ذلك "لإظهار أنه من الممكن إلى حد كبير تقليل عدد الطيارين في قمرة القيادة".
ومن جانبها، تنفي شركة "إيرباص" رغبتها في خفض عدد الطيارين، لكن التكنولوجيا موجودة والنقص سيتفاقم. ويتصور الكثيرون أنه في غضون خمس سنوات، في رحلة متوسطة المدى، لن يكون هناك سوى طيار واحد بدلاً من اثنين.
ووفقا لدراسة أجرتها شركة بوينغ في عام 2022 ، ستحتاج أوروبا لوحدها إلى تدريب 122 ألف طيار جديد بحلول عام 2041.