كيف تدار مسألة الغذاء على جبهات القتال؟
13:19 - 18 ديسمبر 2023في خضم المعارك تواجه الجيوش معضلة تزويد المقاتلين بالطعام والشراب حتى يستطيع الجندي البقاء على جبهات القتال لمدد طويلة دون أن يهزمه الجوع والعطش.
الجيوش على مدار التاريخ ابتكرت أساليب متعددة لتوفير أطعمة تناسب أوقات الحروب، وقد استفادت منها الشعوب حتى في الحياة المدنية.
ويؤكد اللواء علاء عز الدين، مدير مركز الدراسات الاستراتيجية للقوات المسلحة المصرية الأسبق، أن طرق توفير الطعام والشراب للجنود تتشابه في مصر مع معظم جيوش العالم.
ويضيف عز الدين لسكاي نيوز عربية أن أنواع الطعام في الجيوش تنقسم إلى ثلاثة أنواع:
- طعام في الأحوال العادية يقدم في المعسكرات في أوقات السلم ويكون طازجا مثل اللحوم والفواكه وغيرها.
- في أوقات القتال يتم الاعتماد أكثر على المعلبات لأنها تحتفظ بالطعام لمدة طويلة ويتم استبدالها من وقت لأخر لضمان صلاحيتها.
- طعام الطوارئ، ويكون في وحدة القتال ليتم إمداد الجنود به عند نفاد الطعام على جبهات القتال.
ويوضح عز الدين أنه يتم تزويد المقاتل بالأطعمة المعلبة مثل الجبن والفول والزبدة والبسكويت الذي يعد بديلا للخبز وعلب المربى والشاي والسكر وغيرها، لافتا إلى أن أحجام الأطعمة تكون صغيرة بما يسمح بحملها وتخزينها، كما يستخدم الجندي العلب الفارغة في شرب الشاي بداخلها وغيره بعد غسلها.
وبين أن الجندي يزود بقرص الوقود وهو قرص أبيض سميك من الوقود الجاف يمكن إشعاله لتسخين المشروبات كالشاي على سبيل المثال.
ويشير مدير مركز الدراسات الاستراتيجية للقوات المسلحة المصرية الأسبق إلى أنه يتم تدريب الجندي على التكيف مع الظروف والضغوط على جبهات القتال، فمثلا يحتاج الجندي العادي لسبعة لترات من الماء تقريبا صيفا للاستعمال اليومي و5 شتاء، لكن في أوقات الحروب قد تقل كميات الطعام والشراب ويمكن التكيف مع هذه الأوضاع من خلال الآتي:
- الاعتماد على المعدل المقيد في استهلاك المياه والذي يصل إلى 3 لترات يوميا، وقد يقل عن ذلك إلى نصف لتر، وهنا يجب على الجندي التصرف بما يجعل هذه الكميات القليلة توفي بحاجته من الشرب والنظافة.
- في حال نفاد الطعام يتم عمل نظام تعايش بحسب البيئة التي يوجد بها الجندي، فيمكنه اصطياد بعض الحيوانات كالأرانب البرية أو الثعابين وغيرها بما يحفظ حياته إلى حين وصول الإمدادات.
- تناول أوراق الشجر.
- الحصول على الماء من أوراق الشجر أو من قطرات الندى في الصباح.
من جانبه يوضح استشاري التغذية العلاجية، عماد الدين فهمي، أن المقاتل في أوقات الحروب يكون إما في معسكر القتال، أو في مناطق يسهل وصول الإمدادات إليها، أو مشتبك مع العدو علي خط النار.
ويضيف فهمي لسكاي نيوز عربية أن نوع الطعام يختلف باختلاف مكان المقاتل، فيتم الاعتماد على الطعام العادي في المعسكرات، وتقوم إدارة الإمداد بتوفير حاجات الجنود من يوم لآخر في الأماكن التي يسهل الوصول إليها في أوقات الحروب، بينما يزود الجنود على جبهة القتال بأطعمة لها صفات معينة أهمها:
- ذات سعرات عالية.
- سهلة الحمل من حيث الحجم.
- خفيفة الوزن.
- غير قابلة للفساد السريع.
ولفت فهمي إلى أن نسبة من الأطعمة الموجودة بالمتاجر في الوقت الحالي هي نتاج لأبحاث عسكرية خاصة بالجيوش مثل الخميرة الفورية، وفكرة الأطعمة المعلبة، وإضافة بعض الإنزيمات للخبز حتى يستمر طازجا لأيام.
كما أوضح استشاري التغذية العلاجية أنه في أوقات المعارك يواجه المقاتلون مشكلة عدم توفر الوقت لتناول غذائهم وهو ما يتم حله بالآتي:
- إمداد المقاتل بطعام يتم وضعه بالفم سريعا في خضم المعركة، مثل الفواكه المجففة والتمر والمكسرات.
- لو أتيحت دقائق لتناول الطعام يمكن استخدام أطعمة مثل الخبز المحمص الخالي من الماء، وبعض الأكلات التي لا تفسد سريعا، مثل العسل والمربى وقطع الزبدة.
- يتم الاعتماد على الأطعمة التي توفر قيمة غذائية عالية مثل الفاصوليا والتونة والفول والحمص.
- في بعض الحالات يتم توفير اللحوم المجففة والمقرمشات والبسكويت المملح أو المسكر.
- يزود الجندي بعبوات صغيرة من الشاي والملح والسكر والتي تستمر فترة طويلة دون تلف.
وينصح استشاري التغذية العلاجية بتجنب تزويد المقاتلين بأطعمة معينة مثل:
- الأطعمة سهلة الفساد، والتي يمكن أن تعرض المقاتلين لوعكات صحية قد تسبب خسائر فادحة على أرض المعركة.
- تجنب الأكلات التي تحتوي على نسبة من المياه مثل الخضار المطبوخ والخبز الطري والجبن والألبان.
- عند فتح الأطعمة المعلبة يجب أكلها في نفس اليوم، إلا في حال وجود ظروف قهرية تتطلب تقسيم الوجبة.