مهمة سوليفان في تل أبيب..هل ينزع فتيل خلافات نتنياهو وبايدن؟
11:42 - 15 ديسمبر 2023أجرى مستشار الأمن القومي الأميركي جيك سوليفان، زيارة إلى تل أبيب تستمر حتى الجمعة؛ لمناقشة آخر التطورات في إسرائيل وغزة، في خطوة يراها مختصون ومراقبون بأنها تستهدف إخماد حدة الخلافات بين إدارة الرئيس جو بايدن وحكومة الحرب الإسرائيلية، في خضم استمرار حرب غزة التي دخلت يومها الـ 69 على التوالي.
وفي أول دلالة على تهدئة تلك الخلافات، وجه رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو الشكر لسوليفان، على الدعم الأميركي لإسرائيل في حربها ضد حماس، خلال حضوره اجتماع مع حكومة الحرب.
ويعتقد محللون ومراقبون في حديثهم لموقع "سكاي نيوز عربية"، أن زيارة جيك سوليفان إلى إسرائيل تحمل العديد من الملفات المحورية العاجلة، في مقدمتها وضع جدول زمني للحرب في غزة، وتجنب القصف العشوائي، واستئناف المناقشات حول إطلاق سراح المحتجزين لدى حركة حماس.
ماذا ناقش سوليفان؟
- وفق "تايمز أوف إسرائيل"، ناقش الاجتماع "استمرار الحرب وتحقيق الأهداف المشتركة، في القضاء على حماس وتفكيك قدراتها العسكرية، وإنهاء حكم الحركة في غزة، مع الإفراج عن جميع الرهائن".
- قبل هذه الرحلة، قال جيك سوليفان لصحيفة "وول ستريت جورنال" إنه سيناقش جدولا زمنيا لإنهاء الحرب ويحث المسؤولين الإسرائيليين على الانتقال إلى "مرحلة مختلفة من نوع العمليات العالية الكثافة التي نراها اليوم".
- على الجانب الآخر، أكد وزير الدفاع الإسرائيلي، يوآف غالانت، خلال لقائه مع ساليفان، أن الحرب في غزة "ستستغرق أكثر من بضعة أشهر".
- كما قال نتنياهو إنه تحدث مع سوليفان حول التهديدات الإقليمية، بما في ذلك حزب الله والحوثيين في اليمن، وكذلك كيفية تأمين عودة المحتجزين لدى حماس واستمرار المساعدات الإنسانية للسكان المدنيين في غزة.
- قال المتحدث باسم مجلس الأمن القومي جون كيربي إن "رسالة سوليفان كانت متسقة" في اجتماعاته مع المسؤولين الإسرائيليين، إذ ستواصل الولايات المتحدة دعم إسرائيل، وبذل كل ما في وسعها للمساعدة في التوسط في هدنة جديدة تُمكن من لم شمل باقي المحتجزين مع عائلاتهم.
- يأتي ذلك في الوقت الذي قال بايدن، إن على نتنياهو "تغيير حكومته" المتشددة، بعدما باتت تل أبيب "تفقد دعم المجتمع الدولي، نتيجة للقصف العشوائي" في غزة الذي يعاني تحت وطأة أزمة إنسانية فادحة.
- ومع ذلك، يشعر مسؤولون إسرائيليون بالقلق من أن زيارة مستشار الأمن القومي الأميركي إلى إسرائيل تشهد تحديد "موعد أميركي نهائي" مدته بضع أسابيع فقط لإنهاء الحرب على غزة، وفق ما نقلت صحيفة "هآرتس".
ضغط بشأن مسار الحرب
وتعليقا على زيارة سوليفان لإسرائيل، قال نائب مساعد وزير الدفاع الأميركي السابق لشؤون الشرق الأوسط مايك ملروي، في حديث لموقع "سكاي نيوز عربية"، إن للولايات المتحدة تتعرض لضغوط كبيرة داخليا ومن الحلفاء لبذل المزيد من الجهد لإنهاء هذا الصراع، كما جاء التصويت على قرار وقف إطلاق النار في الأمم المتحدة، بمثابة تحذير للبيت الأبيض من استمرار الوضع الراهن.
وحدد ملروي الذي سبق أن عمل في وكالة الاستخبارات المركزية الأميركية (سي آي إيه)، أبرز أولويات زيارة جيك سوليفان لإسرائيل في عدد من النقاط، قائلًا:
- يواصل البيت الأبيض الضغط من أجل تغيير التكتيكات التي يستخدمها الجيش الإسرائيلي بسبب الخسائر الكبيرة في صفوف المدنيين التي شهدناها حتى الآن في غزة.
- يحاول سوليفان استئناف المناقشات حول إطلاق سراح المحتجزين لدى حماس، ومن المرجح أيضا أن يضغط من أجل السماح بدخول المزيد من المساعدات إلى غزة مع استمرار تفاقم الأزمة الإنسانية هناك.
- من المرجح أيضًا أن يضغط مستشار الأمن القومي الأمريكي من أجل إنهاء العمليات القتالية الرئيسية في غضون 3-4 أسابيع.
- سيرغب أيضا في مناقشة ما سيأتي بعد انتهاء العمليات القتالية الكبرى لتشمل الطريق السياسي إلى الأمام نحو حل محتمل على أساس حل الدولتين، وهذا ما لا أعتقد أن الحكومة الإسرائيلية ستكون مهتمة بمناقشته في هذا الوقت، بغض النظر عن الحزب أو الأيديولوجية، لكن في المقابل مهم للغاية بالنسبة للولايات المتحدة تنفيذه باعتباره الحل الوحيد القابل للتطبيق لهذا الصراع المستمر.
- نقاط الخلاف بين واشنطن وتل أبيب تتمثل في العدد الكبير من الضحايا المدنيين مما وصفه الرئيس بايدن بـ"القصف العشوائي" للجيش الإسرائيلي.
- من المرجح أيضا أن يكون البيت الأبيض قلقا بشأن تحديد إسرائيل لكمية المساعدات الإنسانية المسموح بدخولها إلى غزة، وأعتقد أنهم سيدفعون بقوة من أجل عدم فرض قيود على الطعام والماء والدواء والوقود، فالمدنيين في أمس الحاجة إليه الآن.
سوليفان يعود بيد خاوية.. وإيران في البحر الأحمر
6 ملفات عاجلة
بدوره، قال الخبير المتخصص في العلاقات الدولية، أيمن سمير، في تصريحاته لموقع "سكاي نيوز عربية"، إن سوليفان يحمل في جعبته العديد من الرسائل والملفات المهمة، خلال زيارته الأولى إلى إسرائيل منذ عملية السابع من أكتوبر الماضي.
وحدد "سمير" تلك الملفات في عدد من النقاط، تشمل:
- الملف الأول: هناك اهتمام أميركي إسرائيلي بالعودة لعقد صفقة جديدة مع حماس حول قضية المحتجزين، وأعتقد أن سوليفان يحمل أفكارًا جديدة فيما يتعلق بالإفراج عن عدد جديد من المحتجزين لدى حماس مقابل إطلاق سراح عدد كبير من الأسرى الفلسطينيين، وربما مهدت واشنطن لهذا الأمر باتصالات مع الوسطاء المصريين والقطريين، لأن واشنطن تعتبر تلك الصفقة من المكاسب الواضحة التي تحققت خلال الشهرين الماضيين.
- الملف الثاني: يسعى سوليفان لإقناع إسرائيل بمواصلة العمليات العسكرية لكن بطريقة مختلفة، بدلًا من إطلاق النار العشوائي الذي أدى لفقدان إسرائيل الدعم الدولي، ووقوع آلاف الضحايا بين المدنيين، لذلك يحاول سوليفان إقناع نتنياهو بأن يكون لدى إسرائيل خطة مختلفة للوصول إلى الهدف المشترك بالقضاء على حماس وبنيتها التحتية في قطاع غزة، دون أن يسقط عدد كبير من المدنيين.
- الملف الثالث: يتعلق باليوم التالي في قطاع غزة بعد انتهاء الحرب، وهناك فجوة بين إسرائيل والولايات المتحدة في هذا الأمر، وسيحاول سوليفان كسر هذه الهوة بين الطرفين، إذ تعتقد الولايات المتحدة أن السلطة الفلسطينية يمكن أن تكون بديلا لحماس في قطاع غزة، لكن إسرائيل تقول إنها ستحتل القطاع بشكل مباشر، وهو ما ترفضه واشنطن.
- الملف الرابع: يتعلق بالوضع في الضفة الغربية، فالولايات المتحدة قلقة للغاية من أفعال المستوطنين الإسرائيليين وتوزيع السلاح عليهم من قبل وزير الأمن القومي إيتمار بن غفير، وقيام مستوطنين بقتل عدد كبير من الفلسطينيين، حيث عملت على فرض عقوبات على بعض المستوطنين، حيث تعتقد أميركا أن الحفاظ على الأمن في الضفة الغربية يمكن أن يكون بداية لإقناع السلطة الفلسطينية للعب دور إيجابي في مرحلة ما بعد الحرب.
- الملف الخامس: ربما تتمثل في إقناع إسرائيل بعدم الرد على تهديدات الحوثيين، لأن تقدير الولايات المتحدة أنه إذا حاولت إسرائيل الرد سيؤدي ذلك لتوسيع دائرة الحرب، لذلك يحاول أن يقنع الإسرائيليين بالبقاء على الوضع الحالي للصراع.
- الملف السادس: يسعى سوليفان لإجراء نوع من الاتفاق مع لبنان حول الحدود، بما يسمح في نهاية المطاف بتأمين المنطقة الشمالية في إسرائيل، لأن هناك 80 ألف مستوطن إسرائيلي تركوا المنطقة الشمالية، بفعل ضربات حزب الله من جنوب لبنان، وهذا محور تهتم به واشنطن ودول أوروبية مثل فرنسا.