بعد المبادرة المصرية.. لماذا يصعب نقل رضع مستشفى الشفاء؟
22:54 - 17 نوفمبر 2023رغم الاستعدادات القائمة في معبر رفح البري من قبل وزارة الصحة المصرية لاستقبال الأطفال الخدج بمستشفى الشفاء في غزة بناء على توجيه من الرئاسة المصرية، ما زالت الخطوة متعثرة وسط مخاوف من صعوبة تنفيذها بسبب الأوضاع المتردية في القطاع.
وأعلنت وزارة الصحة المصرية عن تواجد سيارات إسعاف مجهزة بحضانات وأنابيب أوكسجين، استعدادا لوصول الأطفال حديثي الولادة بالتنسيق مع وزارة الصحة الفلسطينية، وجميع الجهات المعنية، ومن أبرزها الهلال الأحمر بفلسطين، منوهة إلى جاهزية المستشفيات في سيناء لاستقبالهم.
صعب للغاية
ويؤكد الناطق باسم الهلال الأحمر الفلسطيني، عبد الجليل حنجل في حديث لموقع "سكاي نيوز عربية" أن الوضع العام في شمال غزة وداخل مستشفى الشفاء صعب للغاية، مما قد يؤثر على إتمام نقل الأطفال الخدج إلى معبر رفح البري ثم المستشفيات المصرية حتى الآن.
ويوضح حنجل أن الهلال الأحمر الفلسطيني لم يتلقَ طلبات من الطواقم الطبية الموجودة في مجمع الشفاء الطبي لنقل الرضع، مشيرًا إلى مشاركتهم المستمرة في عمليات إرسال الجرحى إلى معبر رفح البري عبر سيارات الإسعاف التابعة لهم.
ويذكر الناطق باسم الهلال الأحمر الفلسطيني: "تلك مشكلة آخرى تواجهنا، وهي أننا لم نعد نملك سوى خمس سيارات إسعاف فقط تغطي وحدها منطقة شمال غزة، من أصل 18 عربة كانت متاحة للعمل قبل خروجها من الخدمة، وما تبقى لدينا معرض أيضًا للتوقف بسبب نفاد الوقود".
ويضيف حنجل: "كذلك الأطفال الخدج يحتاجون إلى حضانات متنقلة تتواجد في سيارات الإسعاف، ولابد أيضًا من توفير أسطوانات الأوكسجين في حالة احتياج حالتهم الصحية إلى تنفس صناعي خلال تحرك العربات من شمال غزة إلى وجهتها النهائية".
وتزداد معاناة الرضع يوما بعد يوم في ظل حصار مستشفى الشفاء من القوات الإسرائيلية، حيث أكدت وزارة الصحة الفلسطينية وفاة 3 أطفال خدج خلال الفترة ما بين 11 حتى 16 نوفمبر الجاري بسبب نقص الكهرباء والأوضاع الجارية في محيط المستشفى.
وأشارت وزارة الصحة الفلسطينية في بيان رسمي حصل موقع "سكاي نيوز عربية" على نسخة منه، إلى مداهمة القوات الإسرائيلية برفقة الدبابات مجمع مستشفى الشفاء ليلة الخميس للمرة الثانية على التوالي، وقامت بالسيطرة على عدة أقسام كما تضرر القسم الجنوبي الذي يضم قسم الأشعة.
ومنذ ساعات قليلة حذر مدير مستشفى الشفاء بغزة محمد أبو سلمية في اتصال هاتفي مع "سكاي نيوز عربية" من إعلان وفاة الأطفال الخدج واحد تلو الآخر في حالة عدم توفير العلاج والمعينات الطبية بصورة عاجلة لهم منوها إلى أن السمة الوحيدة الآن في المكان هي الموت.
انتشار الدبابات
ويقول الناطق باسم الهلال الأحمر الفلسطيني: "من التحديات التي تواجه نقل حديثي الولادة هو انتشار الدبابات التي تقطع الطرق الرئيسية مثل صلاح الدين والرشيد فضلا عن عدم وجود نسبة أمان كافية لتحرك السيارات داخل تلك الشوارع خلال الأيام الماضية".
كانت الدبابات الإسرائيلية قد توغلت إلى شارع صلاح الدين مع انطلاق الاجتياح البري على غزة، وهو طريق يربط بين كافة مدن القطاع ويمتد حتى معبر رفح الحدودي، وقامت بقطع الطريق واستهدافه عدة مرات وهو ما تسبب في سقوط ضحايا بين شهداء ومصابين وفقا للهلال الأحمر الفلسطيني.
ويتفق المتحدث باسم معبر رفح في الجانب الفلسطيني، وائل أبو عمر، مع وجود عوائق لتحرك الأطفال الخدج من مستشفى الشفاء إلى المعبر، وفقا لتصريحاته لموقع "سكاي نيوز عربية" مشددا على أن الطرق مقطوعة بين شمال وجنوب قطاع غزة.
وينوه أبو عمر لموقع بأن الطرق مدمرة بفعل القصف الإسرائيلي عليها خلال الحرب الممتدة منذ أكثر من 40 يوما، مشيرا إلى عدم وجود أي ترتيبات في الجانب الفلسطيني من معبر رفح لاستقبال الرضع حتى اللحظة الحالية.