بعد تهديد الفصائل.. دعوات للسوداني للنأي بالعراق
22:50 - 03 نوفمبر 2023تتواصل الاستهدافات المتتالية بالصواريخ والمسيرات لقواعد أميركية في العراق وسوريا على يد فصائل عراقية مدعومة من طهران، وآخرها كان استهداف قاعدة عسكرية أميركية بمحافظة الحكسة على الحدود السورية التركية.
وأعلنت جماعة تطلق على نفسها "المقاومة الإسلامية في العراق"، أنها ستبدأ من الأسبوع المقبلة بـ"مرحلة جديدة تستهدف فيها قواعد أعدائها بشكل أوسع وأشد".
وقالت في بيانها: "نصرة لأهلنا في فلسطين، وثأرا للشهداء، سنبدأ الأسبوع المقبل، مرحلة جديدة في مواجهة الأعداء، وستكون أشد وأوسع على قواعده في المنطقة".
استنفار الحشد الشعبي
يأتي ذلك بعد أن أعلن الحشد الشعبي الذي يضم عشرات الفصائل المسلحة في العراق، الخميس، حالة التأهب.
وصدر عن رئيس أركان الحشد الشعبي، عبد العزيز المحمداوي، بيان يدعو فيه وحداته لرفع حالة التأهب إلى القصوى استعدادا "للتعامل مع أي طارئ خلال الأيام المقبلة".
وذكر البيان الصادر عقب اجتماع ضم قيادات فصائل الحشد الشعبي، في بغداد، أنه تمت الإشادة بالنتائج التي "حققتها ملحمة طوفان الأقصى (...)"، في إشارة إلى الهجوم الذي شنته حركة حماس ضد إسرائيل في 7 أكتوبر وكانت شرارة حرب بين الطرفين.
وجدد البيان الإدانة والاستنكار "لجرائم ومجازر الاحتلال في قطاع غزة والوضع المأساوي هناك جراء ممارسات الاحتلال".
ووجه رئيس أركان الحشد الشعبي، خلال الاجتماع برفع حالة الإنذار القصوى "استعدادا للتعامل مع أي طارئ خلال الأيام المقبلة، والتأكيد على الجهوزية العالية لجميع مقاتلينا (...)، وإعلان دخول كافة قوات الحشد الشعبي في حالة الإنذار بدءا من الخميس".
خريطة الاستهدافات
وتكررت على مدى الأسابيع والأيام الماضية هجمات على مصالح وقواعد أميركية في العراق ولا سيما على قاعدة عين الأسد في الأنبار غربي البلاد، وقاعدة حرير في أربيل شمالي البلاد، فضلا عن القواعد في محيط مطاري بغداد وأربيل الدوليين.
ووصلت استهدافات الفصائل العراقية الموالية لإيران لتطال قاعدة التنف الأميركية جنوبي سوريا وقاعدة ، وقواعد أخرى للتحالف الدولي ضد داعش في الحسكة ودير الزور شرقي سوريا.
ويتوقع خبراء أن تكثف هذه الفصائل هجماتها على طول المناطق الحدودية بين العراق وسوريا، وأن تستهدف المقار والمصالح الدبلوماسية الأميركية كذلك ولا سيما في بغداد وأربيل، في سياق تحرك عام قد يشمل لبنان على وقع ما سيكشفه خطاب أمين عام حزب الله حسن نصر الله.
واعتبروا أن من شأن ذلك الزج بالعراق في حرب واسعة، ستنعكس كارثيا على أمنه واستقراره .
لعب بالنار
يقول مدير مركز التفكير السياسي إحسان الشمري، في حوار مع "موقع سكاي نيوز عربية":
- هذه البيانات والتحذيرات تتزامن مع حجم الضغوط التي يمارسها حزب الله اللبناني والمحور الذي يمثله، للدفع نحو توسيع رقعة الحرب وإقحام العراق فيها وتحويله لساحة مواجهة مع واشنطن وعداء لها، وهو تطور ستترتب عليه تداعيات سلبية وخطيرة جدا على العراق والمنطقة ككل.
- هي مؤشر على توجه لانخراط هذه الفصائل بشكل أكبر في الحرب الدائرة بغزة، وهو ما يفيد بأن العراق شبه الرسمي يعلن الحرب، بخلاف الموقف الرسمي لبغداد والآليات القانونية التي نص عليها الدستور العراقي لاتخاذ قرارات الحرب والسلم.
- وإذا لم يبادر رئيس الوزراء لوضع مقاربة واضحة لتجنيب العراق من التورط في هذه الحرب المدمرة، وحض هذه الجماعات على الالتزام بالسياسة الرسمية للبلاد ومراعاة وإعلاء مصالحها الوطنية العليا، فإن نيران الحرب ستطال العراق لا محالة.
- التصعيد الذي تتوعد به هذه الجماعات، فسيكون غالبا على شكل تصعيد وتيرة القصف الصاروخي وبالمسيرات للمصالح والمقار ليس فقط العسكرية الأميركية بل والدبلوماسية، كاستهداف سفارة واشنطن ببغداد وقنصليتها في أربيل، علاوة على احتمال إطلاق صواريخ بعيدة المدى نحو إسرائيل، وهو ما سيجر ردود فعل أميركية عنيفة قد تقود لسيناريوهات تصعيد مفتوح ولا يمكن التكهن به.