روسيا والصين.. مكاسب "القطب الموازي" من حرب غزة
07:29 - 02 نوفمبر 2023يشهد الصراع بين إسرائيل وحركة حماس في قطاع غزة احتداما، في ظل تزايد مكانة وحظوظ روسيا والصين في المنطقة الشرق أوسطية، نتيجة استغلالهما للدعم الكبير الذي توليه الولايات المتحدة الأميركية لحليفتها إسرائيل، لا سيما بعد تصدي واشنطن لمشروع قرار روسي في مجلس الأمن الدولي لوقف إطلاق النار.
قال وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف، مطلع الأسبوع الجاري، إن القصف الإسرائيلي على غزة يتعارض مع القانون الدولي ويخاطر بالتسبّب في كارثة، منتقدا الدور الأميركي، في وقت تعتبر حركة حماس روسيا بلدا "صديقا قريبا جدا" وتعمل على إفراج رعاياها المُحتجزين بغزة، وهو ما يؤشّر إلى ما جنته روسيا ورفيقتها الصين من الحرب في غزة.
حسب توقعات، إذا استطاعت موسكو وبكين خلق ما يعرف بالشرعية الموازية أو صناعة "القطب الموازي" الحقيقي عالميا وتنحية عالم "القطب الأوحد" ممثلا في الولايات المتحدة الأميركية، سيكون دورهما فعالا في حل الأزمة الفلسطينية.
العنكبوت الأكبر.. والفوائد
يقول الباحث والخبير الروسي في العلاقات الدولية، تيمور دويدار، إنه وفق تصريحات متتالية للرئيس الروسي فلاديمير بوتين، والتي تتحدث عن ضرورة الوصول إلى العنكبوت الذي مدّ أطرافه في كل شبر من العالم (الولايات المتحدة الأميركية)، وبالتالي ستكون المعركة الأكبر على زعامة العالم بين روسيا والصين من طرف والولايات المتحدة من طرف آخر، والمثال أن هناك صراعا بات معلنا بين الدول الثلاثة بشأن غزة.
أضاف دويدار، في تصريحات خاصة لموقع "سكاي نيوز عربية"، أن هناك تفوقا روسيًّا واضحا على صعيد المواجهات في أوكرانيا خلال الأيام الماضية، لا سيما منذ اندلاع حرب غزة في 7 أكتوبر المنتهي، وهي أحد مغانم روسيا من حرب غزة، لا سيما مع تفاقم آلام الدول الغربية من ارتفاع فاتورة الدعم المتوالي لأوكرانيا، ومؤخرا انسحاب الكفة الأميركية صوب إسرائيل ألقى على عاتق الغربيين عبئا ثقيلا تستغله روسيا.
وفنّد دويدار عددا من الاستفادات المهمّة لروسيا والصين مِن استمرار حرب غزة التي قد تجري لمدة غير معلومةٍ لأشهر أو سنوات، على خلفية صراع تاريخي على الأرض.
- تخفيف ضغط الآلة الإعلامية الغربية على الشعب والحالة النفسية للشعب الروسي جرّاء استمرار حرب أوكرانيا.
- تراجُع الدولار أمام الروبل الروسي مع اندلاع واستمرار حرب غزة إلى حاجز 92 روبل.
- حرب غزة ستشغل الولايات المتحدة فترةً من الزمان عن التوتر بين الصين وتايوان.
- تعزيز قوى موسكو وبكين في الشرق الأوسط استغلالا لحالة السّخط الشعبوي على واشنطن.
- استفادة روسيَّة واضحة من قَطْع بعض دول بأميركا الجنوبية (بوليفيا) علاقاتها مع إسرائيل.
حظوظ موسكو وبكين
يقول الأكاديمي الروسي في السياسة الدولية، ديميتري فيكتوروفيتش، إن موسكو وبكين من أكثر المستفيدين من الأحداث الجارية الآن في فلسطين، لا سيما موسكو، التي باتت تدرك أهمية الفرصة السانحة بانشغال الولايات المتحدة الأميركية وقوى الغرب بحرب غزة عن مواصلة الدعم المقدَّم إلى أوكرانيا.
أضاف فيكتوروفيتش، في تصريحات خاصة لـ"سكاي نيوز عربية"، أن روسيا لديها العديد من المكاسب من اندلاع هذه الحرب كونها باتت تملك حاضنة سياسية للانتشار وإثبات قوّتها في منطقة الشرق الأوسط بالشراكة مع التنين الصيني، الذي يشكِّل كماشة على نفوذ أميركا بالمنطقة الشرق أوسطية، وهناك تفسيرات بأن تأخير عمليات الهجوم الإسرائيلي الشامل في الأراضي الفلسطينية يرتبط برغبة واشنطن في عدم خسارة حظوظها في الشرق الأوسط.
واستعرض فيكتوروفيتش في نقاط عددا من المكاسب الحيوية التي تُجنيها موسكو وبكين من حرب غزة:
- تخفيف الضغط عن الجبهة العسكرية الروسية مع تخفيف حدة المساعدات الغربية والأميركية.
- خلو الملعب الأوكراني أمام روسيا يعزز فرصها في فرض "سلام القوة" دون أي تنازلات.
- إطلاق يد الصين في ملف تايوان مع انشغال القطب الأميركي بحرب غزة ودعم إسرائيل.
- تزايُد الضغط على واشنطن في العواصم الغربية قبل الشرق أوسطية الرافضة لسياساتها المساندة لإسرائيل وقتل المدنيين.