الأردنيون يهبون لمساعدة غزة.. والأطفال بالصدارة
00:50 - 24 أكتوبر 2023رغم الظروف الاقتصادية القاسية التي يعيشها المجتمع الأردني، إلا أنه يتسابق في موقف إنساني لتقديم كل ما يملك لإغاثة أشقائه في قطاع غزة، وذلك لتخفيف ويلات الحرب القائمة في ظل الوضع الإنساني الصعب الذي يعيشه أبناء القطاع.
فمنذ بدء الأحداث في السابع من أكتوبر الجاري، بادرت الهيئة الخيرية الهاشمية بتوجيهات من العاهل الأردني الملك عبدالله الثاني بإرسال المساعدات الإنسانية والإغاثية بشكل عاجل إلى مطار العريش بالتعاون مع سلاح الجو الملكي وبالتنسيق مع جمهورية مصر العربية، وذلك بهدف إدخالها إلى القطاع عبر معبر رفح.
بث موحد
من جهتها، وحدت الإذاعات الأردنية بثها في يوم مفتوح الاثنين، لجمع التبرعات لإغاثة سكان قطاع غزة ضمن مجموعة حملات تقوم بها المؤسسات الأردنية بالتعاون مع الهيئة الخيرية الهاشمية.
تأتي هذه المبادرة بدعوة من مجموعة الراية الإعلامية "المملوكة للقوات المسلحة الأردنية" وبمشاركة 19 إذاعة محلية ناطقة باللغتين العربية والإنجليزية بهدف توحيد الجهود والوصول إلى أكبر نسبة من المستمعين، والمساهمة في دعم جهود الهيئة وجمع أكبر عدد من التبرعات، وفقا لمدير مجموعة الراية الإعلامية محمد مصلح.
وقال مصلح في حديث لموقع سكاي نيوز عربية:
* منذ بدء الأحداث تواصلنا مع الهيئة الخيرية الهاشمية وبدأنا في التنظيم لهذه الحملة، لاعتبار أنها جهة موثوقة لإيصال المساعدات للقطاع وعدم وضعها في أيد غير موثوقة.
* اشترك معنا في هذا البث الموحد 19 مؤسسة إعلامية، شارك فيها مذيعون وإعلاميون في استديوهات مجموعة الراية.
* المجموع التراكمي للتبرعات للهيئة وصلت لـ 17.6 مليون دولار أميركي.
* الإقبال على التبرعات غير مسبوق وهنالك مشاركة واسعة من مختلف الأعمار.
* المشاركة الواسعة للأطفال تثبت أن القضية الفلسطينية في وجدان جميع الأردنيين.
* الوضع الإنساني في قطاع غزة "سيء" ويحتاج لأكثر من حملة وقد نقوم بتكرارها في الأيام القادمة.
مواقف مؤثرة
من جهتها قالت المذيعة الأردنية رندة كرادشة لموقع سكاي نيوز عربية إن الأطفال تصدروا المشهد خلال الحملة بزخم تبرعاتهم، وإن بعض المواقف دفعتها للبكاء من شدة نبلها وإيثارها، حاثة الجميع على تقديم أي شيء مهما كان صغيرا لأنه يتراكم مع بعضه ليصبح عظيما.
* وأوضحت كرادشة أن من بين المتبرعين شخصا تبرع بكامل راتبه الذي يتحصل عليه من صندوق المعونة الوطنية والذي يقدم للأسر العفيفة التي تكون تحت خط الفقر.
* وأضافت، اتصلت طفلة تبرعت بمبلغ كانت تجمعه لشراء لعبة قائلة "غزة أولى من اللعبة، هم ما عندهم أكل ولا دوا كيف أنا يكون عندي قلب ألعب".
* ولفتت إلى أن العديد من الحالات التي كانت في الكواليس ولم يتم بثها بها من المواقف ما تدمع له العين وتثبت أن ثقافة المجتمع الأردني في العطاء والكرم ومقاسمة الفلسطينيين والعرب قضاياهم.
مبادرات شعبية
في ذات السياق يبدع الأردنيون "كل حسب قدرته" في ابتكار مبادرات لمساعدة المنكوبين في قطاع غزة، فيشاهد المتجول في شوارع العاصمة عمّان العديد من المحال التجارية التي أعلنت عن تبرعها بنسب من مبيعاتها لصالح إغاثة قطاع غزة، كما يشاهد مبادرات فردية بمشاريع تعود عائداتها بشكل كامل لصالح التبرعات.
فقد قام الأردني محمد الزعبي الذي يقيم في منطقة الرابية بجانب ساحة الكالوتي التي تشهد وقفات تضامنية بشكل يومي منذ اندلاع الأحداث ولغاية اليوم نظرا لقربها من السفارة الإسرائيلية، بوضع طاولة بيع أمام منزله "بسطة"، يبيع فيها وأولاده وأقاربه المشروبات الساخنة و"الساندويتش" وزجاجات الماء بهدف التبرع بعائدات هذه "البسطة" للمتضررين في قطاع غزة.
وقال الزعبي لموقع سكاي نيوز عربية إنه خرج بهذه الفكرة بعد أن قرر التبرع بمبلغ صغير ضمن قدرته لصالح أشقائه في القطاع، إلا أنه قرر استثمارها لصالحهم واستغلال أنه يملك مخبزا صغيرا في العاصمة عمّان وإشراك أبنائه وعائلته لترسيخ القضية الفلسطينية في قلوبهم من جهة، وخدمة المتضامنين في الوقفات من جهة أخرى.
وأشار الزعبي إلى أنه يقوم بتخصيص الجزء الخارجي من منزله لخدمة أفراد الأمن العام أو المتضامنين وذلك من خلال استخدام دورات المياه أو الاستراحة والصلاة.
توأمة الطفولة
ويشهد الشارع الأردني نوعا من أشكال التوأمة بين أطفال الأردن وأطفال قطاع غزة، حيث تقوم غالبية مدارسها بتنظيم وقفات تضامنية وفعاليات للأطفال يعبّرون من خلالها عن تضامنهم مع أطفال قطاع غزة وتلوين جداريات متضامنة معهم وتطالب بحمايتهم، الأمر الذي انعكس على مشاركتهم في حملات التبرعات وإيثارهم التبرع على شرائهم لعبة ربما انتظروها كثيرا.
إمكاناتها بسيطة وسوق صغير
من جهته قال وزير الاتصال الحكومي الناطق الرسمي باسم الحكومة، الدكتور مهند مبيضين خلال استضافته في البث الموحد، إن التبرعات التي يقدمها الأردنيون اليوم تأتي من دولة تعتبر إمكاناتها بسيطة، ولديها سوق يعتبر صغير الحجم، كما أن مواردها قليلة، مؤكدا أن "هذا الإنفاق والكرم في ظل حالة من العسر يعد أبلغ وأجمل أنواع الكرم".
وأكد أن الأردن الذي آوى وتحمّل واستقبل اللاجئين والنازحين، سيبقى على هذا الخلق الأردني الجميل وهذه الروح العربية بقيادة الملك عبدالله الثاني، وولى العهد الأمير الحسين بن عبدالله.