بعد قصف مطاري دمشق وحلب.. هل تتسع رقعة الحرب؟
19:31 - 12 أكتوبر 2023مع استمرار المواجهات والتصعيد على خلفية أحداث غزة المندلعة منذ السبت الماضي، والمناوشات على الحدود اللبنانية الإسرائيلية، تتصاعد المخاوف من توسع رقعة الحرب لتطال دولا أخرى في المنطقة، وعلى وجه الخصوص سوريا ولبنان.
اشتعال الجبهة السورية
وفي هذا السياق أتت الغارات الإسرائيلية على مطاري دمشق وحلب الدوليين في سوريا، الخميس، لتشير وفق مراقبين إلى أن الوضع قد يخرج عن السيطرة وأن الحرب قد تنتقل للجبهة السورية، وهو ما يهدد وفقهم بخلط الأوراق وتسعير صراع محلي وإقليمي ودولي كبير.
وأعلنت وزارة النقل السورية في وقت لاحق، تحويل الرحلات التي كانت مجدولة عبر مطاري دمشق وحلب، إلى مطار اللاذقية الدولي، شمال غربي البلاد.
وتشن إسرائيل منذ سنوات ضربات على ما تصفها بأهداف مرتبطة بإيران في سوريا، بما في ذلك مطارا حلب ودمشق.
وتقول مصادر إن الهدف من توجيه ضربات للمطارات هو تعطيل خطوط الإمداد الإيرانية لسوريا، وجاء الهجومان عشية زيارة وزير الخارجية الإيراني حسين أمير عبد اللهيان، للعاصمة دمشق .
يقول أستاذ العلاقات الدولية في الجامعة الأميركية رائد العزاوي، في حديث مع موقع سكاي نيوز عربية:
- الهجمات على مطاري دمشق وحلب هي ولا ريب رسالة واضحة من إسرائيل، إلى أنها لن تسمح بتدخل القوى "الموالية" لإيران في الصراع الدائر في غزة، على خلفية التحركات الأخيرة من قبل حزب الله ضد إسرائيل في جنوب لبنان.
- بمعنى أن أي محاولة للتدخل ستقود لعمليات عسكرية إسرائيلية واسعة ومدمرة في العمق السوري، وليس فقط في جنوب لبنان أو الجولان فقط، وهو ما أشارت له أيضا تسريبات قبل أيام قليلة.
- ليس من مصلحة سوريا التورط في هذا الصراع، في ظل ما تعانيه من مشكلات داخلية عميقة، وهي معنية بمعالجة أزماتها بدلا من دخول حرب واسعة مع إسرائيل، وهو برأيي توجه القيادة السورية كذلك التي لا تريد جرها لهكذا مواجهة، سيما وأن سوريا ضعيفة بالمقاييس العسكرية قياسا بإسرائيل.
- وهكذا فسعي الجهات الموالية لإيران في المنطقة العربية، لتوسيع رقعة الصراع ينعكس سلبا ليس على سوريا ولبنان فقط، بل على غزة نفسها، حيث حينها ستتحول الحرب لإقليمية ومن حق المجتمع الدولي حينها التدخل فيها، وهو ما سيعطي شرعية للتدخل الأميركي والغربي دعما لإسرائيل، وهو ما سيقود لاشتعال المنطقة على حساب تبديد فرص السلام والأمن والتنمية والشراكة.
- كما وأن حكومة نتنياهو تتحمل كذلك قسطا من ما آلت إليه الأمور، من خلال تشددها ورفضها لمبادرات عربية لاحلال السلام وحل الدولتين، وبما يتفق مع مقررات الشرعية الدولية.
- المنطقة تعيش على صفيح ساخن، ولا شك أن تورط سوريا ولبنان في هذه الحرب المؤلمة سينعكس تسعيرا لها، وهو ما يستدعي تضافر الجهود العربية والدولية لوقف هذه الحرب الخطيرة ومنع توسعها وضمان حماية السكان المدنيين.
بدوره يقول الباحث والمحلل السياسي بسام البني، في لقاء مع موقع سكاي نيوز عربية:
- رغم ضبط النفس الذي تمارسه سوريا، نجد أن إسرائيل ترفع وتيرة اعتداءاتها واستهدافها للأراضي السورية، وآخرها ضرب مطاري دمشق وحلب.
- سوريا لن تدخل في حرب مباشرة مع إسرائيل إلا في حال إندلاع حرب شاملة مع إيران وحزب الله، كما وأن دمشق من دون ضوء أخضر من روسيا ودعم منها، لا يمكنها أن تحارب لوحدها.
- ومواقف الكرملين والخارجية الروسيين، لا يوحيان بأن موسكو تريد أن يشتعل الشرق الأوسط، وتتسع المواجهة الجارية في غزة، لكن في النهاية تبقى كل الاحتمالات مفتوحة.
وكانت مصادر إسرائيلية قد كشفت بعيد اندلاع أحداث غزة، عن أن الحكومة الإسرائيلية هددت "حزب الله" بأنها ستضرب دمشق وستعرض الرئيس السوري للخطر، في حال دخوله النزاع الدائر في غزة.
ووفقا لصحيفة "يديعوت أحرونوت" الإسرائيلية، فإن إسرائيل وجهت تحذيرا لحزب الله اللبناني، عبر فرنسا، بأنه إذا ما دخل الحرب فإنها قد تقوم "بتوجه ضربات لدمشق مثل الضربات التي تتوجها للضاحية الجنوبية، وأن الرئيس السوري بشار الأسد ونظامه سيكون بخطر".