هل تحوّل حرب إسرائيل مع "حماس" دفة الدعم الغربي لأوكرانيا؟
05:29 - 12 أكتوبر 2023مع احتدام المواجهات على وقع أحداث غزة، ووسط توقعات بطول أمدها وفق مراقبين، تدور تساؤلات حول انعكاسات ما يحدث في منطقة الشرق الأوسط على الأزمة الأوكرانية، وسط مخاوف لدى كييف من تراجع الاهتمام الغربي بما يحصل في أوكرانيا، بفعل انشغال الولايات المتحدة والاتحاد الأوروبي بدعم إسرائيل بعد الهجوم الذي شنته حركة حماس، السبت الماضي.
دفعت هذه المخاوف الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي، للإعراب عن قلقه من أن تؤدي الحرب الدائرة بين إسرائيل وحماس إلى "حرف أنظار" العالم عن الأزمة الأوكرانية.
وأعرب زيلينسكي في مقابلة مع قناة "فرانس 2" عن تخوفه من "أن يتم حرف أنظار الاهتمام الدولي عن أوكرانيا"، مشددا على أنه "ستكون لذلك تداعيات".
وأضاف الرئيس الأوكراني: "لا أريد أن أجري مقارنة، في بلدنا هناك حرب مروعة تجري، في إسرائيل فقد العديد من الأشخاص أقاربهم، هاتان المأساتان مختلفتان لكنهما هائلتان".
وحول الشكوك بشأن استمرار الدعم العسكري الأميركي في ظل الخلافات بين الديمقراطيين والجمهوريين، أعرب زيلينسكي عن أمله في أن "يتواصل الدعم الكبير الذي تقدمه واشنطن".
أوروبا وأميركا وخيار الدعم لحربين
يرى مراقبون وخبراء أن الالتزام الأميركي التقليدي بدعم إسرائيل، سيترجم اهتماما أكبر بما يحدث فيها على حساب ما يحصل في أوكرانيا، وأن الغرب لا يمكنه في ظل الأزمات الاقتصادية والمالية التي خلفتها الحرب الروسية الأوكرانية، تحمل أعباء تمويل حربين كبيرتين في آن واحد.
واعتبر مراقبون أن الأولوية ستكون لصالح الوقوف مع إسرائيل، حيث أن التحالف معها والدفاع عنها يحظى بشبه اجماع في كبريات الدول الغربية، وفي مقدمها الولايات المتحدة، والتي فيما يختلف الحزبان الجمهوري والديمقراطي على دعم أوكرانيا، لكنهما يتفقان تماما على دعم إسرائيل.
وفي حديث لموقع "سكاي نيوز عربية"، قال الدبلوماسي السابق والخبير بالشؤون الدولية مسعود معلوف:
• لا شك أن مخاوف زيلنيسكي في محلها حول صعوبة استمرار الدعم الغربي لبلاده، وهو ما كان قد بدأت ملامحه تظهر حتى قبل أحداث غزة، فمثلا في الكونغرس الأميركي ثمة معارضة قوية وخاصة من نواب الحزب الجمهوري، لمنح المزيد من المساعدات لكييف.
• بعد ما حصل في إسرائيل فإن كلا الحزبين الديمقراطي والجمهوري متفقان على ضرورة توفير الدعم المطلق والمفتوح لإسرائيل، وهو ما سينعكس بشكل أو بآخر بطبيعة الحال على تقليص الدعم الأميركي والغربي لأوكرانيا.
• يعاني الغرب من أزمات اقتصادية كبرى تفاقمت على وقع الحرب الروسية الأوكرانية، وترتفع الأصوات الشعبية والسياسية في مختلف بلدانه لوقف الانغماس في إرسال الأسلحة والمساعدات والمنح المالية للأوكرانيين، ولهذا فموسكو تبدو مستفيدة من كل ما يحصل، وهو ما يصب في صالحها.
من جانبه، قال الباحث الخبير بالشؤون الأوروبية ماهر الحمداني، في حديث مع موقع "سكاي نيوز عربية":
• هذه التصريحات تعكس حقيقة أن أوكرانيا في وضع حرج مع اندلاع المواجهة في الشرق الأوسط، حيث أنه مع تعدد الجبهات واتساع رقعة الصراعات، يقل التركيز الغربي على أوكرانيا بمعنى أن الدول الغربية لن تكون قادرة على مدّ كييف بالأسلحة وتمويل حربها كما كانت تفعل في السابق.
• تتصاعد الضغوط الاقتصادية على الغرب، وهو ما يفسر تلكؤ الكونغرس في الموافقة على تقديم المزيد من الدعم المالي لأوكرانيا، على وقع الأزمات التي تعصف بالاقتصاد الأميركي والغربي عامة.
• بالمحصلة ثمة الآن قلق واسع في أوكرانيا، من أن الغرب قد يتركها في منتصف طريق الحرب في ظل تفجر الأوضاع في المنطقة، وهو قلق له ما يبرره.
دعم غربي كبير لإسرائيل
• أعلن الجيش الإسرائيلي وصول أول طائرة تحمل ذخيرة أميركية متطورة، إلى قاعدة نفاتيم الجوية.
• قالت وزارة الدفاع الأميركية إنها تنسق مع عمالقة شركات الدفاع الأميركيين لتسريع شحنات الأسلحة الإسرائيلية المعلقة.
• بحسب مسؤول أميركي: "نعمل بأسرع ما يمكن لتوفير ذخائر من مختلف الأنواع والمعدات التي تحتاجها تل أبيب".
• امتنع البنتاغون عن نشر تفاصيل محددة بشأن أنواع المساعدات الأمنية التي تقدمها الولايات المتحدة لإسرائيل.
• مسؤول الدفاع الأميركي أشار إلى أن واشنطن تجري اتصالات مع العاملين في صناعة الدفاع لتسريع الطلبيات الإسرائيلية المعلقة وتنظر في مخزونات الجيش الأميركي للمساعدة في سد الثغرات الإسرائيلية.
• بالتزامن مع ذلك، أمر وزير الدفاع لويد أوستن، مجموعة حاملة الطائرات الهجومية "يو إس إس جيرالد فورد"، بالإبحار إلى شرق البحر المتوسط لتكون جاهزة لمساعدة إسرائيل، مع دراسة نشر حاملة طائرات ثانية وهي "يو إس إس دوايت دي أيزنهاور".
• يرافق المجموعة القتالية ما يقرب من 5000 بحار وطائرات حربية وطرادات ومدمرات، في حين تم اتخاذ خطوات لتعزيز أسراب الطائرات المقاتلة التابعة للقوات الجوية الأميركية من طراز إف 16 و15 و35 وأي 10 في المنطقة.