أديبك 2023.. مناقشات لتشكيل مستقبل صناعة الطاقة
12:49 - 29 سبتمبر 2023ينتظر المختصون بصناعة الطاقة مناقشات عميقة وثرية، خلال معرض ومؤتمر "أديبك 2023" الذي تستضيفه أدنوك خلال الفترة من 2 إلى 5 أكتوبر المقبل، تحت شعار "إزالة الكربون أسرع معاً"، وهو المؤتمر الأكبر من نوعه بالقطاع.
يعزز المؤتمر المرتقب استعراض الفرص وتبادل الرؤى بين المختصين حول مستقبل صناعة الطاقة، ويطرح مجموعة من القضايا الأساسية، بمشاركة أكثر من 160 ألف مشارك من 160 دولة حول العالم (مع 40 وزيراً و120 قيادياً ومسؤولاً تنفيذياً بالقطاع)، يعملون معاً من أجل إزالة الكربون من قطاع الطاقة في الوقت الحاضر وعقد الشراكات لبناء نظام طاقة قادر على تلبية احتياجات المستقبل.
ينخرط المشاركون في تبادل وجهات النظر حول الاستراتيجيات والحلول المبتكرة المطلوبة من أجل التسريع بوتيرة خفض انبعاثات الكربون والانتقال في قطاع الطاقة، وفق ما ذكرته وكالة أنباء الإمارات.
ولقد "شكّل أديبك على مدى ما يقرب من أربعين عاماً منصة عالمية للدفع بالحوار العالمي حول قطاع الطاقة إلى الأمام. وفي عام 2023 الذي تهيمن فيه العلاقة ما بين الطاقة والمناخ على أجندات الحكومات، سيقوم أديبك مجدداً بجمع أبرز الشخصيات القيادية من القطاع الحكومي وقطاع الطاقة لمناقشة التحديات والفرص الناجمة عن الانتقال في قطاع الطاقة، بحسب ما ذكره رئيس شركة "دي إم جي إيفنتس"، الجهة المنظمة لـ"أديبك 2023"، كريستوفر هدسون.
وأضاف: "مع مشاركة أكثر من 40 وزيراً حكومياً، وكبار المسؤولين التنفيذيين في قطاع الطاقة، سيكون أديبك 2023 ملتقى بارزا لصناع السياسات، وقادة القطاع لتبادل الرؤى وإيجاد الحلول التي ستمكن العالم من إزالة الكربون بشكل أسرع، وابتكار نظام جديد للطاقة المستدامة بشكل أسرع".
جلسات حوارية
يستضيف "أديبك 2023" سلسلة من الجلسات الحوارية الوزارية، والتي ستتمحور حول المسائل الجيوسياسية، والاستدامة والاقتصاد المتعلقة بخفض انبعاثات الكربون ومستقبل الطاقة، ومن ضمنها:
- جلسة (ترشيد الطاقة والاعتبارات الجيوسياسية في النظام العالمي الجديد).
- جلسة (الشراكات العالمية: أجندة حاسمة لحل أزمة الطاقة).
- جلسة (الطريق إلى كوب 28: المناخ، الاستدامة، والانتقال المنصف).
وتحدث مختصون سيشاركون في المؤتمر لموقع "اقتصاد سكاي نيوز عربية"، مؤكدين ما ينطوي عليه ذلك المؤتمر من أهمية كبرى بخصوص، لا سيما في ضوء الفرص التي يعرضها والنقاشات الزاخرة المرتقبة حول القضايا الرئيسية.
حلقة وصل لتبادل المعرفة
الرئيس الإقليمي لمعهد احتجاز الكربون وتخزينه، محمد أبو زهرة، يقول في تصريحات خاصة لموقع "اقتصاد سكاي نيوز عربية" إن أديبك يكتسب أهمية قصوى؛ لأنه:
- يجمع قادة الطاقة العالميين في دولة تشتهر بموارد الطاقة وأهميتها الاستراتيجية.
- كما أنه بمثابة حلقة وصل لتبادل المعرفة وفرص الأعمال ومناقشات السياسات، وبما يسلط الضوء على دور دولة الإمارات العربية المتحدة كمركز عالمي وإقليمي للطاقة والاستدامة.
ويتحدث أبوزهرة، الذي تشارك مؤسسته في هذا الحدث المُهم، عن المخرجات المرتقبة من المؤتمر في هذا السياق، بالإشارة إلى أنه من خلال أسواق الطاقة المتطورة، يستعد أديبك لتحقيق نتائج مهمة، مثل الإعلان عن مشاريع جديدة، واستعراض التقدم التكنولوجي، وتبادل الرؤى المختلفة حول التعديلات التنظيمية. فهو يوفر منصة لأصحاب الاختصاص للتنقل في مشهد الطاقة المتغير، وتعزيز التعاون، وتشكيل مستقبل صناعة الطاقة.
ويلفت إلى أن منظمته Global CCS Institute تدعم أديبك من خلال المساهمة في البرنامج الفني، إذ "عملت كرئيس مشارك للموضوع الفني حول تحول الطاقة وإزالة الكربون. بالإضافة إلى ذلك، فإننا نشارك في عديد من الفعاليات الجانبية والطاولات المستديرة مع عديد من أصحاب المصلحة الصناعيين.. علاوة على ذلك، سنعقد اجتماعاً لأعضائنا في منطقة الشرق الأوسط وشمال إفريقيا إلى جانب أديبك في الثاني من أكتوبر في أبو ظبي".
وسيشهد "أديبك" تنظيم 10 مؤتمرات استراتيجية وتقنية، سيتم خلالها إلقاء الضوء على الكيفية التي يمكن من خلالها لقطاع الطاقة الاستجابة للتحديات المعقدة التي تواجه القطاع، ومن ضمنها:
- كيفية تخفيض انبعاثات الميثان بحلول العام 2030.
- الخفض التدريجي لانبعاثات الكربون لتحقيق الحياد المناخي بحلول عام 2050.
- ضمان أمن الطاقة واستمرار الاستثمار في مجال الطاقة النظيفة في جنوب العالم.
- التوسع في استخدام التكنولوجيا لكبح الانبعاثات، وتنويع مصادر الطاقة النظيفة لتحقيق الحياد المناخي.
استعراض الفرص
من جانبه، يشير المؤسس والمدير التنفيذي لشركة هاييج باريت للاستشارات والنظم المبتكرة، هيج أرماغانيان، إلى أن أديبك يمنح دولة الإمارات العربية المتحدة، الفرصة لعرض صناعة الطاقة لديها أمام العالم، مردفاً: "أنا متحمس بشكل خاص هذا العام لقدرة المؤتمر على توضيح رحلة الطاقة نحو مصادر الطاقة المتجددة وإزالة الكربون".
ويوضح في تصريحات خاصة لموقع "اقتصاد سكاي نيوز عربية"، أنه "لدى دولة الإمارات العربية المتحدة التزامٌ راسخٌ وطويلُ الأمد بمواجهة التحدي العالمي المتمثل في تغير المناخ.. ومن خلال المبادرات الرامية إلى الحد من انبعاثات الكربون، والاستثمار في الطاقة النظيفة والمتجددة، والتركيز على التقدم الإيجابي للمناخ والاقتصاد، قدمت دولة الإمارات العربية المتحدة مثالاً رائعاً لأمة متعاونة ومتقدمة نحو عالم أكثر اخضراراً".
ويضيف أرماغانيان: "نحن نركز على نجاح قادة الصناعة في الانتقال إلى التحول التدريجي للطاقة والاستجابة لمشهد الطاقة العالمي المتغير بسرعة..نتوقع جهداً متواصلاً من القادة والشركات بشأن المنتجات والخطط والاستراتيجيات التي يمكن أن تسهم في تحقيق الأهداف واسعة النطاق، بما يؤدي إلى تحول الطاقة العالمي، وتقليل الانبعاثات وتحديد مستقبل الطاقة".
وسيضم معرض "أديبك" على قائمة فعالياته هذا العام مؤتمرين استراتيجيين جديدين، وذلك استجابةً للنمو المتسارع للدور الذي يلعبه الهيدروجين في تحقيق الخطة العالمية لكبح الانبعاثات الكربونية:
- المؤتمر الاستراتيجي للهيدروجين يناقش الدور الذي يلعبه الهيدروجين في الاقتصاد العالمي، وأحدث الابتكارات التكنولوجية في هذا المجال، والاستراتيجيات القريبة والبعيدة المدى، والحراك المطلوب للدفع بالاقتصاد المستقبلي للهيدروجين.
- مؤتمر الحد من انبعاثات الكربون يشهد جلسات استراتيجية تركز على مناقشة الحاجة الملحة للسياسات المبتكرة؛ والاستثمارات الجديدة؛ والتطور التقني؛ ومصادر الطاقة الجديدة؛ وإزالة الكربون من الصناعات الثقيلة.
ومن الفعاليات الجديدة التي يقدمها المعرض لهذا العام أيضاً، فعالية "محادثات أديبك للطاقة"، التي ستضم 18 مقابلة هامة ومتعمقة، مع كبار المسؤولين التنفيذيين العالميين في القطاع، وقادة الحكومات، وخبراء القطاع.
ويقدم "أديبك" أيضاً مجموعة من الجلسات التي تم تنسيقها لمناقشة عدد من أهم تحديات المناخ والطاقة، حيث تستعرض هذه الجلسات وجهات النظر والخبرات المتفردة لمجموعة عالمية من الخبراء، سيعملون من خلالها على المساعدة في تشكيل التعاون الدولي، فيما يستعرضون الاستراتيجيات والابتكارات التكنولوجية الضرورية لتسريع الوصول لطاقة مستقبلية أكثر نظافة واستقراراً.
تسهيل مناقشات التحول الطاقي
وإلى ذلك، فإن المدير بشركة Octopus Digital للحلول القائمة على السحابة لإنترنت الأشياء الصناعي، عمير افتخار، يقول في تصريحات خاصة لموقع "اقتصاد سكاي نيوز عربية": يحمل مؤتمر أديبك الذي يعقد في دولة الإمارات أهمية كبيرة في صناعة الطاقة لعدة أسباب، من بينها ما يلي:
- تعد دولة الإمارات العربية المتحدة لاعباً محورياً في مشهد الطاقة العالمي، واستضافة مثل هذا الحدث المرموق في المنطقة يؤكد التزامها بالنهوض بقطاع الطاقة.
- يوفر هذا المؤتمر منصة لقادة الصناعة والخبراء وأصحاب المصلحة للالتقاء وتبادل الأفكار ومعالجة القضايا الأكثر إلحاحاً التي تواجه سوق الطاقة اليوم.
ويضيف: "بالنظر إلى التطورات الملحوظة في أسواق الطاقة، نتوقع عديداً من النتائج الرئيسية من هذا المؤتمر.. فمن المرجح أن يسهل المناقشات حول الانتقال إلى مصادر طاقة أنظف وأكثر استدامة، حيث تكتسب جهود إزالة الكربون زخماً في جميع أنحاء العالم.. علاوة على ذلك، يمكن أن يكون بمثابة حافز للتعاون والابتكار، وتعزيز تطوير تقنيات وحلول جديدة لتلبية متطلبات الطاقة المتطورة".
تغيير جذري
وكانت رئيسة معرض ومؤتمر أبوظبي الدولي للبترول "أديبك 2023" والمدير التنفيذي لشركة أدنوك البحرية، المهندسة طيبة الهاشمي، قد ذكرت أنه:
- من المتوقع أن يزداد التعداد السكاني العالمي بواقع نصف مليار شخص بحلول عام 2030، مما سيعزز الحاجة إلى الطاقة عاماً بعد عام.
- "في الوقت نفسه، يتطلب التحدي العالمي المتمثل في التغير المناخي إيجاد حلول عاجلة لإحداث تغيير جذري يسهم في القضاء على الانبعاثات".
- "كل حكومة وكل قطاع وكل مؤسسة وكل فرد قادر على لعب دور هام لتسريع وتيرة إزالة الكربون، وتأسيس مستقبل أفضل للطاقة بشكل أسرع، وفي الوقت نفسه، حماية استقرار إمدادات الطاقة وضمان إشراك الجميع".
- "إن إزالة الكربون أسرع معاً ليس مجرد شعار يرفعه أديبك 2023، بل هو دعوة لحشد قطاع الطاقة للعمل معاً لإحداث تغيير جذري يشمل إزالة الكربون من القطاع وتهيئته لمواكبة متطلبات المستقبل".
- "نحن نسعى إلى تسريع عجلة الابتكار وتطبيق الإجراءات الملموسة اللازمة لتمكين العالم من الوصول إلى مستقبل منخفض الكربون يشهد معدلات نمو أكبر".