كيف تستغل "مقتنياتك القديمة" لجني المال؟
20:01 - 16 سبتمبر 2023الأزمات الاقتصادية والتطورات الجيوسياسية والأوضاع غير المستقرة التي يعيشها العالم، بالإضافة إلى ارتفاع الضغوطات التضخمية وانخفاض قيمة العملة في عديد من البلدان، عوامل جعلت كثيراً من المواطنين بالكاد يوفرون الحد الأدنى من متطلباتهم الأساسية.
وبالتالي، يفكر الناس في استغلال كل ما لديهم من أدوات لتقليص النفقات، وكذلك لجني المال، من بينها الاتجاه لسوق "المستعمل" بيعاً أو شراءً.
وفي هذا السياق، فإن "قمامة شخص ما هي كنز لشخص آخر، كما يقولون، لذلك يمكنك كسب مبلغ كبير من المال عن طريق بيع العناصر غير المرغوب فيها التي تملأ الخزائن وأعلى خزانات الملابس".
يمكن بيع العملات المعدنية والألعاب القديمة والألعاب والتكنولوجيا القديمة والكتب والمجلات، وقد تكون قيمة بعض العناصر أكثر بكثير مما تعتقد.
بحسب تقرير نشرته صحيفة "الغارديان" البريطانية، فإنه يمكن جني الأموال من بيع تلك المقتنيات، وأفاد التقرير بأنه:
- ليس من الضروري أن يكون عمر الألعاب 50 أو 100 عام حتى تستحق المال.. "من المفيد التحقق من مجموعتك ومعرفة ما إذا كان لديك أي ألعاب ذات قيمة أو تحتوي على أحجار كريمة"، مستدلاً بعديد من الألعاب القديمة.
- من بين المهملات التي يُمكن إعادة بيعها وجني المال، العملات القديمة، ويقول التقرير في هذا السياق: "ابحث عن العملات المعدنية ذات التصميمات التذكارية (..)".
- كما يمكن أن تكون المجوهرات المقلدة مصدر دخل كبير إذا كانت القطعة مناسبة (..).
- العناصر التي يجب البحث عنها أيضاً تشمل ساعات اليد وتلك المتعلقة بالأحداث أو اللحظات أو الأشخاص الرئيسيين في التاريخ.
- ويضيف التقرير إلى تلك المقتنيات الملابس والأقراص المضغوطة القديمة.
تشجيع ثقافة "المستعمل"
في سياق متصل، يلفت الخبير الاقتصادي، الدكتور مصطفى بدرة، لموقع "اقتصاد سكاي نيوز عربية"، إلى دور منظمات المجتمع المدني لتلبية احتياجات فئات اجتماعية معينة في المجتمع، عن طريق جمع المقتنيات القديمة وإعادة بيعها، وبما يسهم في تحسين قدرة المجتمع الاقتصادية ككل، وكذلك ضرورة وجود توعية مجتمعية واقتصادية بـ "ثقافة المستعمل" وكذلك "كيفية الاقتصاد في السلع".
ويوضح الخبير الاقتصادي أن هناك طريقين لجمع المقتنيات القديمة الموجودة في المنازل وبيعها، سواء عن طريق إعادة البيع عبر الإنترنت، هو القطاع الأسرع نمواً في سوق السلع المستعملة في الولايات المتحدة على سبيل المثال، أو من خلال تقديم المقتنيات المستعملة لإحدى المنؤسسات المعنية مباشرة.
ويؤكد بدرة على أن المجتمع المدني له دور كبير في تشجيع "سوق المستعمل"؛ لتحسين القدرة الشرائية للمواطنين، في ظل الظروف الاقتصادية التي يشهدها العالم، حيث يمكن شراء السلع التي يحتاجها الفرد بأسعار قليلة.
منصات بيع وشراء المستعمل
وبالعودة لتقرير "الغارديان" البريطانية، فإنه ينصح بضرورة البحث عن المنصة المناسبة لبيع المقتيات غير المرغوب فيها والتي تملأ عديداً من البيوت حول العالم، ومن خلالها يمكن كسب المال: "بمجرد حصولك على مجموعة مختارة من العناصر المراد بيعها، قم بإجراء بحث لمعرفة مكان إدراجها للحصول على أفضل سعر وابدأ بالتحقق من العناصر المماثلة التي تم بيعها على كل منصة".
وطبقاً للتقرير، فإنه كلما كانت حالة العنصر أفضل، كلما زاد احتمال كسب المال. وينصح في هذا السياق بالتحقق من جودة العنصر الخاص بك وإدراجه بدقة على أية منصة تختارها. كما ينصح بألا تدرج السجل على أنه في حالة جيدة إذا كان به خدش، على سبيل المثال.
كما يمكنك زيارة أحد الخبراء لإعطائك التحقق من الأصالة وتقديم التقييم. سيكلف هذا أموالاً، وبالتالي سيؤثر على أرباحك، لكن التحقق من الأصالة يمكن أن يساعدك على البيع بشكل أسرع وبسعر أعلى، لذلك يعد اتخاذ القرار على أساس كل حالة على حدة بمثابة إجراء متوازن بالنسبة لك.
أثر الأزمات الاقتصادية
وفي السياق ذاته، يذكر الخبير الاقتصادي، الدكتور السيد خضر، أن الأزمات الاقتصادية العالمية المختلفة أدت إلى تحول القوى الشرائية لعديد من المستهلكين إلى "السلع المستعملة"، كما أدى ارتفاع أسعار غالبية السلع والمنتجات إلى لجوء البعض إلى البحث عن البديل الأرخص لمواجهة الأزمة الاقتصادية، واللجوء إلى سوق المستعمل في كل المنتجات، وكذلك اللجوء إلى بيع المقتنيات المستعملة القديمة للاستفادة منها.
ويتابع خضر: في ظل التطورات التي يشهدها العالم ومع ارتفاع معدلات التضخم، فإن ذلك يدفع بدورهإلى انتعاش سوق المستعمل عالمياً، وسوف نشهد خلال الفترة المقبلة انتشاراً لثقافة السلع المستعملة عالمياً.
ويشار هنا على سبيل المثال، إلى تقديرات منصة إعادة البيع عبر الإنترنت ThredUp التي تقول إنه من المتوقع أن تتضاعف سوق الملابس المستعملة عالمياً تقريباً بحلول العام 2027، لتصل إلى 350 مليار دولار، حيث تقوم الشركات بتكييف المزيد من نماذج الأعمال الدائرية، وأصبح المستهلكون أكثر وعياً بالبيئة.
الملابس المستعملة
ومن المتوقع أن تنمو سوق الملابس المستعملة عالمياً ثلاث مرات أسرع في المتوسط من سوق الملابس العالمية بشكل عام. وقد شهدت السلع المستعملة نمواً قوياً في العام 2022 بنسبة 28 بالمئة، لتصل إلى 177 مليار دولار.
وبحلول العام 2024، من المتوقع أن يتكون 10 بالمئة من سوق الملابس العالمي من الملابس المستعملة. بينما من المتوقع أن تصل تلك السوق في الولايات المتحدة إلى 70 مليار دولار بحلول العام 2027. ويشير التقرير إلى أن إعادة البيع في الولايات المتحدة ستشهد نمواً متسارعاً في 2023، بنسبة 26 بالمئة، ويستمر الزخم حتى العام 2024 بمعدل نمو 33 بالمئة.
إعادة البيع
ويعد إعادة البيع عبر الإنترنت هو القطاع الأسرع نمواً في سوق السلع المستعملة في الولايات المتحدة، ومن المتوقع أن تصل إعادة البيع عبر الإنترنت إلى 38 مليار دولار بحلول العام 2027، بمعدل نمو أسرع مرتين من المنتجات المستعملة بشكل عام.
وبينما يُعتبر الإقبال على السلع المستخدمة ضمن البدائل التي يلجأ إليها البعض في ظل تراجع القدرة الشرائية ومع ترتيب أولويات الإنفاق بالنسبة للأسر، فإن تقرير ThredUp المشار إليه نبّه إلى تأثير آخر لنمو هذا القطاع، وهو تأثير مرتبط بالناحية البيئية.
يشرح التقرير كيف يقلل شراء الملابس المستعملة من التأثير البيئي لشراء الأزياء، وأن ارتداء الملابس المستعملة بدلاً من الملابس الجديدة يقلل من انبعاثات الكربون بمعدل 25 بالمئة، لا سيما أن إعادة البيع لديها أيضاً القدرة على خفض إنتاج الملابس الجديدة. ويميل كثير من الشباب إلى هذا الاتجاه في الآونة الأخيرة.