الزلزال المدمر.. لهذه الأسباب آثار المغرب في خطر
17:22 - 09 سبتمبر 2023تتضاعف مآسي الزلازل حين تضرب مدنا تضم تراثا قديما ونادرا، كما حدث في الساعات الأخيرة في مدينة مراكش؛ ما يعد جرس إنذار لبقية الدول لتتخذ احتياطاتها لتأمين مواقعها الأثرية من الزلازل المفاجئة.
والزلزال الذي وقع مساء الجمعة، بقوة 7 درجات على مقياس ريختر، مركزه في إقليم الحوز جنوب غربي مدينة مراكش التاريخية التي تحوي بعض أشهر آثار البلاد وأقدمها، ومنها مسجد الكتبية والمدينة القديمة.
دمار في المدينة التاريخية
عقب الزلزال، الأشد منذ قرن، أظهرت صور تم نشرها عبر الإنترنت أشخاصً يركضون ويصرخون قرب مسجد الكتبية في مدينة مراكش، أحد أشهر معالم المدينة العمرانية.
يعود البناء الأول لمسجد الكتبية إلى المهندس الأندلسي يعيش المالقي، بتكليف من الخليفة الموحدي عبد المومن بن علي الكومي عام 1147 ميلادية.
ذكرت وسائل إعلام مغربية أن المسجد تعرض لأضرار، لكن لم يتضح حجمها على الفور، وتُعرف مئذنته التي يبلغ ارتفاعها 69 مترا (226 قدما) باسم "سقف مراكش".
إضافة لتضرر المسجد، نشر مغاربة مقاطع مصورة تظهر تضرر أجزاء من الأسوار الحمراء الشهيرة التي تحيط بالمدينة القديمة في مراكش، المدرجة على لائحة اليونسكو للتراث العالمي.
صعوبة الإنقاذ السريع
أستاذ الجيولوجيا والموارد المائية بجامعة القاهرة، عباس شراقي، يوضح لموقع "سكاي نيوز عربية" ما وراء التأثر السريع لهذه المواقع الأثرية بالزلزال:
- المغرب ليس من الدول الواقعة على حزام الزلازل؛ وبالتالي المباني فيه ليست مصممة لمقاومة هذا النوع من الزلازل العنيفة.
- معظم الآثار في منطقة الزلزال تعود للعصر الإسلامي، وعمرها قرون.
- توجد صعوبة في الوصول السريع لفرق الإنقاذ إلى هذه الآثار؛ لأنها تقع في حارات ضيقة، يوجد بها المهن التراثية، ومنها ما يوجد في أعالي الجبال، وبعض الطرق المؤدية إليها مدمرة نتيجة التشقق أو يوجد صخور وأشجار عليها.
- هذه المناطق بدائية ومبانيها ضعيفة للغاية، تتأثر بسهولة بزلزال قوي تخطى 7 درجات على مقياس ريختر؛ ولذا، فرغم وجود صيانة دورية لها، إلا أنها لا تحول دون بتأثرها بالزلازل.
- يجب تقديم مساعدات للمغرب من الدول المجاورة لها والدول التي لديها أدوات أكثر تقدما للتعامل مع مخلفات الزلازل.
تحركات سريعة
تنشط الحكومة المغربية لتسهيل بعض الصعوبات المذكورة أعلاه، فيما يتعلق بالوصول السريع للمناطق الأثرية المتضررة.
وفي هذا صرح عبد الرحيم يت داود، رئيس بلدة طلعت نعقوب في إقليم الحوز، بأن السلطات تعمل على تطهير الطرق للسماح بمرور سيارات الإسعاف والمساعدات للسكان المتضررين.
لكنه قال إن المسافات الكبيرة بين القرى الجبلية تعني أن الأمر سيستغرق وقتا لمعرفة مدى الضرر، وفق "أسوشيتد برس".
كما نشرت القوات المسلحة المغربية على حسابها بموقع "إكس"(تويتر سابقا) أنها دفعت بآليات لها إلى الحوز.
وكتبت القوات المغربية أنها "تستنفر قدراتها اللوجستية للمشاركة بعمليات الانقاذ جراء الزلزال المدمر بالحوز".
وقتل 1037 شخصا وأصيب 1204 بجروح في الزلزال القوي الذي ضرب المغرب متسببا بأضرار جسيمة، على ما أظهرت حصيلة جديدة صادرة عن وزارة الداخلية.
وجاء في بيان للوزارة السبت: "إلى حدود الساعة السابعة صباحا، سجلت 632 وفاة و329 إصابة، من بينها 51 إصابة خطيرة"، وذلك إضافة إلى انهيار عدة بنايات.