لإنهاء "الدولرة" الصين تغازل الذهب.. ما القصة؟
11:54 - 08 سبتمبر 2023مدد البنك المركزي الصيني موجة شراءه من الذهب للشهر العاشر على التوالي، حيث يسعى ثاني أكبر اقتصاد في العالم إلى الابتعاد عن اعتماده على احتياطيات الدولار.
ارتفعت مخزونات بنك الشعب الصيني (البنك المركزي في الصين) من المعدن الثمين بمقدار 29 طنًا في أغسطس إلى 2165 طنًا، بحسب "بلومبرغ".
وبذلك يكون قد تم إضافة حوالي 217 طنا خلال الأشهر العشرة الماضية.
ويأتي اكتناز الذهب في الصين وسط سعي البلاد لتقويض هيمنة الدولار على التجارة العالمية وتدفقات الاستثمار، فضلا عن مكانته كعملة احتياطية في العالم.
في غضون ذلك، خفضت الصين، حيازاتها من سندات الخزانة الأميركية إلى أدنى مستوى لها منذ 14 عامًا في يونيو (أدنى مستوى منذ 2009).
والصين قلصت حيازاتها من 938.8 مليار دولار في يونيو 2022 إلى 835.4 مليار دولار في يونيو 2023؛ وهو انخفاض بنحو 103.4 مليار دولار في 12 شهر.
ومن المؤكد أن الصين ليست الدولة الوحيدة التي تعمل على زيادة حيازاتها من الذهب. إذ يتوقع تقرير صادر عن مجلس الذهب العالمي في شهر مايو، أن 62 بالمئة من البنوك المركزية حول العالم سيشكل المعدن الأصفر الحصة الأكبر من احتياطياتها في السنوات الخمس المقبلة.
وقد كثفت الصين والعديد من الدول الأخرى جهودها للحد من اعتمادها على العملة الأميركية في التجارة الدولية والاستثمارات في السنوات الأخيرة ــ وخاصة مع قيام الولايات المتحدة باستغلال التفوق العالمي للدولار بالقيام بفرض عقوبات اقتصادية ومالية على دول بما في ذلك روسيا وإيران.
وكتب سكايلر مونتغمري من شركة GlobalData TS Lombard في مذكرة الشهر الماضي: "إن وضع احتياطي الدولار هو امتياز يمنح الولايات المتحدة نفوذًا سياسيًا واقتصاديًا وسوقيًا كبيرًا".
وأضاف: "إن استخدام الدولار كسلاح هو جزء من السبب وراء تنافس روسيا والصين ودول البريكس الأخرى على بديل للدولار".
لكن ومما لا شك فيه أن نجاح ما يسمى بحركة إزالة الدولرة لم يثبت حتى الآن ــ حيث بلغت حصة العملة الأميركية في المدفوعات العالمية ارتفاعاً غير مسبوق.
فقد ارتفعت مدفوعات سويفت التي تشمل الدولار الأميركي إلى نسبة غير مسبوقة بلغت 46 بالمئة في يوليو، وفقًا لبلومبرغ.
في الوقت نفسه، تستكشف دول البريكس أيضًا خيار إنشاء عملة مشتركة لتحدي الدولار. ومع ذلك، تهكم بعض خبراء الاقتصاد من جهود إلغاء الدولرة ــ حيث وصف الخبير الاقتصادي (جيم أونيل الرئيس السابق لإدارة الأصول في غولدمان ساكس) والذي أعطى كتلة البريكس اسمها لأول مرة الخطة بأنها "سخيفة".