حدودهما المشتركة ألف كيلومتر.. كيف ترى الجزائر أحداث النيجر؟
19:30 - 29 يوليو 2023تجمع الجزائر والنيجر حدود يبلغ طولها نحو ألف كيلومتر، ليس هذا فحسب فهناك مصالح اقتصادية وأمنية مشتركة للبلدين، مما يجعل أي تغيير في السلطة بالنيجر، خاصة بشكل غير دستوري كما حدث في انقلاب الأربعاء، يثير قلق الجزائر.
الموقف الرسمي الجزائري
- قالت وازرة الخارجية في الجزائر إنها تتابع بقلق بالغ تطورات الأوضاع في جمهورية النيجر.
- أكدت أن الجزائر تدين بشدة محاولة الانقلاب، وشدد على تمسكها بالمبادئ الأساسية التي توجه العمل الجماعي للدول الإفريقية داخل الاتحاد الإفريقي، بما في ذلك على وجه الخصوص الرفص القاطع للتغييرات غير الدستورية للحكومات.
- لفتت إلى أن المنطقة تواجه أزمات متعددة الأبعاد ذات حدة غير مسبوقة.
الأمن والغاز
- في أبريل الماضي، وقعت الجزائر والنيجر اتفاقا أمنيا لتسيير دوريات مشتركة على الحدود، وذلك لمواجهة التهديدات الأمنية التي تشمل الإرهاب والجريمة المنظمة والهجرة غير النظامية.
- أتى الاتفاق مع تنامي أنشطة المنظمات الإرهابية في المنطقة.
- في يوليو 2022، وقعت الجزائر والنيجر ونيجيريا اتفاقا لمد خط غاز عابر للصحراء، يمثل أيضا مدخلا لأوروبا، لتنويع مصادر الطاقة بعيدا عن روسيا.
- تبلغ تكلفة المشروع الذي يبلغ طوله 4 آلاف كيلومتر، نحو 13 مليار دولار، ويتوقع أن ينقل نحو 30 مليار متر مكعب من الغاز إلى أوروبا سنويا.
- يبدو أن الانقلاب الذي وقع الأربعاء في النيجر، يهدد هذه المصالح، أو يعرقلها على الأقل.
هواجس الجزائر
يقول أستاذ العلاقات الدولية زهير بوعمامة في مقابلة مع "سكاي نيوز عربية"، إن موقف الجزائر "كان طبيعيا ومنتظرا، وذلك تطبيقا لالتزامها بميثاق الاتحاد الإفريقي، خاصة قرار عدم الاعتراف بكل سلطة تأتي بطريقة غير دستورية"، لافتا إلى أن "هذا القرار اتخذ في قمة الاتحاد بالجزائر عام 1999".
وأضاف بوعمامة أن "لدى الجزائر هواجس ومخاوف من أن تؤدي عملية الانقلاب في النيجر إلى نشر الاضطرابات فيها، علما أنها كانت، برغم مشاكلها، حلقة مستقرة إلى حد ما في منطقة الساحل التي تشهد اضطرابات ولا تعرف الاستقرار".
وأوضح أن "هناك خشية من أن الأمور في النيجر قد تنزلق إلى مستوى الاضطرابات، مما قد ينطوي على تداعيات أمنية مثل تصاعد العمل الإرهابي في جوار النيجر، وتحديدا مالي وبوركينا فاسو".
كما أن "مسألة تدفق المهاجرين غير النظاميين تثير قلق الجزائر"، وفق بوعمامة، فـ"أي اضطرابات في النيجر قد تكون بابا لموجات جديدة من المهاجرين، علما أن هناك أعدادا من المهاجرين غير النظاميين تأتي إلى الجزائر من النيجر حتى قبل وقوع الانقلاب".
و"الجزائر لا تريد أن ترى نفسها في وضع يسمح بتدفق مهاجرين غير نظاميين على أراضيها" وفق المتحدث نفسه، و"هواجسها تمتد أيضا إلى وجود عملية شد وجذب بين أطراف دولية لديها حساباتها التي لا تراعي مصالح النيجريين أو مصالح دول المنطقة".
المشروع الضخم
ومن جهة أخرى، لفت بوعمامة إلى أن طريق الجزائر نحو العمق الإفريقي يمر بالجارة الجنوبية، النيجر، و"هناك مصالح اقتصادية كبيرة بين الطرفين تتمثل في اتفاق شركة (سوناطراك) الجزائرية وحكومة النيجر للتنقيب عن البترول شمالي الأخيرة".
وأشار إلى "المشروع الضخم الذي تراهن الجزائر وكل دول المنطقة عليه، وهو أنبوب الغاز العابر للصحراء، ويمتد من نيجيريا مرورا بالنيجر وصولا إلى الجزائر، ومن موانئ الأخيرة إلى أوروبا".
وأكد أن "الجزائر في موقفها المبدئي تدخل حسابات مصالحها في الاعتبار"، مؤكدا أن "من يأتي إلى السلطة في النيجر لديه أيضا حسابات، ولا يمكن أن يتصور أن يذهب قادة الانقلاب نحو خيارات تسقط هذه المصالح الكبرى مع دول جارة هي الجزائر".
أما في مكافحة الإرهاب، فلدى الجزائر مقاربة بعد فشل عملية برخان الفرنسية، مفادها أن دول المنطقة هي التي يجب عليها أن تتولى أمر أمنها بنفسها.