الاتحاد الأوروبي يحاول تعزيز علاقاته مع أميركا اللاتينية
16:04 - 17 يوليو 2023يجتمع زعماء دول الاتحاد الأوروبي مع نظرائهم من أميركا اللاتينية ومنطقة البحر الكاريبي ليومين في بروكسل لمحاولة تعزيز علاقاتهم رغم الخلافات بينهم على خلفية الحرب في أوكرانيا خصوصا.
وأعلنت رئيسة المفوضية الأوروبية أورسولا فون دير لايين صباح الاثنين لدى استقبال الرئيس البرازيلي لويس إيناسيو لولا دا سيلفا "أرحب بعودة البرازيل كلاعب رئيسي على الساحة الدولية". وأضافت "نحن بحاجة لأصدقائنا المقربين إلى جانبنا في هذه الأوقات المضطربة".
وهذه ثالث قمة بين الاتحاد الأوروبي ومجموعة دول أميركا اللاتينية ومنطقة البحر الكاريبي (سيلاك).
ويعود تاريخ آخر قمة إلى العام 2015، ويحاول كلا الجانبين تعويض الوقت الضائع لكن التقارب لا يخلو من الصعوبات. وظهرت خلافات منذ بدء المفاوضات المتعلقة بإصدار إعلان مشترك، ولا سيما بسبب رغبة الأوروبيين في ذكر الحرب التي بدأتها روسيا في أوكرانيا.
ويسعى الاتحاد الأوروبي إلى حشد أكبر قدر ممكن من الدعم الدولي ضد موسكو، لكن الدول الـ33 في مجموعة أميركا اللاتينية والكاريبي ليس لديها موقف مشترك حيال هذه القضية ولا تريد أن يهيمن هذا الموضوع على المناقشات.
وقالت الرئاسة الفرنسية إن "هدفنا (...) هو أن تدعم كل دول المنطقة أوكرانيا وتقدم الدعم للحكومة الأوكرانية على الأقل في تصريحاتها، للإشارة إلى انتهاكات للقانون الدولي تُواجهها البلاد".
ورفضت البرازيل إمداد أوكرانيا بالأسلحة أو فرض عقوبات على روسيا. وأثار الرئيس البرازيلي لويس إيناسيو لولا دا سيلفا جدلا من خلال حديثه مرارا عن مسؤولية مشتركة في اندلاع النزاع، رغم إدانته الحرب في أوكرانيا. كذلك، فإن ثمة بلدانا مثل كوبا وفنزويلا تبقى حليفة لموسكو.
وفي بيان مقتضب صباح الاثنين، لم يأت الرئيس البرازيلي على ذكر أوكرانيا، وركز خطابه على قضية المناخ.
تعد مكافحة استثمار غابات الأمازون أحد الأهداف الرئيسية لحكومته خلافا لسياسة سلفه جايير بولسونارو. ويريد وضع حد لعمليات قطع أشجار الغابات غير القانونية بحلول العام 2030.
وطلبت بعض بلدان مجموعة سيلاك أن يذكر الإعلان الختامي مسألة التعويضات المتعلقة بتجارة الرقيق.
والجمعة قالت وزيرة الخارجية المكسيكية أليسيا بارسينا التي ستمثل بلادها في بروكسل بدلا من الرئيس اليساري أندريس مانويل لوبيز أوبرادور، إن القمة "لن تكون سهلة". وذكرت خصوصا قرارا أصدره في الآونة الأخيرة البرلمان الأوروبي ويدين فيه وضع حقوق الإنسان في كوبا.
كذلك، فأن علاقات الاتحاد الأوروبي متوترة خصوصا مع نظام رئيس نيكاراغوا دانييل أورتيغا منذ قمع تظاهرات في العام 2018، وكذلك مع فنزويلا منذ إعادة انتخاب نيكولاس مادورو رئيسا إثر انتخابات أثارت الجدل.
الليثيوم
في الشق التجاري، سيجري خلال القمة البحث في مسألة اتفاقية التجارة الحرة مع ميركوسور (البرازيل والأرجنتين وأوروغواي وباراغواي)، حتى لو لم يكن هناك اختراق متوقع في هذه المناسبة.
وتم التوصل إلى هذه الاتفاقية عام 2019 بعد أكثر من 20 عاما من المفاوضات المعقدة، لكن لم يتم التصديق عليها خصوصا بسبب مخاوف أوروبية متعلقة بالسياسات البيئية لجايير بولسونارو.
وتأمل إسبانيا التي تتولى الرئاسة الدورية للاتحاد الأوروبي في المصادقة عليه بحلول نهاية العام.
وقبل هذه القمة أجرت المسؤولة الألمانية جولة في المنطقة في منتصف يونيو شملت البرازيل والأرجنتين وتشيلي والمكسيك، حيث أعلنت تعزيز الاستثمارات الأوروبية من خلال استراتيجية "البوابة العالمية" الهادفة إلى مواجهة تأثير برنامج "طرق الحرير الجديدة" الصيني.
كذلك، أعلنت فون دير لايين توقيع مذكرة تفاهم مع الأرجنتين بشأن المواد الأولية الأساسية، ولا سيما الليثيوم الضروري لتصنيع بطاريات السيارات الكهربائية. وهو معدن أساسي لاستراتيجية الاتحاد الأوروبي للحد من انبعاثات الكربون. ويسعى الاتحاد إلى حظر بيع السيارات الجديدة بمحركات الاحتراق اعتبارا من عام 2035.
والأرجنتين واحدة من المنتجين العالميين الرئيسيين لهذه المادة وتشكل مع بوليفيا وتشيلي "مثلث الليثيوم" مع ما يقرب من 56 بالمئة من الاحتياطيات العالمية. كذلك، من المقرر توقيع مذكرة تفاهم الثلاثاء مع تشيلي بحضور الرئيس غابرييل بوريتش.
من جهتها أعلنت بوليفيا في نهاية يونيو أن الصين وروسيا ستستثمران 1,4 مليار دولار لفتح منجمين لليثيوم في البلاد.
وتوازيا مع هذا الاجتماع الذي يضم نحو ستين رئيس دولة وحكومة، تُعقَد قمة الشعب في بروكسل يومي الثلاثاء والأربعاء بمشاركة زهاء مئة حركة وحزب وجمعية يسارية من كلا جانبي المحيط الأطلسي.