"إلـ نينيو" الحارة تنشط.. وهذه خريطة الدول الأسرع تضرُّرًا
11:42 - 06 يوليو 2023وسط توقّعات بأن تكون الفترة بين عامي 2023-2027 الأكثر سخونة على الأرض؛ نتيجة زيادة النشاط البشري لتأثيرات ظاهرة "إل نينيو"، يبدو العالم متكاسلا أمام الأخطار المناخية والصحية والاقتصادية التي تتربّص به إن لم يهب للحد مِن عواقب الظاهرة.
يعتبر خبير بيئي في تعليقه لموقع "سكاي نيوز عربية"، أن تحذير الأمم المتحدة الأخير بشأن "إلـ نينيو" جاء متأخّرا، مطالبا بتسريع وتيرة التحوّل للطاقة النظفية للحد من الانبعاثات الحرارية.
دقّت المنظمة العالمية للأرصاد الجوية التابعة للأمم المتحدة ناقوس الخطر، مع دخول ظاهرة "إل نينيو" المناخية حيِّز النشاط، ودعت، الثلاثاء، الحكومات إلى استباق عواقبها التي بدأت لتوّها، والمرتبطة بارتفاع درجات الحرارة من أجل "إنقاذ الأرواح وسُبل العيش".
لماذا يزيد غاز الميثان في الجو؟
ما هي "إل نينيو"؟
⦁ "إل نينيو"، وكذلك "إل نينيا" ظاهرتان مناخيتان طبيعيتان في المحيط الهادي، يمكن أن تؤثرا بشكل كبير على الطقس وحرائق الغابات والأنظمة البيئية والاقتصاد.
⦁ تسبب "إل نينيو" ارتفاع درجة حرارة سطح المحيط وهطول أمطار غزيرة في مناطق، وجفاف في أخرى حول العالم، في حين تخفض الظاهرة الأخرى الحرارة، وتسبب الرياح الشديدة مع هطول الأمطار.
⦁ تستمر كل ظاهرة ما بين 9 أشهر وعدة سنوات، وتحدث كل سنتين إلى 7 سنوات، وغالبا ما تأتي "إل نينيا" بعد عام أو عامين من "إل نينيو" وفق المنظمة العالمية للأرصاد الجوية.
⦁ وعادة ما يصبح تأثير ارتفاع درجات الحرارة واضحا بعد عام من تطور الظاهرة، وبالتالي مرجح أن يكون ملموسا أكثر في 2024.
⦁ في مايو، حذرت منظمة الأرصاد الجوية من أن الفترة بين عامي 2023-2027 ستكون الأكثر سخونة على الأرض، في ظل التأثير المشترك لظاهرة "إل نينيو" والاحتباس الحراري.
دعوة متأخِّرة
الخبير البيئي، أيمن قدوري، عضو الاتحاد الدولي لحماية الطبيعة، يصف لموقع "سكاي نيوز عربية" الدعوة الأممية بـ"المتأخِّرة".
يستند في ذلك إلى:
⦁ "إل نينيو" دخلت حيّز النشاط منذ بداية يوليو الحالي، والفترة الحيادية كانت منذ مارس الماضي، والفترة الحيادية هي المحصورة بين هبوط نشاط "إل نينيا" وصعود نشاط "إل نينيو".
⦁ في هذه الفترة يتغير الحمل الحراري في المحيط الهادئ، ويتغير اتجاه تيارات المياه الدافئة.
⦁ مقدار الاحترار المرافق للظاهرة قليل مقارنة بالاحترار الناتج عن الانبعاثات الغازات الدفيئة بشرية المصدر، لكن معدلات الانبعاثات رفعت الاحترار بمقدار تجاوز 1.5 درجة مئوية.
⦁ الآن، الاحترار قارب، حسب المنظمة العالمية للأرصاد الجوية، الوصول إلى 2 درجة مئوية، ومتوقع أن يصل إلى 2.3 درجة مئوية بحلول عام 2025.
ما الذي يجب فعله؟
في مواجهة هذا التغير السريع، يُذكِّر قدوري بأن ما بقي أمام البشر لمواجهة عواقب الظاهرة:
⦁ الحد من الانبعاثات الغازية؛ فـ"إل نينيو" ظاهرة طبيعية، لكن أثرها يزداد بازدياد معدلات الاحترار العالمي بشري المصدر، وبتقليل الأثر البشري على المناخ تعود لطبيعتها.
⦁ هذا يتطلَّب الإسراع في التحول نحو الطاقة النظيفة، وترك الوقود الأحفوري بصورة تدريجية، والعودة لمقررات قمة باريس للمناخ، مع تشريعات دولية للحد من تجاوز هذه المقررات، خصوصا في الدول الصناعية الكبرى.
ما أبرز المناطق المتضررة؟
هو الخط الساحلي للأميركيتين، الولايات المتحدة وكندا والتشيلي والمكسيك، حسب الخبير البيئي، موضحا أن هذه المناطق ستتعرض لموجات حر قاسية، تعقبها أمطار غزيرة تصل لتكوين فيضانات عملاقة.
الجانب المتضرر الآخر هو شرق وجنوب شرق آسيا وأستراليا، المتوقع أن تتعرض لموجات جفاف قاسية، مع تذبذب مطري.
تجاوز الأرقام القياسية
مدير وكالة الأمم المتحدة للأرصاد الجوية والمناخ، بيتيري تالاس، حذر أيضًا في بيان من أن وصول "إل نينيو" سيزيد بشكل كبير احتمال تجاوز الأرقام القياسية لدرجات الحرارة في أجزاء واسعة من العالم والمحيطات.
لهذا، شدد على توفير أنظمة الإنذار المبكر لاستباق الظواهر المتطرِّفة المرتبطة بهذه الظاهرة "لإنقاذ الأرواح وسبل العيش".