6 أولويات رئيسية.. ماذا تناقش قمة الناتو في "فيلنيوس"؟
18:39 - 05 يوليو 2023على قدم وساق، يكثف حلف شمال الأطلسي استعداداته لقمته السنوية المقرر عقدها في العاصمة الليتوانية فيلنيوس يومي 11 و12 يوليو الجاري، وسط تعزيزات أمنية للبلد الواقع على حدود روسيا وبيلاروسيا، حيث يُنتظر نشر الآلاف من قوات الناتو والقوات المحلية لضمان أمن القمة.
وتأتي القمة في وقت حرج بالنسبة لحلف شمال الأطلسي والأمن الأوروبي مع دخول الحرب في أوكرانيا منعطفا جديدا، وسط هجوم كييف المضاد، وفي أعقاب تمرد مجموعة فاغنر.
وتأتي القمة أيضا بعد عام من قمة مدريد التاريخية، حين اتفق حلفاء الناتو على مفهوم استراتيجي جديد، والذي وصف روسيا بأنها تهديد مباشر، ووضع استراتيجية جديدة للدفاع الأمامي لردع موسكو.
أجندة المناقشات
وفق الموقع الرسمي للناتو، فإن قادة الحلف سيناقشون في القمة مواجهة التحديات الأكثر إلحاحا، مثل زيادة تعزيز الردع، ومساندة أوكرانيا في خضم الحرب مع روسيا.
وقال الناتو إن حلفاءه يواجهون حاليا "أخطر بيئة أمنية لا يمكن التنبؤ بها منذ الحرب الباردة، ويأمل في حماية مليار مواطن وكل شبر من أراضي الحلفاء".
وتتضمن القضايا الرئيسية للمناقشات:
- الردع والدفاع: منذ ضم روسيا لشبه جزيرة القرم من أوكرانيا في عام 2014، نفذ الناتو أكبر عملية تعزيز للدفاع الجماعي، وفي الوقت الراهن يسعى الحلف لزيادة ردعه ودفاعه، بما في ذلك من خلال خطط دفاعية إقليمية جديدة ونموذج قوة جديد مع وضع المزيد من القوات في حالة استعداد أعلى.
- دعم أوكرانيا: تناقش القمة موقف عضوية أوكرانيا بالناتو، إذ قال الموقع الرسمي للحلف أن باب الناتو لا يزال مفتوحا وأن أوكرانيا وحلفاء الناتو هم من يقررون العضوية، إضافة لتقديم المزيد من الدعم والمساعدات مما يساعد كييف على استعادة أراضيها.
- زيادة الاستثمار في الدفاع: يعمل حلفاء الناتو على زيادة الإنفاق الدفاعي والاستثمار في القدرات الرئيسية، ففي نهاية 2022، استثمرت دول أوروبا وكندا أكثر من 350 مليار دولار إضافية منذ أن وافق قادة الناتو على تعهد الاستثمار الدفاعي، وفي فيلنيوس، سيقرر الحلفاء تعهدا جديدا بالاستثمار الدفاعي لإنفاق ما لا يقل عن 2 بالمئة من ناتجهم المحلي الإجمالي على دفاعهم سنويا.
- الشراكات والعضويات: تنعقد قمة فيلنيوس بحضور فنلندا للمرة الأولى منذ انضمامها رسميا في وقت سابق هذا العام، إضافة إلى موقف عضوية السويد المتعثرة بسبب موقف تركيا وهنغاريا، في حين يرى الناتو أن ستوكهولم باتت بالفعل أكثر اندماجا في كل جانب من جوانب عمل الناتو، وستنضم بمجرد تصديق جميع الحلفاء على بروتوكول الانضمام.
- تحديات أمنية أوسع: يقول الناتو إنه يواجه تحديات ليس فقط تهديدات عسكرية تقليدية، ولكن أيضا من مصادر أوسع مثل الإرهاب وتغير المناخ والتقنيات التكنولوجية الجديدة، ويعمل وحلفاؤه معا لمواجهة هذه التحديات بما في ذلك من خلال تبني خطة عمل تغير المناخ والأمن، والتعاون مع الاتحاد الأوروبي لحماية البنية التحتية، وإطلاق صندوق جديد لتسريع الابتكار والاستثمار لتطوير التقنيات الناشئة والحفاظ على التفوق التكنولوجي للحلف.
- المادة الـ 5: تشهد القمة التأكيد على الالتزام بأن الهجوم على حليف واحد هو هجوم على الجميع، بموجب المادة 5 للدفاع الجماعي لميثاق الحلف.
استراتيجية الدفاع
من جانبه، قال مدير الاستراتيجيات والتسليح بالمعهد الدولي للدراسات الاستراتيجية ومقره لندن، والمسؤول السابق في حلف شمال الأطلسي، وليام ألبيركي، في تصريحات خاصة لموقع "سكاي نيوز عربية"، إن الناتو سيضع على رأس أولوياته خلال قمته المقبلة، مناقشة تحول مفهوم الدفاع من مجرد "أداة وقت الحاجة"، حيث يخسرون المعارك المبكرة ويضطرون إلى استعادة كل شيء لاحقا، إلى مفهوم "كل شبر طوال الوقت" حيث يمكن للناتو هزيمة روسيا على حدودها.
وبشأن موقف عضوية السويد وأوكرانيا، أوضح "ألبيركي" أن:
- أعتقد أن تركيا تتمسك بمزيد من التنازلات من الأميركيين ولكن سيتم التوفيق معها قريبا للموافقة على عضوية السويد.
- أما فيما يخص طلب أوكرانيا، فلا تزال هناك بعض العقبات، إذ لا يفهم بعض الحلفاء بشكل أساسي، أن الطريق الوحيد نحو السلام يأتي من عضوية أوكرانيا في الناتو، ولا يوجد ضمان آخر سيجعلهم آمنين.
تعزيزات أمنية
- قال مسؤول أمن ليتواني إن قوة يبلغ قوامها 12 ألفا، سوف تكون مسؤولة عن الأمن خلال الاجتماعات رفيعة المستوى.
- العاصمة الليتوانية تتوقع حضور 48 وفدا أجنبيا يبلغ عدد أفرادها 2400 تقريبا، بما في ذلك 40 رئيس دولة وما يصل إلى 150 سياسيا آخر رفيع المستوى الذين هم بحاجة للحماية.
- يعمل الجيش الإسباني على نقل نظام دفاع جوي متمركز في لاتفيا إلى ليتوانيا المجاورة للمساعدة في حماية قمة الناتو.
- تنقل وزارة الدفاع الألمانية، منظومة الدفاع الجوي "باتريوت" من سلوفاكيا، إلى ليتوانيا، من أجل تأمين قمة الناتو.