حرق المصحف وعضوية الناتو.. ماذا ستفعل تركيا مع السويد؟
16:27 - 01 يوليو 2023أثارت واقعة سماح السويد لمتظاهر بحرق المصحف انتقادات دولية، في الوقت الذي توقع به مراقبون أن تلقي الأزمة بظلالها على طلب ستوكهولم للانضمام إلى حلف شمال الأطلسي (ناتو)، الذي يصطدم بمعارضة تركية حتى الآن.
وقال الرئيس التركي رجب طيب أردوغان، إن سماح السويد للمتظاهر بإحراق صفحات من نسخة من المصحف، بمثابة "إهانة المسلمين وليست حرية فكر"، مضيفا: "سنبدي رد فعل بأقوى طريقة ممكنة حتى تتم محاربة التنظيمات الإرهابية وأعداء الإسلام بحزم"، بحسب وكالة أنباء "الأناضول" الرسمية في تركيا.
وتأتي تصريحات أردوغان قبل أسبوع من لقاء مقرر بين وزيري الخارجية السويدي والتركي في بروكسل، لمناقشة انضمام السويد للناتو، ما قد يعقد موافقة أنقرة التي تأخرت طويلا على طلب ستوكهولم.
في يناير الماضي، علقت تركيا المحادثات مع السويد بشأن طلبها لحلف الناتو، بعد أن أحرق ناشط نسخة من القرآن خارج السفارة التركية في ستوكهولم.
ويضغط حلف الناتو وكذلك الحكومات الغربية على تركيا، لمنح السويد الضوء الأخضر قبل القمة السنوية للحلف في ليتوانيا يومي 11 و12 يوليو المقبل، في خضم مواجهة روسيا.
وقال محللون إن أنقرة وجهت انتقادات حادة للسويد في أعقاب واقعة حرق نسخة من المصحف، مما قد يشير إلى تعثر موافقتها على طلب عضويتها بالناتو، إلا أنها ستوافق في نهاية المطاف على أن تصبح الدولة رقم 32 بالحلف، بعدما سبق أن وافقت على الطلب الفنلندي.
محطات بين تركيا والسويد
- في 2022، وقعت السويد وفنلندا اتفاقا مع تركيا بهدف معالجة أوجه الاعتراض على عضويتهما في الحلف.
- تركيا أكدت أن فنلندا والسويد "ستحظران نشاطات التجنيد وجمع الأموال للمسلحين الأكراد، وكذلك حظر الدعاية الإرهابية ضد تركيا، وتعهدتا بإظهار التضامن والدعم مع أنقرة في الحرب ضد الإرهاب بكل أشكاله، وقبلتا بعدم فرض قيود على الصناعات الدفاعية".
- في ديسمبر الماضي، عبرت تركيا عن "خيبة أملها" من قرار محكمة سويدية عليا بوقف طلب تسليم صحفي من أنصار رجل الدين فتح الله غولن، الذي تحمله تركيا المسؤولية عن محاولة انقلاب في 2016.
- جاءت واقعة حرق المصحف أواخر يناير الماضي أمام سفارة تركيا لتفاقم الأزمة بين الجانبين، قبل أن تتكرر في عيد الأضحى.
- الرئيس التركي اشترط على السويد تسليم 130 مطلوبا إلى أنقرة، حتى تصادق على عضويتها في الحلف العسكري.
- أردوغان الذي فاز بولاية جديدة تنتهي في 2028 بانتخابات الشهر الماضي، قال إن "المسؤولين السويديين يتحملون المسؤولية الكاملة عن الواقعة".
الأزمة تتصاعد
تعليقا على هذه الأحداث، أعرب مدير برنامج الأبحاث التركية بمعهد واشنطن للسياسات سونر جاغابتاي، عن اعتقاده أن "فرص تصديق تركيا على عضوية السويد قبل قمة فيلنيوس تقترب من الصفر"، وقال:
- "ربما تراكم بعض الزخم الإيجابي خلال الفترة الماضية، لكن واقعة حرق القرآن أطاحت بالكثير من ذلك".
- "كانت هناك الكثير من الضغوط المتزايدة على تركيا، خاصة على وزير الخارجية الجديد هاكان فيدان من واشنطن، لكنه يمكن الآن أن يقول: (آسف، لا يمكن الآن بينما تمارس هذه الحوادث المسيئة للأتراك والإسلام)".
- "الطريق طويل حقا بالنسبة للسويد، لذلك أعتقد أننا سنرى نوعا من صفقة كبرى".
لكن مدير الاستراتيجيات والتسليح بالمعهد الدولي للدراسات الاستراتيجية ومقره لندن، والمسؤول السابق في حلف شمال الأطلسي، وليام ألبيركي، قال في تصريحات لموقع "سكاي نيوز عربية":
- "السويد ستنضم للناتو عاجلا أم آجلا، على الرغم من كون واقعة حرق نسخة من المصحف ستثير غضبا تركيا لبعض الوقت، وربما تتأخر موافقتها على الطلب السويدي".
- "ستوكهولم لبّت الكثير من المطالب التركية خلال الفترة الماضية، بما في ذلك إقرار قانون جديد لمكافحة الإرهاب ودخوله حيز التنفيذ الشهر الجاري، والذي يحد من حرية تكوين الجمعيات عندما يتعلق الأمر بالجمعيات التي تشارك أو تدعم الإرهاب".
ووفق تقارير غربية، فإن ذلك التعديل يسهّل محاكمة أعضاء حزب العمال الكردستاني، الذي أدرجته أنقرة ومعظم حلفائها الغربيين على قوائمهم السوداء.
مطالب جديدة
من جانبه، حدد المحلل السياسي التركي جواد غوك في حديث لموقع "سكاي نيوز عربية"، موقف تركيا الراهن بشأن السويد في عدد من النقاط، قائلا:
- "واقعة حرق المصحف أثارت الرأي العام التركي وزادت الانتقادات من الحكومة التركية، التي تعتزم تقديم مقترح للاتحاد الأوروبي بأن انتهاك حرمة المقدسات الإسلامية ليس من حرية الفكر والتعبير".
- "هناك تشجيع من المواطنين للحكومة التركية بالامتناع عن قبول طلب السويد، وبالفعل الحكومة مصرة على موقفها حتى الآن".
- "الكل يرفض حاليا، سواء المعارضة أو الحكومة، انضمام السويد لحلف شمال الأطلسي، والواقعة كانت أمرا سلبيا مفاجئا بعد تصريحات مهادنة تجاه الطلب السويدي".
- "تركيا تطالب حاليا بالاعتذار، ثم تمرير قانون جديد يحظر تلك الأفعال مجددا. وبالتأكيد فالحزب الحاكم يحظى بشعبية كبيرة في التعامل مع قضية السويد".