شركات سعودية تشتري أرصدة كربون في أكبر مزاد بالعالم
09:37 - 15 يونيو 2023اشترت شركات سعودية أكثر من 2.2 مليون طن من أرصدة الكربون، الأربعاء، بعدما استضافت العاصمة الكينية ما وصفه منظمو الحدث بأنها أكبر عملية بيع من نوعها في العالم.
ومن المتوقع أن ينمو حجم الطلب على تعويضات الكربون، وهي تعويضات تنتج من خلال مشروعات مثل التشجير أو استخدام وقود طهي نظيف، في ظل سعي الشركات إلى استخدام الأرصدة لمساعدتها على تحقيق أهداف الانبعاثات الصفري.
وقالت شركة سوق الكربون الطوعي الإقليمية المنظمة للمزاد إن نحو 16 شركة سعودية من بينها أرامكو والشركة السعودية للكهرباء دفعت 23.50 ريال سعودي (6.27 دولار) لكل طن متري من أرصدة الكربون.
وصندوق الاستثمارات العامة السعودي ومجموعة تداول السعودية هما مؤسسا شركة سوق الكربون الطوعي الإقليمية.
وقالت الشركة إن الأرصدة التي بيعت في المزاد معتمدة وتنتج عن مشاريع تتجنب الانبعاثات باستخدام تقنيات مستدامة أو إزالة الكربون من الغلاف الجوي.
وقالت ريهام الجيزي الرئيسة التنفيذية لشركة سوق الكربون الطوعي الإقليمية لوكالة رويترز إن الخطوط السعودية كانت من بين المشاركين، إذ إن اعتماد الأرصدة يشمل تعويض انبعاثات الخطوط الجوية.
وقالت الشركة التي نظمت أول مزاد لها في الرياض في أكتوبر لبيع 1.4 مليون طن من أرصدة الكربون إن الاختيار وقع على كينيا لإبراز الحاجة إلى الاستثمارات في مشروعات المناخ.
وعلى الرغم من أن كينيا تصدر انبعاثات ضئيلة، إذ تسهم بأقل من واحد بالمئة في الانبعاثات العالمية السنوية، فقد تضررت بشدة جراء تغير المناخ في الأعوام الماضية بحدوث حالات جفاف مدمرة تسببت في القضاء على المحاصيل وتدمير الحياة البرية ونفوق الحيوانات.
وقالت الجيزي "نحن هنا لتنفيذ ما نقول".
هل خطة المليار شجرة تمتص أطنانا من الكربون؟
وتنظر الشركات إلى سوق الكربون الطوعي على أنها جزء مهم لمساعدتها على تحقيق أهدافها البيئية، إذ تسمح السوق للشركات بالاستثمار في المشاريع التي لا تولد الانبعاثات المسببة للاحتباس الحراري.
وفي ظل استهداف شركات كثيرة تحقيق صافي الانبعاثات الصفري بحلول 2050، من المقرر أن ينمو حجم الطلب على التعويضات على الرغم من فقد بعض الشركات اهتمامها بتحقيق ذلك بسبب مخاوف إزاء جودة بعض المشروعات، مما أدى إلى إطلاق دعوات من جانب المناصرين للمناخ والعاملين بالصناعة ومشترين محتملين آخرين لوضع قواعد أكثر صرامة.
وقال استشاريون في شركة ماكنزي إن السوق العالمية السنوية لأرصدة الكربون الطوعي، التي كانت قيمتها نحو ملياري دولار في 2021 بحسب منظمة إيكوسيستمز ماركت بليس غير الربحية، ربما تبلغ 50 مليار دولار بحلول 2030.
وتعلل منتقدو أسواق الكربون في السابق بمخاوف مثل ضعف الشفافية وقلة المعروض من الأرصدة وتساؤلات تتعلق بجودة المشروعات.
ورفضت الجيزي هذه الانتقادات وقالت إن شركة سوق الكربون الطوعي الإقليمية تعمل مع فريقين منفصلين مستقلين من الخبراء في تقييم المشروعات التي تسهم بأرصدة للبيع.
وقالت الجيزي "إن وجدنا أي شيء ينذر بالخطر، نستثني هذا فورا من المزاد".
وقالت شركة سوق الكربون الطوعي الإقليمية إن نحو 70 بالمئة من الأرصدة في مزاد الأربعاء متولدة من مشروعات في أفريقيا.
وأضافت الشركة "يشمل هذا مشروعات توريد مواقد طهي نظيفة ومُحسنة في كينيا ورواندا، ومشاريع للطاقة المتجددة في مصر وجنوب أفريقيا".