وزير دنماركي: طاقة الرياح البحرية ستصبح أرخص من الفحم
14:02 - 26 مايو 2023يبدو أن الوقت ينفد، والوصول للنتائج المطلوبة مهمة ليست بالسهلة.. هذا فحوى الرسائل التي تصدر بين الحين والآخر حول جهود مكافحة التغير المناخي.
فقد قررت شركة الطاقة الأميركية "إكسون موبيل"، الخروج عن صمتها وتحذير العالم من أن الوصول للحياد المناخي بحلول 2050 أمر مستبعد للغاية، نظرا لأن مثل هذا السيناريو سيتسبب بانخفاض معايير المعيشة، وهو أمر قد لا يكون مقبولا لدى الناس.
بالتوازي مع ذلك، دقت المنظمة العالمية للأرصاد الجوية ناقوس الخطر في تقريرها الأخير بعد أن كشفت عن أن ارتفاع درجة حرارة الأرض في طريقه لتجاوز عتبة 1.5 درجة مئوية خلال السنوات الخمس المقبلة.
هذا الارتفاع وإن كان مؤقتا وفقا للمنظمة إلا أنه يعني تجاوز نقطة في غاية الأهمية في الجهود الدولية. اتفاق باريس للمناخ نص على ابقاء ارتفاع درجات الحرارة في هذا القرن دون درجتين مئويتين ومحاولة الوصول بهذا الرقم إلى 1.5 درجة المئوية.
تخطي هذه العتبة الخطيرة يستدعي تسريع الجهود العالمية لخفض الانبعاثات والتي ينبغي أن تهبط بنحو 43 بالمئة بحلول عام 2030 إذا ما أراد العالم تجنب هذا السيناريو الخطير.
ولكي يحدث ذلك ينبغي على العالم تسريع الجهود وتحديدا في مجال التمويل، التقديرات تشير إلى أن العالم بحاجة لزيادة التمويلات والاستثمارات المرتبطة بالمناخ بنحو 2.8 تريليون دولار خلال العقد الحالي.
في حين أن العالم لا يزال يواجه فجوة في التمويل المناخي أي نقص في الاستثمار بما يقارب 1.5 تريليون دولار سنويا وفقا لتقديرات بنك "غولدمان ساكس".
صحيح أن المهمة ليست سهلة على الإطلاق لكنها ليست مستحيلة كذلك، فتحقيق هذا الهدف لا يزال ممكنا ولكن بشرط توحيد مختلف الجهود على مستوى العالم وهو ما يعول عليه في مؤتمر الأطراف كوب28
من جانبه، أكد وزير التعاون الإنمائي وسياسة المناخ العالمية الدنماركي، دان يورغنسن، أنه ما زالت هناك فرصة، لكن بشرط.. يتعين على دول هذا الكوكب جميعها أن تقوم بمزيد من العمل، لا سيما الدول الأكثر تسببا للانبعاثات.
وأضاف، في حوار خلال برنامج "عالم الطاقة" على شاشة "سكاي نيوز عربية"، أن العالم بحاجة لتخفيض الانبعاثات بأكثر 40 بالمئة بحلول 2030، وبالتالي فإن المسألة فعلا ملحة.
وحول السيناريوهات الأكثر واقعية، للوصول إلى صفر انبعاثات المطلوبة.. قال الوزير "نحن بحاجة إلى استخدام مزيج من أدوات مختلفة من أجل تحقيق أهدافنا وأحدها هو الفعالية في الطاقة، ومن الممكن توفير الكثير من الطاقة بفعالية وبطريقة عقلانية في ما يخص استعمال الطاقة".
الشمس تدفع فاتورتك
واستطرد قائلا: "نحن بحاجة لاستعمال الكثير من الطاقات المتجددة فبدلا من الوقود الأحفوري علينا أن نستعمل الرياح والشمس وأنواعا أخرى من الطاقات المتجددة إذا فعلنا تلك الأمور فهذا سيقربنا من الهدف الذي نريد تحقيقه".
كما لفت إلى أن التقدم يمكن أن يكون أسرع باستعمال التكنولوجيا الموجودة لدينا، على سبيل المثال طاقة الرياح والشمس والتي تتنافس أسعارها مع الوقود الأحفوري.
وقال: "مثلا في حالة الرياح البحرية ستكون أرخص من محطات توليد الكهرباء باستخدام الفحم نحن في وضع الآن بحيث أن الشيء العقلاني بالنسبة لمعظم الدول هو البحث عن الاستثمار في الطاقات المتجددة بدلا من الأحفوري"
وشدد على ضرورة تحفيز تمويل القطاع الخاص للمشاركة في جهود التخفيف من تداعيات التغير المناخي.
كما أوضح وزير التعاون الإنمائي وسياسة المناخ العالمية الدنماركي، دان يورغنسن، أن هناك ضرورة ماسة لمساعدة الدول النامية بجمع الاستثمارات من أجل إجراءات التكيف المناخي والتخيف من تداعياته، مضيفا أن إصلاح البنك الدولي ضروري لتوسيع نطاق أعماله في المستقبل وأيضا المساعدة في حشد مزيد من التمويل في القطاع الخاص.
كما أعرب الوزير الدنماركي مجددا عن أهمية COP28 المقرر عقده في الإمارات، حيث قال إنه أول مؤتمر للأطراف منذ مؤتمر باريس الذي شهد التوصل لاتفاقية باريس للمناخ، سيتم فيه تقييم مدى تقدمنا ومدى قربنا من هدفنا وما نحتاج لفعله لإصلاح الوضع.
"نحن بحاجة إلى جمع أموال أكثر لمساعدة أكثر الدول هشاشة وفقرا للتكيف التغير المناخي إذن هناك الكثير من الأشياء التي نحتاج لمناقشتها وأيضا نأمل أن نخرج بنتائج جيدة وطموحة من مؤتمر الأطراف"، بحسب تعبير وزير التعاون الإنمائي وسياسة المناخ العالمية الدنماركي، دان يورغنسن.
وبحسب وزير التعاون الإنمائي وسياسة المناخ العالمية الدنماركي، دان يورغنسن، فإن أهم الأولويات التي يجب التحرك لتنفيذها بأسرع وقت هي:
- نحتاج إلى خارطة طريق واضحة بشأن كمية الانبعاث التي نود تخفيضها من الآن إلى 2030 الكمية التي نريد تخفيضها وكيف نفعل ذلك.
- نحتاج إلى تمويل أكثر، العالم الغني بحاجة إلى جمع مئة مليار دولار سنويا وكان ينبغي فعل ذلك من 2020 إلى 2025 ولم يفعلوا ذلك لحد الساعة.. هذا الأمر ينبغي إصلاحه.
- نحتاج إلى التركيز على التكيف المناخي وأن يكون هذا هدفا دوليا وأيضا بالنسبة للتمويل.