الطفلة جوري.. آثار ضربها تفطر قلوب السوريين والفاعل والداها
18:02 - 25 مايو 2023هزت مشاهد الكدمات والكسور وتورم العينين جراء الضرب العنيف الذي تعرضت له الطفلة السورية جوري البالغة 5 أعوام، سوريا، ليس فقط بفعل ضراوة ما تعرضت له من عنف وإيذاء جسدي ونفسي بدت آثاره واضحة، لكن أيضا لأن كل هذا الكم الرهيب من العنف قد مورس بحقها على يدي والديها.
الداخلية السورية تتحرك
وأصدرت وزارة الداخلية السورية بيانا حول الحادثة، جاء فيه: "ادعى إلى قسم شرطة المدينة الغربي في محافظة طرطوس المدعو (محمد . أ) بإقدام زوج ابنته المدعو (علاء . أ) وابنته (منار . أ) على ضرب حفيدته الطفلة (جوري) وعمرها خمس سنوات ضربا مبرحا وتم إسعافها إلى مشفى الباسل بطرطوس".
البيان تابع: "على الفور توجهت دورية إلى المشفى حيث تبين إصابة الطفلة برضوض في الوجه ومختلف أنحاء الجسم ومن خلال المتابعة تم إلقاء القبض على والدي الطفلة في منزلهما بحي الرمل في مدينة طرطوس".
وأضاف: "وبالتحقيق معهما اعترفا بإقدامهما على تعنيف وضرب ابنتهما بشكل متكرر بسبب قيامها بتصرفات وسلوك غير جيد من وجهة نظرهما، وبحجة تربيتها كونها نشأت خلال السنوات الماضية بمنزل جدها وجدتها".
ليست أول مرة
وفي التفاصيل التي كشفها كل من خال الطفلة المعنفة وجدتها من جهة الأم التي ربتها طيلة السنوات الخمس، وفق وسائل الإعلام المحلية، فإن هذه ليست المرة الأولى التي يعتدي والدا الطفلة عليها بالضرب المبرح، مطالبين الجهات القضائية بإنصاف جوري ومعاقبة الوالدين على ما اقترفا بحقها من عنف كاد أن يتسبب في مفارقتها الحياة.
وقد تمحورت التعليقات الغاضبة والمصدومة من هول ما تعرضت له الطفلة، بالمطالبة بمحاسبة والديها بما يتناسب مع فظاعة جرمهما، ومنعهما من حق حضانة الطفلة مرة أخرى.
سلوكيات الطفل المعنف
فيما ذهب معلقون للقول إنه بات من الضروري إجراء فحوصات للصحة النفسية قبل الزواج وليس فقط الاكتفاء بالفحص الطبي العام، حيث أن من يرتكب هكذا جريمة بحق طفلته، هو مريض نفسي ومختل عقلي بلا شك، مشيدين بإقدام الجد والد الأم على تقديم الشكوى بحق ابنته وزوجها.
من جهته، قال الطبيب والاستشاري النفسي حسام الضرير، في حديث مع موقع "سكاي نيوز عربية":
- لا شك أن من يقوم بهكذا فعل ضد طفلة بلا حول ولا قوة، يعاني ولا ريب من كتلة من العقد والاضطرابات النفسية المزمنة، ولهذا فهو قد يرتكب هذا الفعل الشنيع حتى بحق ابنته كما في هذه الحال المؤسفة.
- الغريب أكثر هو عذر الوالدين الأقبح من ذنبهما في تبريرهما لجريمة التعنيف، التي ارتكباها بحق طفلتهما المغلوبة على أمرها، بالقول إنهما يسعيان لتأديبها، كونها ترعرعت في بيت جدها من طرف الأم.
- هكذا وبغض النظر عن ما قد يكتنف مثل هذه القصة المؤلمة من تفاصيل وحيثيات، ومن خلافات بين والدي الطفلة الضحية وذوي والدتها، لكن الاعتداء الوحشي هذا على الطفلة يكشف أن الوالدين غير جديرين بتحمل مسؤولية هذه الطفلة ورعايتها، وأنهما وفق سلوكهما السادي والشاذ، قد يتسببان حتى بقتل الطفلة ولو دون قصد، إذا ما تركت بين يديهما مرة ثانية، مع ضرورة إخضاعهما لفحص طبي نفسي.