عبير عزيم.. فتاة مغربية تحرز لقب أصغر كاتبة في العالم العربي
23:48 - 18 مايو 2023شقت طريقها في عالم الكتابة، لتنتزع لقب أصغر كاتبة في العالم العربي. عبير عزيم، التي أطفأت شمعتها الرابعة عشرة في مايو الجاري، بلغت بكلماتها عقول وقلوب الصغار والكبار، وذاع صيتها بين الأدباء في العالم العربي، لتحظى بتكريم تلو الآخر.
بزغت الطفلة المغربية في سماء الأدب، بعد إصدارها لمجموعة من المؤلفات التي لقيت إشادة واسعة من طرف أساتذة وأدباء مغاربة.
المبدعة الصغيرة، أصدرت مؤخراً ثاني مجموعاتها القصصية، بعنوان "شمس بحجم الكف"، بعد مجموعة أولى نشرتها وهي في الثانية عشرة من عمرها، اختارت لها اسم "درع الوطن" ونشرها مجلس الكتاب والأدباء والمثقفين العرب.
عبير عزيم، كاتبة وروائية من مواليد 8 ماي 2009، تلميذة بالصف الثاني إعدادي خيار دولي، فازت بجائزة أحسن قارئة في المغرب وهي في الحادية عشرة من عمرها واعتبرت أصغر كاتبة في الوطن العربي ابتداء من سنة 2020.
شغف الكتابة
كسرت ابنة تاهلة، بإقليم تازة شرقي المغرب، كل الأحكام المسبقة حول "جيل زد"، فقد نشأت في كنف عصر قيل عن مواليده أنهم لا يجدون إلى الكتاب سبيلا، فتحوا أعينيهم في بحر الذكاء الاصطناعي، وسط متاهة من الوسائط التكنولوجية، في عالم لا تنضب فيه الإشعارات والرسائل.
إلا أن عبير، تعلقت بالكتب منذ السنوات الأولى من عمرها، وقالت في حديث مع موقع "سكاي نيوز عربية": "كانت والدتي تقرأ لي منذ نعومة أظافري، لكن بعدما صرت قادرة على فك رموز الحروف والحركات، أصبحت أقرأ لوحدي. في البداية كنت أحاول تغيير نهايات القصص الحزينة، وفي الصف الأول لاحظ أساتذتي أن أسلوبي متميز. ومن ثم شرعت في تطوير كتابتي وصقلت موهبتي بالمزيد من القراءة."
إصدارات لمعالجة قضايا الطفولة
وعن رواياتها، قالت عبير أنها أصدرت مشروعها الأول، وهو عبارة عن مجموعة قصصية بعنوان "درع الوطن"، تحمل دلالات عميقة حول الوطنية الصادقة، كما سلطت فيها الضوء على الطفولة وأهمية تنشئتها بالطريقة الصحيحة.
أما عن مشروعها الثاني، رواية بعنوان "شمس بحجم الكف"، فقد عالجت الكاتبة الصغيرة من خلالها، تيمات مختلفة، وقالت في هذا الصدد: "لقد انطلقت فيها من فضاءات متناقضة، لألفت الانتباه للأشخاص في وضعية صعبة، وأصحاب الهمم، والهدف في النهاية هو الإيمان بالاختلاف."
ألقاب وجوائز
تألُّق عبير، قادها لإحراز عدة ألقاب وجوائز، من بينها، الجائزة الوطنية الكبرى القراءة التي تمنحها شبكة القراءة بالمغرب، وجائزة الديوان العربي بمصر، وجائزة إبداع الثقافية بالجمهورية المصرية مرتين على التوالي،
وجائزة أحمد بوكماخ.
كما حصلت على جائزة الإبداع الشبابي الوطنية، حيث ساهمت بمبلغ الجائزة في صندوق الدعم الذي أحدثه الملك محمد السادس لمواجهة تحديات الجائحة، وكذا جائزة القصة القصيرة من تنظيم المديرية الجهوية للتربية الوطنية جهة فاس مكناس.
ورشات لفائدة أقرانها
لتقاسُم شغفها بالقراءة والكتابة، كشفت عبير عزيم ل"سكاي نيوز عربية"، عن تنظيم ورشات قرائية لفائدة تلاميذ المؤسسات التعليمية بشراكة مع المديرية الإقليمية للثقافة بتازة (شرق). كما أطرت السنة الماضية ورشات قرائية بالمعرض الدولي للكتاب بالرباط بدعوة من وزير الثقافة المهدي بنسعيد.
ووجهت في هذا السياق، رسالة إلى الآباء، لتوطيد علاقة أبناءهم مع الكتاب، معتبرة أن "القراءة هي معبر الارتقاء والعبور نحو ضفة النجاح".
جيل واعد
وإلى جانب استمرارها في إعداد روايات جديدة، تواصل عبير تنظيم ورشات ولقاءات لفائدة أقرانها لحثهم على القراءة وطلب العلم، بغية المساهمة في خلق جيل من الشباب المثقف المُلم بثقافات العالم، ليضطلع بدوره في النهوض بالثقافة العربية.
كما تُشرف الفتاة الطموحة على تقديم فقرة في برنامج على إحدى القنوات المصرية، وحلت ضيفة على برامج ثقافية متنوعة بقنوات وإذاعات وطنية وعربية.
همس الزيادي.. أيقونة القراءة القادمة