سياسي أم عسكري.. سيناريوهات ترسم نهاية الصراع في السودان؟
01:53 - 30 أبريل 2023طاقة أمل فتحها تصريح مبعوث الأمم المتحدة إلى السودان، فولكر بيرتس، باستعداد طرفي المعارك الحالية هناك للتفاوض، وإن تشكك خبراء سودانيون في نجاح الخطوة؛ بناء على تجارب الحروب والصراعات الداخلية السابقة.
ولا يتفق باحثان سياسيان سودانيان تحدثا لموقع "سكاي نيوز عربية" حول ما إن كان الصراع بين الجيش السوداني وقوات الدعم السريع سينتهي بحل سياسي أم عسكري، ولصالح من، وفيما يرى أحدهما أنه لا فائدة حتى من عقد الهُدنة، يقول الآخر إنه لا استغناء عنها، ويبقى الحوار ضرورة.
تصريح مفاجئ
رغم الاشتباكات بين الجيش وقوة الدعم السريع في الخرطوم وإقليم دارفور، الجمعة، بعد اتفاق الجانبين على تمديد الهدنة الخامسة 72 ساعة، خرج مبعوث الأمم المتحدة، السبت، يصرح لوكالة "رويترز" بأن الطرفين رشحا ممثلين عنهما لحادثات اقترح إقامتها في السعودية أو جنوب السودان.
وأضاف أنه فيما كان كل طرف واثق أنه المنتصر، إلا أنهما الآن يتحدثان عن المفاوضات.
والجمعة، قال قائد الجيش، عبد الفتاح البرهان، إنه لن يجلس أبدا مع قائد قوات الدعم السريع، محمد حمدان دقلو "حمديتي"، ووصفه بأنه "زعيم التمرد"، فيما قال قال حمديتي إنه لن يجري محادثات إلا بعد أن يوقف الجيش القتال.
من انتهك الهدنة؟
في تقدير مدير معهد التحليل السياسي والعسكري بالخرطوم، الرشيد إبراهيم، فإن الهدنة الخامسة لن تكون "مختلفة" عن سابقاتها، بل إنها "الأقل تطبيقا".
ويتهم الجيش السوداني قوات الدعم السريع بانتهاك الهدنة ومهاجمة مناطق تابعة لسلاح الدفاع الجوي في جبل أولياء، ومهاجمة طائرة إجلاء تركية، فيما اتهمت قوات الدعم الجيش "بنشر الأكاذيب".
ويقول إبراهيم إن قيادة الدعم السريع "لا تستطيع الالتزام بالهدنة" بعد فقدها السيطرة على القوات، ومقاتليها يعملون حاليا بـ"تقديرات ميدانية خاصة".
على جانب آخر، يرى المحلل السياسي السوداني، محمد عبد الله ود أبوك، فوائد للهدنة، فإن كانت حقا "لا تعني نهاية الحرب"، ولكنها جاءت "لوقف المواجهات لوقت محدد ولأغراض إنسانية"، مستدلا بأنه بالفعل جعلت حركة المواصلات والأسواق منسابة في بعض المناطق، إلا أنها تواجه "تحديات كثيرة تجعلها تنهار وبسرعة".
وسرعان ما تنهار الهدنة لعدم وجود آليات مراقبة واضحة، وهذا يصعب كذلك تحديد المسؤول عن خرقها، وفقا لود أبوك.
حل عسكري أم سياسي؟
إن كانت الحروب الداخلية تنتهي إما بالحسم العسكري أو الاتفاق السياسي، فإن الرشيد إبراهيم يرجح أن يكون الحل العسكري هو "سيد الموقف" في بلاده.
ويوضح: "الغلبة دائما للجيش طوال التاريخ في السودان، وهو ما حدث في عدة أحداث تاريخية مشابهة"، و"الأنسب" لكسر شوكة التمرد وهو ما يمهد لاحقا للخيار السياسي.
ويتوقع مدير معهد التحليل السياسي والعسكري بالخرطوم، أن يسفر "النصر العسكري" للجيش هذه النتائج:
- إبعاد قوات الدعم السريع عن المنظومة الأمنية والعملية السياسية.
- تشكيل واقع أمني وسياسي جديد في السودان.
خيار خاسر للجميع
لكن ود أبوك يعتبر أن "الحرب خيار خاسر لكافة الأطراف وللوطن"، وأنه "لا يمكن لأي طرف أن يقول سأمضي إلى ما لا نهاية ويضمن عواقب الاستمرار في حرب طويلة في ظل انقسام سياسي واجتماعي، وتباين داخلي وخارجي".
ويقول: "لابد من قبول هدنة طويلة ودائمة والانخراط في حوار جاد ينهي الحرب".
وقُتل المئات وفر عشرات الآلاف بعد نشوب معارك بين الجيش وقوة الدعم السريع منذ 15 أبريل، عطلت المرافق والخدمات العامة، وأوقفت الإعداد لانتخابات تنهي الحكم الانتقالي القائم.