العراقيون في السودان.. أوضاع مأساوية واستغاثات للإجلاء سريعا
01:52 - 26 أبريل 2023كغيرهم من أبناء الجاليات الأجنبية، يعيش العراقيون المقيمون في السودان أوضاعا عصيبة بفعل ما تشهده البلاد من صراع عسكري مستمر منذ أيام.
ورغم البدء بعمليات إجلاء عدد من العراقيين من السودان، فإن صعوبة الأوضاع الميدانية وتوزع الرعايا في مناطق متفرقة، يجعل الأمر صعبا ومحفوفا بالمخاطر، وفق شهادات من عراقيين مقيمين في السودان وذويهم في العراق، تحدثوا لموقع "سكاي نيوز عربية".
وقبل أيام، قتل عراقي من جراء الاشتباكات المستمرة في السودان بين الجيش وقوات الدعم السريع.
وفي أحدث مواقف بغداد، صدر بيان عن المكتب الإعلامي لرئيس الوزراء العراقي محمد شياع السوداني، الثلاثاء، أكد فيه توجيهه بإرسال طائرتين لنقل العراقيين العالقين في السودان.
وأضاف البيان: "كما وجه سيادته الجهات الأمنية المختصة بالتنسيق مع وزارة الخارجية، لضمان سلامة المواطنين وإعادتهم إلى أرض الوطن بالسرعة الممكنة".
عمليات الإجلاء مستمرة
وكان المتحدث باسم وزارة الخارجية العراقية أحمد الصحاف، قال في وقت سابق من الثلاثاء لوكالة الأنباء العراقية (واع)، إن "الوزارة نفذت 3 مراحل من عمليات إجلاء الدبلوماسيين والمواطنين العراقيين من السودان، كانت الأولى إجلاء طاقم السفارة في الخرطوم، والثانية إجلاء 14 عراقيا، أما في المرحلة الثالثة فقد أجلي 5 أفراد من الجالية".
وأضاف: "نستعد للمرحلة الرابعة، وهي إجلاء العدد الأكبر من أبناء الجالية العراقية"، مبينا أن "عدد طلبات الإجلاء لغاية الآن تصل لما يقارب 165 طلب والعدد في تزايد، حيث هنالك 300 عراقي في السودان".
وأشار الصحاف إلى تخصيص أرقام هواتف عاجلة لـ"تلقي الاتصالات والمناشدات وتوثيق المعلومات، لمن يريد أن يُجلى من الخرطوم، بالتنسيق مع سفارات العراق في الخرطوم وأبو ظبي والقاهرة".
إجلاء ونزوح في السودان.. وهدنة مخترقة
استغاثات
ويناشد العراقيون العالقون في السودان حكومة بغداد بالعمل على إنقاذهم بأسرع وقت، حيث يقول عمر العلواني وهو أكاديمي عراقي في جامعات السودان، في حديث لموقع "سكاي نيوز عربية":
• بعد نيلي شهادة الدكتوراه في السودان كنت أعمل على تنسيق شؤون الطلاب العراقيين في جامعات السودان، وخاصة جامعة الجزيرة، ومساعدتهم، بحكم تواجدي هناك منذ أكثر من 5 سنوات.
• قبيل تفجر الأوضاع كنت في زيارة للعراق، وكانت تذكرة عودتي للخرطوم مقررة الخميس المقبل، لكن بسبب ما يحصل لن أعود طبعا في الوقت الحالي.
• السفارة في الخرطوم وبالتعاون مع سفارات دول شقيقة تعمل على الترتيب لإجلاء مواطنيها، ونحن ننسق معها لضمان إجلاء مختلف رعايا العراق في السودان، خاصة بعد مقتل عراقي وتعرض عدد من أبناء الجالية لعمليات سطو مسلح وسرقة.
• بسبب سوء وسائل الاتصال في السودان، ليس كافة العراقيين هناك على علم بما يتم نشره من معلومات حول آليات الإجلاء وسبل تسجيل الأسماء، لهذا عبر تواصلنا قدر المستطاع مع طلاب ومقيمين عراقيين، نطلب منهم بدورهم تزويد من يعرفونهم من عراقيين بالمعلومات الخاصة بالإجلاء.
• الأوضاع سيئة جدا في ظل شح الغذاء والمياه والغاز، والعراقيون العالقون في الخرطوم يروون كيف أن عصابات السرقة وقطع الطرق تنتشر على وقع الفوضى الحاصلة، وهو ما يسهم في تصاعد وتيرة جرائم السلب والنهب.
بينما يقول محمد الكبيسي، وهو مستثمر عراقي يقيم في السودان، في حديث مع موقع "سكاي نيوز عربية":
• أقيم منذ 6 سنوات في الخرطوم، لكن مع اندلاع المواجهات توجهت نحو إحدى الولايات الشمالية الآمنة نسبيا قياسا بالوضع في العاصمة، فيما توجه آخرون من أبناء الجالية العراقية نحو بورتسودان.
• نناشد الحكومة العراقية العمل على إجلاء كافة العراقيين هنا في ظل استمرار المعارك، حيث إننا مهددون خاصة أن ثمة عوائل عراقية كاملة، فضلا عن التجار والطلاب وغيرهم من المقيمين هنا.
كما يقول الطالب العراقي الذي كان يدرس في السودان محمد جاسم، في لقاء مع موقع "سكاي نيوز عربية":
• عدت إلى العراق قبل أكثر شهر من اندلاع الاشتباكات، لكن زملائي لا زالوا عالقين هناك، وهم حبيسو البيت خشية تعرضهم لمكروه عند الخروج.
• نتواصل معهم بصعوبة لرداءة خطوط الاتصال والإنترنت هناك.
• هم يمرون بظروف بالغة الحرج ومعرضون للموت في أي لحظة، فضلا عن أن المواد الغذائية لديهم بدأت بالنفاد والمياه مقطوعة، ونخشى أن يصيبهم مكروه في ظل الأوضاع المضطربة.