اليمن.. فرصة السلام متاحة
14:30 - 11 أبريل 2023تتواصل في العاصمة اليمنية صنعاء الجهود السعودية لاستثمار الفرصة المتاحة لتمديد الهدنة بين أطراف النزاع، بعد أن استطاعت الوساطة العُمانية تحقيق اختراق سياسي، يمكن أن ينهي 8 سنوات من الحرب الأهلية.
وكان السفير السعودي لدى اليمن، محمد آل جابر، توجه إلى صنعاء، دعما للمبادرة التي قدمتها المملكة في عام 2021، ويرافق الوفد السعودي وفد عُماني للدفع بعملية السلام الممكنة في هذا التوقيت.
ونشر الدبلوماسي السعودي تغريدة على حسابه في "تويتر" أوضح فيها أن هدف زيارته "تثبيت الهدنة ووقف إطلاق النار ودعم عملية تبادل الأسرى، وبحث سبل الحوار بين المكونات اليمنية للوصول إلى حل سياسي شامل ومستدام في اليمن".
وكانت الحكومة اليمنية وجماعة الحوثي قد أعلنتا قبيل دخول شهر رمضان عن وصولهما إلى اتفاق لتبادل الأسرى على قاعدة "الكل مقابل الكل"، وهو ما يجري التحضير له من قبل الأمم المتحدة التي تحاول تهيئة عملية تبادل الأسرى في عدة مطارات يمنية من بينها صنعاء وعدن والمخا.
اليمن نقطة اختبار
منذ إعلان السعودية وإيران توصلهما إلى اتفاق سياسي عبر الوساطة الصينية طرحت الأزمة اليمنية على اعتبارها نقطة اختبار لنوايا التسوية السياسية بين الرياض وطهران، وتبدو هذه التطورات هي نتيجة سريعة تعكس ما توصلت له الأطراف الإقليمية.
وتسعى السعودية لاستغلال الفرصة بتقديم جهدها بتقديم ما يمكن لدفع اليمنيين إلى الوصول لحل شامل للأزمة، لذلك قامت بتبادل أول للأسرى الحوثيين.
وبحسب "رويترز" استقبلت جماعة الحوثي 13 أسيرا أفرجت عنهم السعودية مقابل أسير سعودي أُفرج عنه في وقت سابق، في مسعى لحسن النوايا وبناء الثقة.
وكانت إيران أشادت بالتطورات التي تشهدها الأزمة اليمنية.
وقال المتحدث باسم وزارة الخارجية الإيرانية، ناصر كنعاني: "إننا نشهد تحركات جديدة في الشأن اليمني ومنذ بداية هذه الأزمة، أكدت الجمهورية الإسلامية الإيرانية، التي كان وما زال لديها موقف مبدئي واضح ومعلن فيما يتعلق باليمن، أن الحل الوحيد للأزمة هو الحل السياسي بحيث تجلس جميع الأطراف اليمنية للتفاوض والتباحث مرتكزة على ضمان مصالح الأمة اليمنية لتقرير مصير هذا البلد ولتشكيل حكومة فيه"، وفقا لوكالة الأنباء الإيرانية (إرنا).
السلام مع الحوثي
بدأت الهدنة في اليمن من 2 ابريل 2022 برعاية الأمم المتحدة بين الحكومة اليمنية وجماعة الحوثي وتم تجديدها مرتين، ورغم أنها انتهت في أكتوبر الماضي، إلا أنها بقيت صامدة في أغلب الجبهات العسكرية باستثناء مناوشات محدودة في بعض خطوط التماس.
قدمت سلطنة عُمان مبادرة لتمديد الهدنة ودعمتها الأمم المتحدة والولايات المتحدة، لتحويل الهدنة لوقف دائم لإطلاق النار والبدء في عملية تسوية سياسية شاملة بين الأطراف اليمنية.
ورغم الصعوبات إلا أن جماعة الحوثي أبدت قبولاً بخفض التصعيد ورحبت بوصول السفير السعودي لدى اليمن محمد آل جابر، مما رفع منسوب الآمال بإمكانية تمديد الهدنة على الأقل وإتمام عملية تبادل الأسرى مما يمكن أن يبنى على الثقة بين اليمنيين.