أزمة الوثائق السرية.. كيف تختلف التسريبات الأخيرة عما سبقها؟
00:15 - 11 أبريل 2023لم تكن واقعة تسرب وثائق سرية أميركية مؤخرا أمرا جديدا، لكن يبدو أن الواقعة الأحدث تحمل خطورة أكبر مما سبقها من تسريبات.
تسريبات ويكيليكس وسنودن
قبل 13 عاما، أظهر موقع "ويكيليكس" الذي أنشأه جوليان أسانج إلى العلن مجموعة كبيرة من برقيات وزارة الخارجية الأميركية، تحمل معلومات حساسة عن الدبلوماسية الأميركية وانتظار واشنطن "انهيار كوريا الشمالية" وتعاملها ملف إيران النووي.
بعدها بسنوات، كشف المتعاقد السابق بوكالة الأمن القومي الأميركية إدوارد سنودن عن أسرار تخص الوكالة، واتهمته واشنطن بالتجسس لصالح روسيا التي منحته حق الإقامة لديها.
لكن الوثائق الأخيرة المسربة قد تكون هي الأكثر تأثيرا وخطورة، منذ نشر آلاف الوثائق خلال السنوات الماضية.. فلماذا؟
- حسب تقرير لصحيفة "نيويورك تايمز"، فإن خطورة الوثائق المسربة مؤخرا، التي يبلغ عددها نحو 100، تكمن في طابعها العسكري لا الدبلوماسي، وكونها تتحدث بشكل أساسي عن حرب دائرة حاليا، في إشارة إلى الهجوم الروسي على أوكرانيا الذي بدأ في فبراير 2022.
- الوثائق الأخيرة "أقل شمولا" من تلك التي سربت خلال السنوات الماضية، لكنها "تأتي في وقتها المناسب" وفق تعبير الصحيفة، كما أنها تبرز دور الاستخبارات الأميركية في الحرب الدائرة بأوكرانيا.
معلومات حساسة
- كشفت التسريبات عن بعض المواد الأكثر حساسية، مثل خرائط الدفاعات الجوية الأوكرانية، إضافة إلى خطط كوريا الجنوبية السرية لتقديم 330 ألف قذيفة ستستخدم في الحرب، في وثائق يبدو أن عمرها 40 يوما على الأكثر.
- يقول مسؤولون في إدارة الرئيس الأميركي جو بايدن لـ"نيويورك تايمز" إن حداثة الوثائق "السرية" و"السرية للغاية"، والتلميحات التي تحملها للعمليات العسكرية المقبلة في أوكرانيا، تجعلها ضارة بشكل كبير للولايات المتحدة.
- حسب الصحيفة، لا تترك الوثائق أي شك حول مدى تورط الولايات المتحدة في إدارة الحرب بشكل يومي، مما يوفر معلومات استخبارية دقيقة ولوجستيات تساعد في تفسير صمود أوكرانيا حتى الآن.
- بينما منع بايدن القوات الأميركية من إطلاق النار مباشرة على أهداف روسية ورفض إرسال أسلحة يمكن أن تصل إلى عمق الأراضي الروسية، توضح الوثائق أنه بعد مرور أكثر من عام على الهجوم كانت واشنطن "متورطة بشدة في كل شيء آخر تقريبا".
- حيث تقدم الولايات المتحدة، وفقا للوثائق، بيانات استهداف مفصلة، وتنسق سلسلة لوجستيات طويلة ومعقدة تنتهي بتسليم الأسلحة إلى الأوكرانيين.
- حسبما توضح وثيقة بتاريخ 22 فبراير، فإن المسؤولين الأميركيين يخططون لأن تكون معركة دونباس "تتجه على الأرجح نحو طريق مسدود"، من أجل "إحباط هدف الرئيس الروسي فلاديمير بوتين المتمثل في الاستيلاء على المنطقة، ودعم هدف أوكرانيا المتمثل في طرد الروس".
تحرك أميركي
يبدو أن خطورة التسريبات الأخيرة دفعت الولايات المتحدة للتحرك لتلافي تكرارها، حيث قال 3 مسؤولين أميركيين إن وكالات الأمن القومي تبحث حاليا طرق مشاركة المعلومات الأكثر حساسية داخل الحكومة، والتعامل مع تداعيات التسريبات الأخيرة.
- قال أحد المسؤولين إن محققين يعملون حاليا على تحديد الشخص أو المجموعة التي قد تكون لديها القدرة أو الدافع لنشر هذه الوثائق السرية.
- اطلعت "رويترز" على أكثر من 50 وثيقة تحمل ختمي "سري" و"سري للغاية" التي ظهرت للمرة الأولى على مواقع التواصل الاجتماعي في مارس، وكشفت عن نقاط الضعف في الجيش الأوكراني إلى جانب معلومات عن بعض الحلفاء، منهم إسرائيل وكوريا الجنوبية وتركيا.
- قال مسؤولون أميركيون إن بعض الوثائق التي تقيم حجم خسائر أوكرانيا في ساحة المعركة يبدو أن تعديلات أُجريت عليها، بما يشير إلى تكبد روسيا خسائر أقل.
مصدر التسريب
- فتحت وزارة العدل الأميركية تحقيقا جنائيا للتعرف على مصدر تسريب هذه الوثائق.
- قال مسؤول أميركي لـ"رويترز" رفض الكشف عن هويته، إن وزارة الدفاع الأميركية (بنتاغون) انتهزت الفرصة لمراجعة نطاق مشاركة المعلومات السرية داخليا، والتأكد من عدم وصولها سوى للأشخاص المخول لهم ذلك.
- قال مسؤول آخر إن بعض الوثائق كانت على الأرجح متاحة لآلاف الأشخاص من حاملي التصاريح الأمنية الصادرة من الولايات المتحدة وحلفائها، رغم كونها شديدة الحساسية.
- قال المسؤول الأول إن عدد الأشخاص الذين تمكنوا من الوصول إلى الوثائق، يؤكد أن المعلومات الحساسة ربما تمت مشاركتها على نطاق واسع مع أفراد غير مخول لهم الوصول إلى هذا المستوى من الوثائق السرية.
- وأضاف: "تطلب الأمر من البنتاغون تقليل الوصول إلى بعض أكثر المعلومات حساسية، عندما لا يكون هناك سبب معقول للوصول إليها".
- قال المسؤولان إنه "رغم أن التسريبات كانت مقلقة للغاية، فإن العديد منها لم يقدم سوى معلومات قليلة عن الوضع في فبراير ومارس، ويبدو أنها لم تكشف أي شيء عن العمليات المستقبلية".
- شير الترجيحات إلى أن بعض المعلومات الأكثر حساسية تتعلق بالقدرات العسكرية لأوكرانيا وأوجه القصور فيها.