موانئ تنزانيا تتحفز لاستعادة زخمها الإقليمي
00:39 - 29 مارس 2023منذ أكثر من ثلاثة أسابيع تشهد الموانئ البحرية التنزانية الرئيسية المطلة على المحيط الهندي في دار السلام ومتوارا وتانجا؛ إضافة إلى الموانئ الداخلية في بحيرة تنجانيقا؛ نشاطا محموما أدى إلى رفع حركة الصادرات والواردات عبر تلك الموانئ بأكثر من 50 بالمئة؛ حيث أجبرت الاحتجاجات المستمرة في كينيا عدد من البلدان الأفريقية غير الساحلية على البحث عن موانئ أكثر أمانا من ميناء ممبسا الكيني.
التحول عن ممبسا
- ظل ميناء ممبسا الكيني لسنوات طويلة يهيمن على أكثر من 90 بالمئة من حركة صادرات وواردات 5 دول شرق أفريقية غير مطلة على موانئ بحرية وهي أوغندا وبورندي وجنوب السودان ورواندا والكونغو الديمقراطية؛ لكن الاضطرابات الحالية التي تشهدها مناطق عديدة من كينيا؛ حولت أنظار تلك الدول إلى موانئ تنزانيا الدولة الأكثر استقرارا في المنطقة حاليا.
- منذ أكثر من ثلاث أسابيع تتعطل تدفقات التجارة عبر ميناء ممبسا إذ تشكل المنطقة التي تتقاطع فيها الطرق الرابطة بين الميناء وتلك البلدان؛ بؤرة الاحتجاجات التي اندلعت في كينيا مطلع مارس بقيادة زعيم المعارضة رايلا أودينجا الذي لم يعترف حتى الآن بخسارته أمام الرئيس الكيني الحالي وليام روتو في انتخابات الرئاسة التي جرت هناك في الأسبوع الأول من سبتمبر 2022.
- وبعد أن فقدت مكانتها التاريخية كمركز إقليمي للشحن البحري لصالح ميناء ممبسا الكيني قبل أكثر من 7 عقود؛ تسعى الموانئ التنزانية لاسترداد الحصة الأكبر من شحنات الدول الأفريقية التي تحولت إلى ميناء ممبسا الذي شهد نموا كبيرا خلال السنوات الماضية؛ حيث ارتفعت حركة الشحن والمناولة من 30 مليون طن متري في عام 2017 إلى نحو 35 مليون طن متري في نهاية 2022.
- تعتمد أوغندا على ميناء ممبسا في 98 بالمئة من صادراتها ووارداتها البحرية بينما تبلغ حصة الموانئ التنزانية 2 بالمئة فقط؛ كما تعتمد دولة جنوب السودان بالكامل على ميناء ممبسا.
- أما بالنسبة لبورندي ورواندا وجمهورية الكونغو الديمقراطية فتبدو الكفة متوازنة بين ميناء ممبسا الكيني والموانئ التنزانية.
لكن من المتوقع أن يؤدي التغير الكبير في الأوضاع الأمنية في كينيا حاليا إلى ترجيح كفة الموانئ التنزانية.
الخيار باتجاه تنزانيا
- برزت العديد من المؤشرات على ذلك فقد أعلنت السلطات الأوغندية الأسبوع الماضي أنها تدرس خيار تحويل نقل صادراتها ووارداتها البحرية إلى الموانئ التنزانية.
- قالت أوغندا إنها تقيّم التكاليف المرتفعة المحتملة لنقل بضائعها عبر كينيا إذا استمرت الاحتجاجات الحالية، وإذا تخلت أوغندا بالفعل عن ميناء ممبسا فإن ذلك قد يشكل ضربة كبيرة لذلك الميناء الذي يشكل أحد أهم أعمدة الاقتصاد الكيني؛ حيث تستحوذ أوغندا على نصيب الأسد من حركة المرور بميناء مومباسا بنسبة تبلغ 76 بالمئة من مجمل حركة المرور العابر عبر الميناء.
- خلال الأسابيع الماضية واجهت تدفقات التجارة الأوغندية عبر ميناء ممبسا صعوبات كبيرة؛ في ظل عرض الشاحنات للرشق بالحجارة والاضطرار للانتظار لأيام طويلة بسبب إقدام المحتجين على إغلاق الطرق الرئيسية في الكثير من المناطق التي يستوجب على الشاحنات الأوغندية المرور بها قبل الوصول إلى ميناء ممبسا.
- دفعت تلك الأوضاع بمسؤول كبير في وزارة التجارة الأوغندية للقول بإن إعادة توجيه بعض الواردات عبر الموانئ التنزانية أصبح خيارا مناسبا في ظل استمرار الاحتجاجات في كينيا؛ لكن وزير التجارة الأوغندي فرانسيس مويبيسا قال الخميس إن هناك محادثات جارية مع السلطات الكينية بشأن تأمين ممر النقل من مومباسا.
غياب الأمن هو السبب
- تكبد الاضطرابات الأمنية التجار وشركات الشحن خسائر ضخمة جدا، وبعد أيام من اندلاع الاحتجاجات الأخيرة ارتفعت رسوم الطرق والعبور كما زادت تكاليف التأمين بشكل كبير.
- بالنسبة للكثير من المراقبين فإن استمرار الاضطرابات الحالية سينعكس إيجابا على الموانئ التنزانية كبديل محتمل لنقل تجارة بلدان المنطقة.
- وإضافة إلى العامل الأمني؛ تمكنت الموانئ التنزانية من زيادة جاذبيتها وتنافسيتها كبديل مفضل عبر تطوير الأرصفة ومعدات الشحن والمناولة.
تطوير البنى التحتية
- يشير الكاتب الصحفي عبدالله مسويا إلى النمو الكبير الذي شهدته الموانئ التنزانية خلال الفترة الأخيرة؛ مستفيدة من أعمال تطوير البنية التحتية التي تمت في العامين الماضيين؛ خصوصا في مجالات النقل البري والسكك الحديدية وتوسيع وتعزيز أرصفة الموانئ وزيادة قدرتها الاستيعابية.
- ويسهم قطاع الموانئ بنحو 40 بالمئة من إجمالي الناتج المحلي في تنزانيا.