تهاوي سهم دويتشه بنك الألماني.. هل يتكرر سيناريو كريدي سويس؟
14:01 - 24 مارس 2023هوت أسهم دويتشه بنك الألماني بأكثر من 10 بالمئة في التعاملات المبكرة الجمعة بعد ارتفاع في مبادلة التخلف عن سداد الائتمان (أو مبادلة العجز الائتماني) ليلة الخميس، وسط استمرار المخاوف بشأن استقرار البنوك الأوروبية.
تراجعت أسهم أكبر بنك في ألمانيا لليوم الثالث على التوالي وفقد الآن أكثر من خمس قيمته حتى الآن هذا الشهر.
وقفزت مبادلة التخلف الائتماني - وهي شكل من أشكال التأمين لحملة سندات الشركة ضد التخلف عن السداد - إلى 173 نقطة أساس ليلة الخميس من 142 نقطة أساس في اليوم السابق.
ما هي مبادلة التخلف الائتماني Credit Default Swaps - CDS؟
ويعرف بـ مقايضة التخلف عن سداد الائتمان أو مبادلة العجز الائتماني أو مبادلة مخاطر الائتمان. وهو أحد أشهر أنواع مشتقات الائتمان (Credit Derivative)، وهو مشتق مالي أو عقد يحمي المستثمر من مخاطر الائتمان من خلال الاتفاق مع طرف ثالث على سداد الورقة المالية بأكملها في حال تخلف المقترض عن الدفع.
بالإضافة إلى سداد الفوائد التي كان من الممكن دفعها منذ ذلك الوقت وحتى تاريخ استحقاق العقد. أي أنه نوع من المقايضات المصممة لنقل مخاطر القروض ذات الدخل الثابت بين طرفين أو أكثر.
على سبيل المثال، إذا كان المُقرض قلقًا من تخلف المقترض عن سداد القرض، فيستطيع شراء مقايضة تقصير ائتماني من مستثمر آخر كموافقة على تعويضه في حال تخلف المقترض عن السداد. لكن كما في بوليصة التأمين، يجب على مشتري المقايضة دفع قسط محدد للبائع للحفاظ على العقد حتى تاريخ استحقاقه.
أثار الإنقاذ الطارئ لبنك كريدي سويس من قبل بنك يو بي إس، في أعقاب انهيار بنك سيليكون فالي، ومقره الولايات المتحدة، مخاوف من انتشار العدوى بين المستثمرين ، والتي تعمقت من خلال المزيد من تشديد السياسة النقدية من مجلس الاحتياطي الفيدرالي الأميركي يوم الأربعاء.
من جانبه، نوه عضو المجلس الاستشاري لمعهد الأوراق المالية والاستثمار البريطاني في دبي، وضاح الطه إلى وجود شرارة تبدأ من جهة ما لتقويض ثقة المستثمرين بالمصارف، موضحا أن المصارف السويسرية التي تعد النموذج التاريخي للشفافية والرصانة والأمانة تتعرض لأزمات غير مسبوقة كما شهدنا في بنك كريدي سويس.
وأضاف أن هذه المخاوف انتقلت إلى واحد من أكبر بنوك أوروبا "دويتشه بنك" مما يضعف الثقة بالأداء المصرفي الأوروبي.
وعن نتائج دويتشه بنك، قال الطه أن البنك بشكل عام أداءه قوي إذ أنه حقق أرباحا قياسية العام الماضي هي الأعلى في الـ 15 عاما الماضي عند 5.6 مليار يورو بارتفاع 65 بالمئة عن العام 2021، مشيرا إلى تأثير ارتفاع الفائدة على إيرادات دويتشه بنك التي قفزت على أساس سنوي بـ 65 بالمئة إلى 27 مليار يورو.
وشدد عضو المجلس الاستشاري لمعهد الأوراق المالية والاستثمار البريطاني في دبي، وضاح الطه على ضرورة إعطاء تصريحات من البنك المركزي الاوروبي ومن البنك المركزي الألماني وأيضا من البنك نفسه تشير إلى وضع البنك بالأرقام وأن هناك سيولة كافية لحماية دويتشه بنك من التأثيرات الكارثية التي قد يتعرض لها من المودعين وفقدان الثقة.
"أكبر البنوك قد تترنح إذا اهتزت الثقة، والتي لا تقوم على معلومات رصينة، وعندما تفقد الثقة تبدأ ككرة الثلج تتدحرج وتكبر لتؤثر على البنك برمته وربما على القطاع مثل ما نراه يحدث في بنوك أخرى"، بحسب تعبير وضاح الطه.
في سياق متصل، قال الرئيس التنفيذي ورئيس الاستثمار في ATA Global Horizons، علي حمودي "ما أخشاه هو أنه، مع استمرار البنوك المركزية في بذل جهودها للتغلب على التضخم، وكلما طالت فترة بقاء الأوضاع المالية ضيقة، زادت المخاطر التي تنشر الضغوط خارج القطاع المصرفي، مما يتسبب في أضرار مالية واقتصادية أكبر".
كما شدد على أن السلطات الرقابية والتشريعية في ألمانيا لن تسمح لما حدث لـ كريدي سويس أن يحدث في دويتشة بنك.
وكانت وكالة موديز للتصنيفات الائتمانية، قد استبعدت أن تواجه البنوك الكبرى في أوروبا، ضغوطا مماثلة للأزمة التي تعرض لها بنك "كريدي سويس" الذي استحوذ عليه منافسه السويسري الأكبر "يو بي إس" لتفادي انهيارات أوسع في القطاع المصرفي.
وقالت موديز، في تقرير لها الأربعاء، إن البنوك الأوروبية الـ11 الضخمة الأخرى في المنطقة، والتي من بينها "دويتشه بنك"، و"بي إن بي باريبا"، لا تُظهر "ضعفا في ملف الائتمان" مثل الذي أدى إلى فقدان ثقة المستثمرين والمودعين في "كريدي سويس" على مدى عامين تقريبا.
كما تم بيع سندات الدرجة الأولى الإضافية (AT1) لدويتشه بنك بشكل حاد - فئة الأصول التي تصدرت عناوين الصحف هذا الأسبوع بعد التخفيض المثير للجدل لسندات AT1 التابعة لبنك كريدي سويس كجزء من صفقة الإنقاذ.
قاد دويتشه الانخفاضات الواسعة لأسهم البنوك الأوروبية الكبرى يوم الجمعة، مع تهاوي كل من أسهم كومرزبنك، وكريدي سويس ويو بي إس وسوسيته جنرال بأكثر من 5 بالمئة.