حوت "منك" نافق على شاطئ ليبي.. أصابع الاتهام تتجه للأمونيا
09:39 - 15 مارس 2023عثر صيّادون في البريقة شرق ليبيا، على أنثى حوت المنك نافقة على شاطئ المدينة؛ ما أثار مخاوف بشأن الحياة البحرية؛ إذ جاءت الحادثة بعد أيام قليلة من تسرّب الأمونيا من مصنع الشركة الليبية للأسمدة.
حوت المنك مِن الكائنات المهددة بالانقراض، وفرضت اللجنة الدولية لصيد الحيتان عام 1986 حظرا على صيدها؛ ما أدى إلى طفرة في أعدادها، لكن خطر فنائها لا يزال قائما، مع استمرار تهديدات لها مثل الضوضاء الناتجة عن حركة السفن أو الاصطدام بها أو التغير المناخي والتلوث.
لوحظ في الآونة الأخيرة انتشار حالات نفوق الحيتان على السواحل الشرقية في ليبيا، كما رصدت منظمة العلوم والأحياء البحرية، التي أشارت إلى أن "الجوع والتغييرات المناخية" من الأسباب المحتملة، لكن أغلب حالات نفوق الحيتان في الشواطئ الليبية يرجع إلى "اصطدامها بالسفن التجارية".
تسرّب الأمونيا
لا ترجح منظمة العلوم والأحياء البحرية أن تكون للتلوث "علاقة وطيدة" بظاهرة النفوق، إذ تلجأ الحيتان عادة إلى الشواطئ في حالة الشعور بالموت، كما توضِّح الكاتبة الليبية المتخصصة في علوم الحياة البحرية سارة المبروك، لافتة إلى أنّها ليست المرة الأولى التي يسجّل فيها العثور على حيتان المنك في بلدها.
لكن المخاوف بشأن أن يكون التلوث سببا في تضرر الحياة البحرية تعد أمرا قائما بقوة، خصوصا مع واقعة تسرب الأمونيا من مصنع الشركة الليبية للأسمدة السبت الماضي، كما ذكرت الشركة في بيان توضيحي.
وقع خلل فني في إحدى وحدات تصنيع الأمونيا أدى إلى زيادة كميتها داخل خزان التبخير، ليضطر العاملون إلى دفعها إلى البحر للتخلص منها، وتبخيرها في مكان أوسع، وفق البيان.
المدير التنفيذي المكلف للشركة، عبد الكريم نصر، اعتذر عن الواقعة، قائلا إن هذا العطل "لم يستمر أكثر من نصف ساعة"، مؤكدا حرص الشركة وعامليها على "ألا يضروا البيئة"، وإن الكمية التي تسرّبت "قليلة"، لا تشكل خطرا سوى في حال التعرض المباشر لها.
واقعة درنة
- في سبتمبر الماضي، شهدت مدينة "درنة" واقعة نفوق كميات كبيرة من 14 نوعا من الأسماك في حوض ميناء المدينة الصغير المخصص للصيد، كما ظهر في مقاطع فيديو.
- رجح المتخصصون حينها أن تكون مادة الأمونيا هي السبب، وفي ذلك تقول الباحثة في الحياة البحرية جهاد إسماعيل، إن الأمونيا من أكثر المواد السامة التي تؤثّر على الأسماك إذا صاحب وجودها في الماء ارتفاع درجة الحرارة التي تغيّر خصائصها، وتجعلها تقلل من قدرة الخياشيم على استخلاص الأوكسجين.
- تأثير هذه المادة قد يكون سريعا للغاية، وتتسمم الأسماك بشكل مفاجئ أو يظهر أثرها خلال أيام قليلة؛ فيتحول لون الخياشيم للأحمر أو الأرجواني كأنها تنزف، كما تفقد شهيتها وتصبح مجهدة وتقل قدرتها على الحركة، وتظهر البقع الدموية على الجسم، ثم تتطوّر لنزيف، وفي النهاية تموت.