المغرب.. دعوات لسن قوانين مكافحة التمييز ضد المهاجرين
12:31 - 14 مارس 2023في خضم الحملات الرقمية الموجة ضد المهاجرين المنحدرين من إفريقيا جنوب الصحراء في المغرب، طالبت مجموعة من الهيئات الحقوقية والمدنية بضرورة سن قوانين لحماية هذه الفئة من خطابات التمييز والعنصرية.
واعتبرت الهيئات في بيان مشترك أن "جزءا من هذه الخطابات لا يختلف عن خطاب التيارات السياسية اليمينية المتطرفة بالدول الغربية، في محاولة من أجل استنساخها في واقع الهجرة بالمغرب وبلدان المنطقة المغاربية".
ودعت المنظمات إلى ضرورة "إقرار قانون يجرم كل أشكال التمييز والعنصرية لأي سبب كان (الدين أو الجنس أو لون البشرة..) وكيفما كان مصدرها".
المهاجرون ليسوا أسلحة
وانتشرت مؤخرا على مواقع التواصل الاجتماعي في المغرب حملات وصفت بـ"العنصرية" ضد مهاجرين ولاجئين من دول إفريقيا جنوب الصحراء يتم من خلالها نشر صور وفيديوهات حول مخاطر استقرار المهاجرين الأفارقة في المملكة.
حماية المهاجرين
وعبر عدد من الناشطين الحقوقيين في المغرب عن استنكارهم لحملات الكراهية والتمييز ضد المهاجرين من بلدان إفريقيا جنوب الصحراء والتي ذهبت حد المطالبة بوقف زيجات المغربيات من المهاجرين الأفارقة بمبرر أنها "تهديد للنسل المغربي ولهوية البلد".
يقول رئيس مرصد الشمال لحقوق الإنسان، محمد بنعيسى، إن مطالب المجتمع المدني بإقرار قانون لمكافحة وتجريم التمييز العنصري تأتي لحماية المهاجرين المنحدرين من مختلف الدول من الخطابات العنصرية.
ويضيف بنعيسى في حديث لـ"سكاي نيوز عربية" أنه بات من الضروري على المغرب إصدار قوانين مناهضة للتمييز، وذلك تنفيذا للالتزامات الدولية في مجال حقوق الإنسان، والاتفاقيات الدولية التي صادقت عليها المملكة والخاصة بمناهضة التمييز العنصري وتجريمه سواء تعلق بالأفكار أو السلوك.
ويلفت المتحدث، أنه إلى جانب ضرورة إصدار القوانين الخاصة بحماية المهاجرين، يجب العمل على رفع الوعي بخطورة التمييز العنصري على مختلف الأصعدة سواء ضد المهاجرين أو المغاربة، إلى جانب نشر ثقافة التسامح والتعايش واحترام الآخر.
الحكومة ترفض التمييز
كانت الحكومة المغربية قد عبرت عن رفضها لدعوات التمييز التي تم إطلاقها على منصات التواصل الاجتماعي ضد المهاجرين المنحدرين من دول إفريقيا جنوب الصحراء.
وأكد الناطق الرسمي باسم الحكومة مصطفى بايتاس أن المغرب "يرفض التمييز العنصري ونشر الكراهية بنص الدستور، وجميع الاتفاقيات الدولية التي وقعت عليها المملكة".
وشدد بايتاس في ندوة صحفية على أن المغرب " يملك تجربة مهمة في مجال إدماج المهاجرين"، مشيرا في هذا الإطار إلى المبادرة التي أطلقها العاهل المغربي الملك محمد السادس، والتي مكنت المغرب من التحول من نقطة للعبور إلى بلد للاستقرار.
وجهة استقرار
وقد تمكن المغرب من خلال اعتماد استراتيجية خاصة بالهجرة واللجوء من أن يتحول إلى بلد لاستقرار آلاف المهاجرين من دول إفريقيا جنوب الصحراء، ومساعدتهم على الاندماج داخل المجتمع المغربي والولوج إلى مختلف الخدمات التي يستفيد منها المواطنون المغاربة.
وبفضل هذه الاستراتيجية التي أطلقها الملك محمد السادس عام 2013، فقد استطاع حوالي 50 ألف مهاجر من تسوية وضعيتهم القانونية، كما تم تنظيم عمليات للعودة الطوعية لـ 11 ألف و600 مواطن إفريقي بين 2018 و2020 حسب أرقام رسمية.
كما تزايد خلال السنوات الأخيرة توافد الطلاب الأفارقة على المغرب، حيث تضم الجامعات المغربية 19 ألف 256 طالب من أصل إفريقي وهو ما يمثل 83 في المائة من الطلبة الأجانب بالمغرب.
تؤكد مديرة مؤسسة شرق غرب، نادية طاري، أن المغرب قد خطى خطوات مهمة في مجال حقوق المهاجرين من خلال اعتماد استراتيجية خاصة بإدماج المهاجرين في البلاد، وإتباع سياسة تناهض جميع أشكال العنف اللفظي أو الجسدي.
وتتابع نادية طاري في حديث لموقع "سكاي نيوز عربية" أن المملكة قد نجحت من خلال استراتيجية الهجرة واللجوء في تدبير ملف الهجرة، وتدفق المهاجرين على المملكة، وتسهيل عملية اندماجهم في المجتمع المغربي.
وتضيف طاري، أن المهاجرين القادمين من جنوب الصحراء إلى المغرب ينقسمون إلى قسمين، بين المهاجرين الذين استطاعوا التأقلم والاندماج داخل المملكة والاستفادة من مختلف الخدمات سواء الاجتماعية أو الصحية وغيرها، ومهاجرين غير نظاميين لا يتوفرون على أوراق للإقامة.