أسبوع الانتحار في لبنان.. 5 محبطين يضعون حدا لحياتهم
23:16 - 05 مارس 2023مع دخول الأزمة النقدية في لبنان عامها الرابع، تفاقم الوضع الاقتصادي المتردي، وبات المجتمع اللبناني يعيش أزمة اجتماعية غير مسبوقة، اتخذت منحىً دراماتيكياً خلال الأيام القليلة الماضية، مع تزايد حالات الانتحار خصوصاً بين أوساط الشباب.
فمعاناة لبنان من وضع اقتصادي صعب، ترجم أربع حالات انتحار لشباب في الأسبوع الأول من مارس، إضافة الى انتحار شخص خامس ميسور الحال، أنهى حياته بسبب عدم قدرته على الحصول على أمواله المودعة في المصرف، وفقدانها جزءاً كبيراً من قيمتها، في حين وصل عدد الأشخاص الذين أقدموا على الانتحار خلال يناير 2023 إلى 11 شخصاً.
قهر
ويقول النائب في البرلمان اللبناني ملحم خلف في حديث لموقع "سكاي نيوز عربية"، إن الإنسان في لبنان أصبح اليوم في خطر، وإن الوضع بات لا يحتمل، مع وصول البلاد إلى مكان صعب، مشيراً الى أن تكرار "مشهد الانتحار" في الأيام الأخيرة، دليل على مدى القهر الذي يتعرض له الشعب، من تداعيات عدم معالجة تفلت سعر الصرف، وانعكاس ذلك على أسعار الخبز والدواء والنقل والكهرباء والمياه والمدارس.
وبحسب خلف، فإن الشعب اللبناني يستغيث من القهر، لافتاً الى أن حسين مروة وموسى الشامي وعلي أبو حمدان، هم ثلاثة ضحايا انتحار في أُسبوع واحد بسبب الوضع المعيشي، حيث انضم إليهم اليوم الشاب محمد ابراهيم الذي أقدم أيضاً على الانتحار، ما يدل على أن الشعب لم يعد يملك ترف الانتظار وغير قادر على تحمل المزيد، داعياً جميع النواب الـ 128 في لبنان الى الحضور إلى البرلمان وانتخاب رئيس للجمهورية، ما يساهم في انتظام الحياة العامة في البلاد.
ويؤكد خلف أن عدم حضور النواب اللبنانيين إلى البرلمان لانتخاب رئيس للجمهورية، يساهم بتعميق الأزمات ويزيد من بؤس الناس ويأسها ويوصلها للموت، لافتاً الى أن إيقاف مشهد هذاالانتحار الجماعي، تكون عبر انتخاب رئيس، كمدخل لتشكيل حكومة تعالج أوجاع الناس، وبالتالي فإن المطلوب من النواب، إنقاذ الوضع قبل توجه الشعب كله للانتحار، لأن هذا الأمر من مسؤوليتهم.
سلاح الاعتصام
ويشرح خلف أن خطوته إلى جانب النائب نجاة صليبا الاعتصام في البرلمان، منذ 19 يناير 2023، كان هدفها حث النواب على انتخاب رئيس جديد، والتحذير من أن الشعب اللبناني موجوع، مجدداً دعوة زملاءه النواب الى إنقاذ الشعب المقهور من الموت.
من جهتها، تقول الأخصائية في علم النفس العياري الدكتورة غادة هواري في حديث لموقع "سكاي نيوز عربية"، إن هناك عدة عوامل تقف خلف ارتفاع نسبة حالات الانتحار في لبنان، في الأيام الماضية، بينها الوضع الاقتصادي الميؤوس منه، على حد قولها، مشيرة الى وجود عدد كبير من الأشخاص الذين يعانون من هبوط قيمة رواتبهم بالليرة، مع ارتفاع سعر صرف الدولار، حيث أن هؤلاء انتقلوا من الطبقة المتوسطة الى الطبقة الفقيرة، وهو ما أثر سلباً على مستوى معيشتهم.
عوامل مسببة للأزمات النفسية
وتضيف هواري أن الوضع النفسي السيئ للأهل، وارتفاع نسبة العنف الأسري، وحالات الطلاق بسبب الوضع الاقتصادي، إضافة الى فقدان الكثير من المعيلين لوظائفهم، وعدم توافر فرص العمل، كلها عوامل خلقت تشتتا في الأسر، وتسببت في أزمات نفسية لدى الشباب، لافتة الى أن جميع هذه العناصر، تلعب دوراً سلبياً في دفع الفرد لاتخاذ قرار الانتحار.
وبحسب هواري يوجد عدد من الاشخاص الذين كانوا يتلقون علاجاً نفسياً، ولكنهم أوقفوا تناول أدوية للأعصاب بسبب غلاء سعرها، مشيرة الى أن التوقف المفاجئ عن دواء الأعصاب يؤدي الى التدهور النفسي، بعد توقف الدماغ عن فرز هرمون السعادة.