طبقة الشباب النامية تنعش صناعة الموضة في أفريقيا
18:20 - 04 مارس 2023ينمو قطاع الموضة والملبوسات في أفريقيا بشكل متسارع، مستفيدا من الزيادة الكبيرة في أعداد الشباب الذين يشكلون نحو 55 في المئة من مجمل سكان القارة السمراء البالغ عددهم نحو 1.2 مليار نسمة.
وفي حين يبدي البعض مخاوفهم من أن يؤدي التحول السريع نحو الموضة إلى اندثار الملابس التقليدية التي ظلت تميز سكان القارة لآلاف السنين، يقول مصممو أزياء إنهم يعملون على تطوير أنماط جديدة تتماشى مع التحولات التي تشهدها المجتمعات الأفريقية لكنها تحافظ في نفس الوقت على روح الزي التقليدي القديم، كما يشيرون إلى أن تطوير أنماط الزي الأفريقي التقليدي يعزز تنافسية الأزياء الأفريقية في الأسواق العالمية.
ويقدر حجم سوق الملبوسات والأحذية في أفريقيا بنحو 90 مليار دولار سنويا، أي نحو ربع السوق العالمي المقدر بنحو 380 مليار دولار.
في الواقع، يتزايد الطلب على التصميمات والمنسوجات والملابس الأفريقية داخل القارة وخارجها، مما أدى إلى نمو القطاع بمعدل 5 في المئة سنويا خلال السنوات العشر الماضية.
زخم متنامي
وفقا لانجيلا تروبي التي تدير مشغل متوسط الحجم لتصميم وصناعة الملابس النسائية في مدينة لاغوس النيجيرية، فإن تطلع الشباب نحو التصاميم الجديدة أدى إلى توسع كببر في صناعة الأزياء الأفريقية.
وتقول تروبي لموقع سكاي نيوز عربية إن الفترة الأخيرة شهدت اهتماما متزايدا من الشباب لاحتراف صناعة تصميم الأزياء الرجالية والنسائية بسبب تحول معظم الشباب من الملابس التقليدية إلى ملابس أكثر توائما مع متطلبات العصر.
وتشير تروبي إلى ارتفاع كبير في الطلب على الملابس الأفريقية في الأسواق العالمية أيضا، مما عزز الابتكار في تصاميم الملبوسات الأفريقية.
بعد عالمي
يستفيد رواد الأعمال الشباب من الطلب المحلي والعالمي المتنامي علىالملابس الأفريقية العصرية التي تحمل تصاميم مبتكرة.
وشارك خلال الفترة الأخيرة أكثر من 300 من رواد الأعمال الأفارقة في معارض دولية، كما يستفيد المصممون أيضا من المنصات والوسائط الاجتماعية لتوصيل منتجاتهم إلى الخارج.
وتشتهر الأزياء الأفريقية بأساليبها وألوانها ورسوماتها الفريدة التي تعكس الثقافة والبيئة الأفريقية مما يعطيها ميزة خاصة.
ويعتمد العديد من المصممين الشباب على المواد الأفريقية لعمل تصميمات فريدة تعكس التراث الثقافي الغني للقارة.
نمو صناعة المنسوجات
على الرغم من أن معظم البلدان الأفريقية ما تزال تعتمد على السوقين الصيني والهندي، إلا أن الفترة الأخيرة بدأت تشهد انتشارا واسعا للمنتجات التي تحمل علامة "صنع في أفريقيا".
في حين تستورد أفريقيا حاليا أكثر من 70 في المئة من احتياجاتها من الملبوسات والمنسوجات، إلا أن العديد من بلدانها بدأت خلال الفترة الأخيرة بالاهتمام بتطوير صناعة النسيج والملابس.
وتوقع مختصون أن تتمكن إثيوبيا خلال السنوات الثلاث المقبلة من خلق مليون وظيفة في قطاع صناعة النسيج، النامي بقوة، لتتحول بحلول العام 2025 إلى أحد أكبر مراكز لصناعة النسيج في العالم، وتعزز تنافسيتها العالمية إلى جانب كل من الصين وبنغلادش.
وتنمو صناعة النسيج في العديد من بلدان أفريقيا مدفوعة بشكل أساسي بتوفر العمالة الرخيصة والمواد الخام، وانخفاض تكلفة الطاقة.
ويعد انخفاض تكلفة العمالة أحد أكبر العوامل التي تعزز تنافسية صناعة الملبوسات في أفريقيا.
ويقول الخبير الاقتصادي دانيال مولقيتا، لموقع سكاي نيوز عربية إن قلة تكاليف الأيدي العاملة قد تعطي أفريقيا تفوقا على العديد من البلدان الرائدة في مجال صناعة النسيج مثل الصين وغيرها.
ووفقًا لمولقيتا، فإن تكلفة العمالة في بعض بلدان أفريقيا أقل بنحو 50 في المائة مقارنة بالهند أو دول آسيا الأخرى، مما دفع العديد من الشركات الكبرى إلى تحويل تركيزها إلى الدول الأفريقية.
ويستفيد مصممو الأزياء في أفريقيا من الإقبال العالمي الكبير على الاستثمار في صناعة الملابس في أفريقيا.