دولتان صغيرتان تقودان نموا قويا في الثروات الخاصة بأفريقيا

أرشيفية لأحد شواطي موريشيوس

يشكل الناتج الإجمالي المحلي لدولتي رواندا وموريشيوس مجتمعتين أقل من 5 في المئة من ناتج دولة مثل نيجيريا، إلا ان الدولتين الصغيرتين تقودان نموا قويا في الثروات الخاصة في أفريقيا والتي يتوقع أن ترتفع إلى 3 تريليونات دولار بحلول 2031 من 2.1 تريليون في الوقت الحالي.

ووفقًا لتقرير الثروات الخاصة في أفريقيا الصادر عن "هنلي" العالمية للاستشارات، فإن الاقتصادات الأصغر والأفضل تنظيماً في إفريقيا تتحول بسرعة إلى مراكز للثروة وموطنا للمزيد من أصحاب الملايين من الدولارات في القارة.

ومن المتوقع أن تنمو الثروات الخاصة في موريشيوس بنسبة 80 في المئة خلال السنوات العشر المقبلة مقابل 60 في المئة لرواندا.

قغزة قوية لموريشيوس

سيصل عدد الأفراد ذوي الثروات العالية في موريشيوس إلى أكثر من 8 آلاف بحلول 2031، مما يجعلها واحدة من أسرع الأسواق جذبا للأثرياء ذوي الدخل المرتفع في العالم، جنبًا إلى جنب مع أستراليا ونيوزيلندا وسويسرا ومالطا.

وفي العام 2022 أصبحت موريشيوس الأولى أفريقيا من حيث نصيب الفرد من الثروة، وذلك بسبب النمو الكبير في عدد الأثرياء الذين توافدوا إليها خلال السنوات الأخيرة، مستفيدين من البيئة السهلة لممارسة الأعمال التجارية، حيث حلت موريشيوس في المرتبة 13 عالميًا في أحدث تقرير صادر عن البنك الدولي حول مؤشرات بيئة ممارسة الأعمال؛ كما صنفها مؤشر "نيو وورلد" البلد الأكثر أمانا في افريقيا.

تراجع الكبار

في الوقت الذي تجتذب فيه الدول الصغيرة المزيد من أصحاب الثروات، تعاني دول ظلت تاريخيا مركزا للثروات الخاصة في أفريقيا من خروج مستمر للمليونيرات.

وخلال السنوات العشر الأخيرة خرج نحو 4500 من الذين يملكون أكثر من مليون دولار من جنوب أفريقيا. وعلى الرغم من أن جنوب أفريقيا ما تزال معقلًا رئيسيًا للثروة في إفريقيا، حيث تتمتع بسوق قوي للعقارات الفاخرة وخدمات إدارة الثروات، إلا أنها واجهت تحديات اقتصادية وأمنية كبيرة في السنوات الأخيرة.

ومن بين 2668 ملياديرا في العالم، هنالك 15 من مواليد جنوب إفريقيا، لكن 5 منهم فقط ما زالوا يعيشون فيها.

وفي الجانب الآخر، شهدت نيجيريا - التي تعد أكبر اقتصاد في إفريقيا - انخفاضًا حادًا في إجمالي الثروة، بعد أن عانت في السنوات الأخيرة من ارتفاع معدلات البطالة والفساد، والاعتماد المفرط على صادرات النفط.

نظرة إيجابية

تعتبر النظرة المستقبلية للثروة الخاصة في القارة إيجابية إلى حد كبير، حيث أصبحت البلدان الأفريقية أقل اعتمادًا على الصناعات الاستخراجية، كما تستمر ظروف الأعمال في التحسن في العديد من البلدان.

وفي الجانب الآخر يشكل النمو السكاني السريع عامل جذب لأصحاب الأموال الباحثون عن أسواق استهلاكية اكبر.

ويرى خايا مونزيما رئيس التحرير المتخصص في الشئون الإقتصادية في هيئة الإذاعة والتلفزة الجنوب أفريقية أن القارة السمراء تمتلك الكثير من الإمكانيات التي تساعد على نمو الثروات الخاصة، خصوصا في القطاعات المركزية التي تشمل الزراعة والتعدين وتكنولوجيا المعلومات والاتصالات والعقارات وغيرها.

ويوضح مونزيما لموقع "سكاي نيوز عربية": "أفريقيا هي ثاني أكبر قارة في العالم حيث يبلغ عدد سكانها 1.2 مليار نسمة، وهو امر مهم بالنسبة للأنشطة الاستهلاكية الجاذبة للثروات الخاصة".

لكن مونزيما يشير إلى العديد من التحديات التي قد تواجه نمو الثروات الخاصة، ويقول "الاقتصاد العالمي مترابط للغاية ولا يمكن إنكار أن تأثير الصراع الروسي في أوكرانيا كان هائلاً على أفريقيا، كما أن هنالك حاجة ملحة لإيلاء اهتمام اكبر بتطوير القطاع المالي الذي يعتبر ركيزة أساسية لرؤوس الأموال الخاصة".

أخبار ذات صلة

خاص

انتعاشة مرتقبة لمبيعات المحروقات بالجزائر.. وهذه هي الأسباب

نفط

إنتاج أوبك من النفط يرتفع في فبراير بدعم إمدادات نيجيريا

تحدي بيئة الأعمال

بالنسبة للخبراء، فإن البلدان الأفريقية الأقدر على تحسين بيئة ممارسة الأعمال ستكون الأكثر ظفرا بالنسبة الأكبر من الثروات. وقدر البنك الدولي أن من بين أقل 35 دولة صديقة للأعمال التجارية في العالم، هناك 27 دولة في أفريقيا.

وفي هذا السياق، يشير الخبراء إلى العديد من التحديات التي تعيق التدفقات المالية إلى الكثير من الدول الأفريقية، من بينها الفساد والرشوة والابتزاز، إضافة إلى عدم الاستقرار الأمني والسياسي.

ويقول الخبير المالي خيا سيثول المتخصص في مجال الاستشارات الاستثمارية إن بعض البلدان الأفريقية تتعامل مع الشركات الأجنبية باعتبارها أدوات لامتصاص الأزمات التي تواجهها.

ويوضح "يلاحفون الشركات الأجنبية ويبتزونها عندما يشعرون أنهم بحاجة إلى المزيد من الأموال، أو العملة الصعبة، أو المزيد من الضرائب لتشغيل أجزاء من البلاد".

ويشكل النظام الاقتصادي في العديد من البلدان الأفريقية تحديا حقيقيا امام أصحاب الثروات، حيث يرتبط الإطار القانوني الذي يحكم العلاقات الاستثمارية ببقاء أو زوال السلطة في بيئة سياسية مضطربة للغاية.

مؤشرات مهمة

■ 136 ألف شخص في افريقيا يملكون أصولا تبلغ أكثر من مليون دولار منهم نحو 7 آلاف يملكون أكثر من 10 ملايين دولار و305 لديهم أصول تزيد عن 100 مليون دولار.
■ 21 فردا في افريقيا يمتلمون أصول صافية تزيد عن مليار دولار تتركز معظم استثماراتهم في العقارات والتعدين والاتصالات وتجارة السلع الفاخرة والزراعة.
■ 39 ألف شخص في جنوب أفريقيا يمتلكون 651 مليار دولار في جنوب أفريقيا تتركز 370 مليار دولار منها في مدينتي جوهانسبرغ وكيب تاون اللتان تعتبران أغنى مدينتين في إفريقيا.
■ 27 في المئة تراجع الثروات الخاصة في نيجيريا خلال السنوات العشر الماضية، ويمتلك حاليا 10 آلاف نيجيري من أصحاب الثروات الخاصة نحو 228 مليار دولار.

اقرأ أيضاً

اقتصاد عالمي

فجوة الثروة بين ماسك وبيزوس تعادل الناتج المحلي للوكسمبورغ

أخبار العالم

نموذج جريء.. "كيا" تكشف عن سيارة سبورتاج الجديدة

خاص

فائض الطاقة الإنتاجية بالصين يضغط على شركات السيارات الغربية

تكنولوجيا

العالم يعاني بسبب انقطاع في خدمات مايكروسوفت.. ما القصة؟