"وداعا عمي محمد".. رحيل أقدم بائع ورد بالجزائر
21:35 - 27 فبراير 2023نعى جزائريون محمد بوعكاز، المعروف شعبيا باسم "عمي محمد"، أحد أقدم باعة الورود في البلاد، إذ ظلّ مزاولا للمهنة منذ الحقبة الاستعمارية، وارتبط الكشك الخاص به "ورود الجزائر" بساحة البريد المركزي في شارع العربي بن مهيدي، أحد أشهر شوارع الجزائر العاصمة.
وهيمنت حالة من الحزن في الساعات القليلة الماضية على رواد منصات التواصل الاجتماعي بعد انتشار خبر وفاة أشهر بائع للورود، صاحب الـ 80 ربيعا الذي ارتبطت صورته بالورود والأزهار، مضفيا من خلالها على ساحة البريد المركزي سحرا وجمالا منذ سنوات.
وبعد عقود من النشاط المتواصل والاعتناء بتناسق الورود بكل أناقة وحب للمهنة، خيّم حزن على الساحة التي لطالما حرص "عمي محمد" على جمالها ونظافتها، فحولها مع الوقت من نشاط يكتسب منه لقمة العيش، إلى جزء لا يتجزأ من ديكور مدينة الجزائر.
"عمي محمد الذي كان يبيعنا باقات الورود الجميلة عند ساحة البريد المركزي يغادرنا".. بهذه العبارة علّق العديد من الجزائريين على رحيله الفجائي، وهو الذي كان قبل أيام يستقبل الزبائن والزوار الذين يقصدونه من كل جهة، لاقتناء باقات ورد يهدونها أو يزينون بها مواكب أعراسهم، واليوم يمرون على المحل وعلامات الحزن بادية على وجوههم فيجدونه مغلقا.
ويشهد جميع من عرف الرجل عن قرب على وفائه لمهنة بيع الورود منذ نعومة أظافره، والدليل على ذلك عودته من فرنسا والاستقرار في الجزائر بعد الاستقلال، لمواصلة بيع الورود وتزيين مواكب أعراس الجزائريين بها.
وقال فاروق، أحد الذين عرفوا الراحل عن قرب: "عمي محمد بوعكاز سيظل مرتبطا بذاكرة مدينة الجزائر، وقد خلد هذا المكان بحبه الصادق للورود والجمال".
وأضاف لموقع "سكاي نيوز عربية" من أمام محل الراحل: "اختار هذه المهنة مثل كل أبناء منطقته التي ينحدر منها، تادمايت شرق العاصمة. عرف في السابق أن أشهر باعة الورود بالعاصمة ينحدرون من هذه المنطقة".
وتابع: "بعد فترة من شبابه قضاها في فرنسا، رجع إلى الجزائر بعد الاستقلال وظل محافظا على مهنته بيع الورود، إلى أن انتقل إلى هذا الكشك، فأنا أعرفه في هذا المكان على الأقل منذ عام 2001، محافظا على بشاشته وخدمته المتواصلة للزبائن والزوار".
يذكر أنه في عام 2021، حصل محل "ورود الجزائر" في مسابقة بلدية، على جائزة أفضل محل لبيع الورود في بلدية الجزائر الوسطى.
دعوات للحفاظ على الكشك
عبّر مواطنون عن أمنيتهم في بقاء هذا المحلّ، خاصة أنه تحول إلى ديكور بهيج وسط العاصمة، نظرا لقيمته الرمزية وجماله.
واقترح جزائريون أن يتم إهداء ورود ووضعها أمام محل الراحل، في مبادرة تكريمية لذكراه، خاصة أنه ظل محافظا على مهنة بائع الورود التي تصارع الزمن من أجل البقاء، وهو الذي كان دائما يردد "لا يوجد بلد دون ورود".