تحرك في مصر لمواجهة "الفيروس الفتّاك".. ما خطورته؟
18:10 - 16 فبراير 2023بدأت السلطات الصحية في مصر، التحرك لمواجهة فيروس ماربورغ، المعروف بـ"المرض الفتاك"، الذي يقتل نحو 90 في المئة من المصابين به، في أعقاب إعلان غينيا الاستوائية أول تفش للمرض بها، إثر وفاة ما لا يقل عن 9 أشخاص.
ويعتبر الفيروس شديد الخطورة، إذ صنفته منظمة الصحة العالمية من مجموعة المخاطر المُمرِضة والتي تتطلب المستوى الرابع من مكافئ الاحتواء.
وأصدرت وزارة الصحة المصرية دليلا وزعته على كافة المستشفيات والجهات الصحية بالبلاد، ضمن ما اعتبرته خطتها للاستعداد المبكر لأي أحداث صحية غير عادية، ومتابعة الوضع الوبائي للأمراض في دول العالم.
وقال مصدر مسؤول بالصحة المصرية، في تصريحات لموقع "سكاي نيوز عربية"، إن الوزارة أصدرت دليلا إرشاديا متضمنا كافة التفاصيل بشأن الفيروس الجديد الذي يثير قلقا في الوقت الراهن، والإجراءات التي ينبغي على الطواقم الطبية مراعاتها حال الاشتباه بإصابة أي حالة، على أن يتم تطبيق مجموعة من الإجراءات الوقائية خلال الفترة المقبلة.
وشدد المصدر على أن "مصر خالية من أي مصابين بهذا الفيروس، لكن السلطات الصحية اعتادت على اتخاذ مثل هذا الإجراء حال إعلان منظمة الصحة العالمية عن انتشار لفيروسات لها معدل خطورة مرتفع".
فيروس فتاك
وفق الدليل الإرشادي الذي حصل عليه موقع "سكاي نيوز عربية"، فإن فيروس ماربورغ يقترن بارتفاع معدل الوفاة بنحو 88.24 بالمئة من المصابين به، ومن الصعب في المرحلة المبكرة للإصابة بالمرض، التمييز بواسطة التشخيص السريري بين مرض فيروس ماربورغ والعديد من الأمراض الأخرى بسبب أوجه التشابه في أعراضها السريرية.
وينتشر الفيروس من خلال انتقاله من إنسان إلى آخر بالملامسة المباشرة لدم شخص مصاب بالعدوى، أو إفرازاته، أو أي سوائل أخرى يفرزها الجسم من خلال الجروح أو الأغشية المخاطية، وملامسة أسطح أو مواد مثل أغطية الأسرّة والملابس ملوثة بهذه السوائل.
كما يمكن أن ينتقل الفيروس عبر أحد أنواع خفافيش الفاكهة أو يمكن أن ينتقل بين الأفراد عبر سوائل الجسم من خلال الجنس غير الآمن والجلد المتشقق.
وحددت الصحة المصرية فترة حضانة المرض من يومين إلى 21 يوما، فيما تظل فترة العدوى بعد ظهور الأعراض ولمدة قد تصل لـ7 أسابيع بعد الشفاء.
الأعراض والعلامات
أشار الدليل الإرشادي إلى أن المرض يبدأ بعدد من العلامات والأعراض الواضحة مثل:
- ارتفاع في درجة الحرارة.
- صداع شديد.
- آلام في العضلات.
- يمكن أن يبدأ الإسهال المائي الحاد.
- آلام في البطن والغثيان والقيء في اليوم الثالث.
- لوحظ ظهور طفح جلدي غير مثير للحكة في معظم المرضى بين يومين إلى 7 أيام من ظهور الأعراض.
- يُظهر الكثير من المرضى أعراضا نزفية شديدة في الفترة بين اليوم الخامس والسابع، في حين أن الحالات المميتة تتسم بشكل من أشكال النزف.
التعامل مع الحالات
الصحة المصرية كشفت عن طريقة التعامل مع الحالات المصابة بهذا الفيروس حال اكتشافها، مؤكدة أنه على الرغم من أنه لا توجد علاجات معتمدة مضادة للفيروسات لعلاج هذا الفيروس فإن الرعاية الداعمة سواءً بإعطاء السوائل الفموية أو الوريدية، وعلاج أعراض المرض، يزيدان من احتمال بقاء الفرد على قيد الحياة، ويجري تقييم مجموعة من العلاجات المحتملة للمريض، بما فيها مشتقات الدم، والعلاجات المناعية والدوائية.
كما يجب وضع المريض في عزل فوري صارم في حجرة منفردة في المستشفى بعيدا عن الأماكن المزدحمة.
هل يمثل خطورة للشرق الأوسط؟
قلل مستشار العلاج الدوائي السريري للأمراض المُعدية ضرار بلعاوي، في تصريح لموقع "سكاي نيوز عربية"، من مخاطر انتقال عدوى فيروس ماربورغ بالنسبة لدول الشرق الأوسط، قائلا إنه "لا توجد خطورة محدقة في الوقت الراهن".
وأوضح أنه "حدثت عدّة تفشيات خلال الـ 40 عاما الماضية بهذا الفيروس، ولكنها محدودة لإمكانية السيطرة عليها بحيث كان معدل الوفيات بين 24 إلى 100 بالمئة، من الأشخاص المصابين بالفيروس والحمى النزفية".