أسواق النفط في 2023.. عاصفة تلوح في الأفق!
23:53 - 09 فبراير 2023يبدو أن أسواق النفط تواجه تساؤلا مهما، إذ أن التراجعات التي شهدتها أسعار النفط مؤخرا توحي بأن القفزات التي شهدناها في 2022 باتت شيئا من الماضي، لكن ماذا لو كانت هذه الصورة تخفي وراءها حقيقة أننا قد نكون مقبلين على عاصفة بكل ما تعنيه الكلمة في أسواق النفط؟
واحد من العوامل التي قد تشعل هذه العاصفة هو نمو الطلب الصيني بشكل يفوق التوقعات، فقد رفع "غولدمان ساكس" من توقعاته لنمو الطلب في الصين، مشيرا إلى أن هذا الطلب قد ينمو بأكثر من مليون برميل يوميا بحلول نهاية العام.
كما توقع "غولدمان ساكس" ارتفاع أسعار النفط مجدداً فوق 100 دولار للبرميل هذا العام، وقد يواجه العالم في 2024 أزمة إمدادات خطيرة مع استنفاد الطاقة الإنتاجية الفائضة.
من جانبه، توقع مدير وكالة الطاقة الدولية فاتح بيرول أن يعيد تحالف "أوبك+" النظر في إنتاج النفط خلال الأشهر المقبلة في حال ظهور زيادة كبيرة في الطلب الصيني على النفط.
لكن ماذا لو كان تحالف "أوبك+" غير قادر على سد هذه الفجوة؟
تشير تقديرات وكالة الطاقة الدولية إلى أن العالم سيحتاج نحو 31.4 مليون برميل يوميا من نفط أعضاء أوبك في الربع الأخير من العام.
ولكن المشكلة هنا أن هذا الرقم أعلى بنحو مليون برميل يوميا من المستويات التي كانت هذه الدول تنتجها في إبريل 2020 عندما لم يكن هناك اتفاق لخفض الإنتاج!
إنتاج النفط الروسي سيصب الزيت على النار، التوقعات تتحدث عن أن هذا الإنتاج سيتراجع بنحو 400 ألف إلى 1.5 مليون برميل يوميا خلال هذا العام.
هنا ستكون المعادلة كالتالي؛ نمو كبير في الطلب يقابله ضعف في المعروض، وهو ما حذر منه "غولدمان ساكس" الذي تحدث عن أن العالم يواجه خطر نفاد الطاقة الإنتاجية الفائضة بحلول 2024 أي أنه لن يكون هناك أي طاقة احتياطية لتلبية أي نمو إضافي في الطلب.
في النهاية إذا ما صحت التوقعات، فستكون أسواق النفط أمام أزمة لا تقل حدة عما شهدته في السابق وربما أكبر.
رئيس استراتيجية السلع في "ساكسو بنك"، أولي هانسن، قال خلال حلقة هذا الأسبوع من برنامج "عالم الطاقة" على شاشة "سكاي نيوز عربية"، إن الأسواق حتى الآن هي المغذي الرئيسي لزيادة أسعار النفط، خاصة بسبب زيادة الطلب من الصين، ما دفع الأسعار إلى العودة لنطاق 80 دولارا للبرميل خلال الأسبوعين الماضيين.
ويرى هانسن أن أسعار النفط ستظل أقل من مستوى 90 دولارا للبرميل خلال النصف الأول من العام الجاري، على أن تتجاوزه خلال النصف الثاني.
وحول تقرير "غولدمان ساكس"، يرى هانسن أن الأسواق ستواجه تحديات كبيرة فيما يتعلق بالنفط، خاصة مع انخفاض الاستثمارات بقطاع الطاقة، ما يعني أن الأسواق ستتحرك في مستويات ضيقة جدًا، وذلك في ظل عوامل أخرى تتمثل في سرعة التحول للطاقة الخضراء ومستوى النشاط الاقتصادي حول العالم.
ولم يكن هانسن متفائلا حول أسعار النفط، إذ قال إن مستويات الأسعار الحالية ستبقى مألوفة في الفترات المقبلة وقد تستمر لسنوات.
الذهب.. سيد المعادن النفيسة في 2023
وحول أداء المعادن النفيسة خلال العام الجاري، قال رئيس استراتيجية السلع في "ساكسو بنك"، إن البنك يحتفظ بنظرة إيجابية حول تحركات أسعار الذهب في 2023، وتحديدا عندما تبدأ الأسواق التشكيك في قدرة البنوك المركزية على إعادة التضخم إلى المستويات المستهدفة.
وعلى سبيل المثال، بحسب هانسن، فقد كان من المتوقع أن يتراجع التضخم في الولايات المتحدة إلى مستويات أقل من 2.5 بالمئة على المدى الطويل "لكن الأمر الآن قد ينتهي عند مستويات حول 3 إلى 4 بالمئة"، وفق تعبيره.
والذهب، كما يرى هانسن، سيكون المعدن النفيس الأكثر حظا خلال 2023، إذ قد تواجه أسواق الأسهم صعوبات في تحقيق مكاسب مع بقاء التضخم، كما أن تراجع الدولار بشكل تدريجي سيدعم أسعار المعدن الأصفر.
وجاء النحاس في المركز الثاني بين المعادن النفيسة التي توقع هانسن أن ترتفع بشكل يفوق الارتفاع الذي سجله المعدن في 2022.