المغرب.. دعوات لحماية العاملات في حقول إسبانيا
17:31 - 02 فبراير 2023تزامنا مع زيارة عمل يقوم رئيس الحكومة الإسبانية بيدرو سانشير إلى المغرب، دعت هيئات حقوقية نسائية مغربية إلى إيلاء الاهتمام اللازم بملف العاملات المغربيات الموسميات في الحقول الزراعية بإسبانيا.
وتطالب الهيئات بحماية النساء المغربيات ومتابعة ظروف عملهن عن كثب، لتجاوز الاختلالات التي طالت النساء اللائي تم اختيارهن لمباشرة العمل في الحقول الزراعية بجنوب إسبانيا.
واستضافت العاصمة المغربية الرباط، يومي 1 و2 فبراير الجاري، القمة الثنائية المغربية الإسبانية رفيعة المستوى، بعد مرحلة جديدة من العلاقات الثنائية بين الرباط ومدريد منذ أبريل الماضي.
رحلات على مراحل
وانطلقت قبل أسبوعين تقريبا، المرحلة الأولى من الرحلات المخصصة لنقل العاملات نحو حقول جنوب إسبانيا برسم الموسم الفلاحي الحالي، بعد دخول العام الجديد وسريان اتفاقية الهجرة الدائرية بين المغرب وإسبانيا.
ويرتقب أن تصل 15 ألف عاملة فلاحية موسمية إلى إقليم هويلبا الإسباني عبر ثلاث مراحل، إذ وصلت الدفعة الأولى في 12 يناير الماضي، على أن تصل الدفعة الثانية والثالثة شهر فبراير الجاري ومارس المقبل بمدة العقد المحدد في 6 أشهر.
مطالب بمجهودات أكثر
ووجهت فيدرالية حقوق النساء (غير حكومية)، نداء إلى رئيس الحكومة ووزراء القطاعات الوصية بشأن العاملات الفلاحية الموسميات بإسبانيا، لضمان كرامتهن وشروط عمل تحترم حقوق العاملات بدون تمييز في كل مراحل عملية التشغيل.
وطالبت الرئيسة السابقة للفيدرالية والعضو حاليا بمكتبها الوطني، المتتبعة لملف العاملات المغربيات بحقوق هويلبا الإسبانية، لطيفة بوشوى، بضرورة "إعطاء الأهمية اللازمة لحقوق هاته العاملات المغربيات في حقول جنوب إسبانيا، خصوصا في ظل العلاقات الجيدة مع الجارة الشمالية إسبانيا".
وعبرت بوشوى، في تصريحها لموقع "سكاي نيوز عربية"، عن أملها في أن "تبذل الحكومة مجهودات أكثر لتحسين ظروف العاملات الموسميات بالحقول الإسبانية"، قائلة: "كانت هناك إجراءات حكومية نريد أن تتعزز أكثر سواء في المغرب أو على مستوى إسبانيا".
وأوضحت الفاعلة الحقوقية النسائية، أن هذه الإجراءات "ترتبط بعملية الانتقاء، وكذلك ما يتعلق بالإقامة، وأخرى مرتبطة بشروط العمل في الضفة الإسبانية بمراقبة هذه الظروف من طرف مفتش وزارة الشغل الإسبانية، وأيضا مسألة الإدماج الثقافي للعاملات في عين المكان، وإعفاء العاملات من مصاريف تثقل كاهلن".
وأضافت المتتبعة لملف العاملات الموسميات بفدرالية حقوق النساء، أن العمل في حقول جنوب إسبانيا، "تعد فرصة مهمة بالنسبة للعاملات اللواتي ينحدرن من أوساط قروية، من أجل دعم استقلاليتهن المادية بشكل خاص، ونتمنى أن تتحسن شروط هذه الهجرة الدائرية بصفة عامة وبالنسبة للنساء في أفق استدامة وأنسنة ظروفها ".
شكاوى وظروف صعبة
وكانت عشرات العاملات في حقول الفراولة بمنطقة هويلبا جنوب إسبانيا، اشتكين إلى الحرس المدني الإسباني ونقابة العمال والعاملات بالأندلس تعرضهن لاعتداءات جنسية ومهنية، فيما أقدمت جمعيات حقوقية إسبانية على إجراء تحقيقات ميدانية أسفرت عن تبنيها عشرات الشكايات.
وقالت منسقة مجموعة شابات من أجل الديمقراطية (غير حكومية)، بشرى الشتواني: "العاملات التي تواصلت معهن يشتغلن في ظروف صعبة، ويشتكين خصوصا من العنصرية والتحرش وعدم الاحترام هناك في الحقول الزراعية بجنوب إسبانيا".
وتابعت الشتواني، في حديثها لموقع "سكاي نيوز عربية"، أنه "رغم أن المُشَغِّلين يستقدمون العاملات بعقود تشغيل عن طريق الوكالة الوطنية لإنعاش الشغل والكفاءات (حكومية مغربية) لاستبعاد أي عقوبات من الهيئات الأممية في مجال حقوق الإنسان، لكن التعامل الفعلي يكون في بعض الحالات سيء جدا".
وأوضحت الفاعلة الحقوقية الشابة، "أن النساء اللائي يشتغلن بشكل موسمي في حقوق إسبانيا غير متمكنات من اللغة الإسبانية، وغير قادرات على الاندماج في واقع مختلف، ويقطن في وسط غير لائق شبه مغلق، ويتعرضن للعديد من الأمراض كذلك"، متسائلة حول "الطلب المتزايد للمُشَغّلين حول النساء فقط للعمل في الحقول الإسبانية، والذي لا يعني أنه تمييز إيجابي".
فرصة لتحسين الأوضاع
وبدأ برنامج الهجرة الدائرية بين المغرب وإسبانيا في سنة 2006، إذ يستهدف النساء ما بين 25 و45 عاما شرط أن يتوفرن على خبرة فلاحية، وأن ينحدرن من منطقة قروية، وأن يكن متزوجات أو مطلقات أو أرامل.
ولذلك، تمثل الهجرة الموسمية للنساء العاملات الفلاحيات، فرصة حقيقية من أجل تحسين أوضاعهن المعيشية، من خلال "بحثهن حول أمان الشغل وعن الحماية الاجتماعية والتغطية الصحية، وعن بعض المكتسبات التي تغنيهن عن مدّ اليد أو التسول بعد التقاعد، وأيضا يبحثن عن الاستقرار ، خصوصا أن المعاملات الشُّغلية واضحة جدا؛ لأنهن يذهب بعقد واضح في مدته وفي أجره"، تردف منسقة شابات من أجل الديمقراطية، بشرى الشتواني.
وتخلص الشتواني، إلى أن "العاملات الزراعيات في إسبانيا لسن بمنأى عن التمييز والخطر والتحرش والاستغلال، لكنهن يحصلن على الحماية الاجتماعية والصحية، ويراكمن مجموع نقاط يخول لهن حقهن في التقاعد".